الري بالحقن واحدة من الحلول التي تم اللجوء إليها في فترات سابقة باستخدام عدة تقنيات، وذلك قبل الثورة التكنولوجية الأخيرة، التي عززت إمكانية الاستفادة من تكنولوجيا النانو، في استخلاص المياه وتوجيه نواتجها للزراعة والري والشرب، وهي المسألة التي تستدعي تسليط المزيد من الضوء عليها، للتعريف بها، وبنسب نجاحها في علاج المشاكل الناجمة عن التغيرات المناخية مثل الجفاف والشح المائي.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور سمير حافظ – عميد كلية الهندسة جامعة الأزهر – ملف الري بالحقن كأحد تطبيقات تكنولوجيا النانو التي يمكن استخدامها في الزراعة بالشرح والتحليل.
تكنولوجيا النانو
استخلاص المياه من الهواء
في البداية تحدث الدكتور سمير حافظ عن تكنولوجيا النانو، وسبل تعظيم أوجه الاستفادة منها لخدمة القطاع الزراعي، للتغلب على تداعيات الشح المائي والجفاف الناجمة عن التغيرات المناخية.
وقدم عميد كلية الهندسة جامعة الأزهر شرحًا مبسطًا لأشهر طريقتين لاستخلاص المياه من الهواء باستخدام تكنولوجيا النانو، موضحًا أن النمط الأول منها يعتمد على قاعدة التكثيف والطرد المركزي للهواء، والذي ينتج عنه الحصول على قطرات المياه من الأكسجين والهيدروجين، على أن يتم تجميعها داخل خزانات مخصصة لهذا الغرض.
تفاصيل التجربة المغربية
أوضح “حافظ” أن النمط الثاني يتم استخدامه حاليًا في المملكة المغربية، ويعتمد عليه عدد كبير من القرى بشكل كُلي لاستخلاص المياه، واستخدامها بشكل مباشر في الشرب ومناحي الحياة اليومية، وتقوم فكرته الرئيسية على نشر شبكات عملاقة مصنعة من مادة “البولي إيثيلين”، في المناطق المشهورة بانتشار ومرور الضباب فيها.
وأشار إلى أنه يتم تجميع المياه الناجمة عن هذه التقنية، بواسطة تانكات ضخمة، مؤكدًا أن اعتماد المملكة المغربية على تكنولوجيا النانو، مكنها من تغيير شكل الحياة بالمناطق الصحراوية القاحلة، وتحويلها لمناطق مأهولة بالسكان، وصالحة للعيش والزراعة فيها.
تعديلات بسيطة لنقل التجربة للأراضي المصرية
أكد عميد كلية الهندسة جامعة الأزهر أنه يمكن الاعتماد على هذه الطريقة لاستخلاص المياه من الهواء، مع إجراء بعض التعديلات البسيطة عليها، عن طريق تركيب فلاتر معينة، لإضافة الأملاح المعدنية الهامة، ما يمثل علاجًا ناجحًا لأبرز عيوب هذه الطريقة، التي كانت تحول دون استخدامها للشرب.
وتطرق “حافظ” إلى سبل تعظيم أوجه الاستفادة من تكنولوجيا النانو، في استخلاص المياه من الهواء، وتوجيهها لخدمة النشاط الزراعي ومعاملات الري، وذلك بتجميع المياه الناجمة عنها في تانكات خاصة، مع مد خراطيم ري – 16 مللي – مصنعة من مادة “البولي إيثيلين”.
اشتراطات الاستفادة من تكنولوجيا النانو في الري والزراعة
سلط عميد كلية الهندسة جامعة الأزهر الضوء على أبرز اشتراطات تطبيق هذه الطريقة، والتي تعتمد على تجميع المياه في تانكات معدة لهذا الغرض على ارتفاع 4 أمتار، عن سطح التربة المستهدف ريها، مع مد خراطيم الري المصنوعة من مادة البولي إثيلين بتكنولوجيا النانو تحت سطح الأرض.
وتابع “حافظ” شرحه لتفاصيل هذه التجربة الملهمة، موضحًا أن السنتيمتر المربع الواحد من هذه الخراطيم، يحتوي على 100 ألف نانو – ما يعادل 100 ألف ثقب – فيما يضخ الثقب الواحد 40 مللي نانو من المياه.
مزايا إضافية
عدد عميد كلية الهندسة جامعة الأزهر مزايا هذه الطريقة التي تمثل أحد تطبيقات تكنولوجيا النانو والري بالحقن، مؤكدًا أنها تساعد التربة على امتصاص المقنن المائي طبقًا لاحتياجاتها الفعلية دون زيادة أو نقصان، ما يقلص فرص الإصابة بالأمراض الناجمة عن الإفراط في معاملات الري.
شاهد الفيديو..