الرسمدة “Fertigation” هو أحد المصطلحات العلمية، التي تعبر عن الصلة الوثيقة بين عمليتي الري “Irrigation” والتسميد “Fertilization”، بوصفهما ركيزتين أساسيتين لنجاح زراعة أي محصول، ما يفرض ضرورة الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين، للتعريف بأهم القواعد الحاكمة لهما، في سبيل الوصول لأفضل إنتاجية ممكنة.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، تناول الدكتور محمد فاروق الخولي – أستاذ بمعهد البساتين قسم بحوث الفاكهة الاستوائية، التابع لمركز البحوث الزراعية، رئيس قسم بحوث الفاكهة الاستوائية بالقناطر – ملف الرسمدة وإدارة معاملات الري والتسميد بالشرح والتحليل.
الرسمدة
التفسير العلمي الصحيح
في البداية قدم الدكتور محمد فاروق الخولي تفسيرًا علميًا للعلاقة الوثيقة بين إدارة معاملات الري والتسميد أو “الرسمدة”، وانعكاسات كل منهما على الأخرى، وتأثيرها على التربة ونجاح الزراعة إجمالًا.
وأوضح أن العناصر والمركبات السمادية “الأيونات” تتكون من شقين أساسيين هما “الأنيونات” والتي تحمل “الشحنات السلبية”، و”الكاتيونات – الشحنات الموجبة”، مُشيرًا إلى أن المعيار الأساسي، الحاكم لنجاح التربة في امتصاص هذه العناصر، يرتكز بالأساس على معامل الـ”PH” الذي يعبر عن رقم الحموضة.
الرسمدة
الـ”PH” مؤشر فاعل في نجاح معاملات الري والتسميد
أكد “الخولي” أن رقم الحموضة الأمثل، الذي يضمن امتصاص التربة للعناصر التسميدية أو محلول التسميد يتراوح بين 6 إلى 6.5 على أقصى تقدير، وهو الرقم الذي يفرض التزامًا ووعيًا شديدًا، أثناء تنفيذ معاملات – الرسمدة – التسميد والري معًا.
وأشار إلى أن معامل الـ”PH” الخاص بمياه الري يكون 7.8، فيما ينبغي أن يتوقف معامل الـ”PH” الخاص بالمركبات السمادية عند 4، ما يفرض ضرورة الوصول بالمعاملين معًا إلى الحدود المنضبطة المطلوبة، بما يعزز قدرة التربة على امتصاص العناصر السمادية المضافة إليها.
الرسمدة
دور الأحماض الكيميائية والعضوية
ولفت “الخولي” إلى أن نجاح هذه المعادلة الصعبة، يستدعي إضافة الأحماض، سواء كانت كيميائية مثل “النيتريك أو الفسفوريك أو الكبريتيك” أو عضوية مثل “السيتريك أسيد أو سيلساليك أسيد”، لضبط معامل الـ”PH”، والوصول به إلى من 6 إلى 6.5، بوصفه المدى العلمي المطلوب، لنجاح امتصاص التربة للعناصر التسميدية.
معامل حموضة التربة
وتطرق رئيس قسم بحوث الفاكهة الاستوائية إلى العامل الثاني الذي يحكم نجاح التربة في امتصاص العناصر التسميدية المضافة إليها، والذي يرمز له بـ”EC”، ومدلوله يعبر عن مستوى حموضة التربة، وهي المسألة التي تتطلب تعاملًا أكثر انضباطًا، لضمان نجاح المنظومة، والوصول لنبات قوي وحصاد مرتفع بحلول نهاية الموسم.
وأوضح أن معاملات الري تقتضي حسابات صارمة، كمثلها من المعاملات السابق الإشارة إليها، مقدمًا المعادلة العامة الحاكمة لها، والتي تشترط إضافة من 0.3 إلى 0.8 جرام سماد لكل لتر مياه.
الرسمدة
توصيات “غسيل” التربة
كشف “الخولي” أن ملوحة التربة تساوي ملوحة المياه مضروبة في 1.5، ولضبط هذه المعادلة بالشكل الأمثل، ينبغي على المزارعين تنفيذ رية “غسيل” بدون سماد، لتقليل مستوى الملوحة، والحيلولة دون تجاوزها للحدود المسموحة حول جذور النباتات.
وطالب أستاذ معهد البساتين بالحفاظ على سلامة منطقة الجذور، واصفًا إياها بـ”مخ النبات”، والتي تتحكم إلى حد كبير في مدى وصول العناصر الغذائية لكامل أجزاء النبات، موضحًا أنها تتجدد بصفة دورية كل 10 أو 15 يومًا على أقصى تقدير.
إقرأ أيضًا..
دوار الشمس.. اشتراطات الخدمة والتسميد المُنضبطة وعلاقتها بمعاملات الري
الزيتون.. مُعاملات التسميد المُثلى واشتراطات الزراعة بالأراضي الطينية
لا يفوتك..