الذرة الشامية أحد المحاصيل الاستراتيجية الهامة، التي شهدت تقلبًا كبيرًا في درجة اهتمام المُزارعين بها صعودًا وهبوطًا، نظرًا لارتباطها الوثيق بالعديد من الأنشطة والصناعات، علاوة على تباين حجم العوائد الاقتصادية المُتوقعة منها، وهي العلاقة التي تحتاج لتوضيح الأساتذة المُتخصصين، لشرح أبعادها وأهميتها وجدواها الاقتصادية.
وخلال حلوله ضيفًاعلى الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور تامر عبد الفتاح – وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية، أستاذ بقسم بحوث الذرة – عن الذرة الشامية باستفاضة، لتسليط الضوء على أهم العوامل المُؤثرة عليها، وعلاقتها بالأزمات العالمية.
الذرة الشامية.. وأسباب تأخر موعد انطلاق المحاصيل الصيفية
في البداية أكد الدكتور تامر عبد الفتاح أن الموسم الحالي واحد من أفضل المواسم الشتوية التي شهدتها البلاد منذ عدة سنوات، ما عاد بالكثير من النتائج الإيجابية على أغلب المحاصيل التي تمت زراعتها خلال هذه الفترة، وفي مقدمتها “القمح، الفول، البنجر، البرسيم”.
ولفت أستاذ بقسم بحوث الذرة أن الظروف البيئية والتغيرات المناخية الحاكمة للمعاملات الزراعية المُختلفة، كانت سببًا رئيسيًا في تأخر موعد انطلاق الموسم الزراعي الصيفي، لبعض المحاصيل الرئيسية الأخرى، ضاربًا المثل بعمليات حصاد وتوريد القمح، التي لازالت مستمرة حتى هذه اللحظة.
الذرة الشامية وأسرار تغير التركيبة المحصولية وعلاقتها بالمحاصيل الزيتية
أوضح أن التركيب المحصولي لهذا الموسم سيتأثر جراء ظهور بعض الأصناف الجديدة، التي لم تكن مُدرجة خلال الأعوام السابقة، والتي بات أحد الخيارات المطروحة بقوة، على قائمة اهتمامات المُزارعين، نظرًا لزيادة الطلب عليها، وارتفاع العائد الاقتصادي المتوقع منها، نظرًا لأهميتها بالنسبة لصناعة الزيوت، وأبرزها “فول الصويا والسمسم ودوار الشمس”.
وأشار الدكتور تامر عبد الفتاح إلى المنافسة الشرسة التي ستواجهها الحبوب هذا العام، نظرًا لدخول الأصناف الزيتية بقوة، وهو الأمر الذي سيترتب عليه انتخاب الأفضل “اقتصاديًا” بالنسبة للمزارعين، لتكون هي كلمة الفصل الأولى والأخيرة بالنسبة لهذا المحصول.
موضوعات قد تهمك:
الاحتباس البولي في الماشية والأغنام.. 7 أسباب لحدوث هذه الظاهرة
علاقة محصول الذرة الشامية بالحرب “الروسية-الأوكرانية”
ألقى وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية الضوء على الأثر السلبي للأزمة “الروسية – الأوكرانية”، والتي ألقت بظلالها القاتمة على ارتفاع أسعار البترول، وهي الأزمة التي ستُلقي بتبعاتها، على حصة الذرة الشامية المُخصصة للتصدير، من أكبر دولتين مُنتجتين على مستوى العالم، وهما “أمريكا والبرازيل”.
وتناول “عبدالفتاح” علاقة الذرة الشامية بالأزمة السياسية الحالية، موضحًا أن كلتا الدولتين “أمريكا، البرازيل”، تُخصصان قرابة الـ20% من إنتاجهما السنوي، للصناعات البتروكيماوية مثل الإيثانول، وهي الصناعة التي باتت تستدعي تخطي وزيادة هذه النسبة، لتغطية العجز الناجم عن الحرب “الروسية – الأوكرانية”، والتي أدت لعرقلة تصدير البترول لأغلب دول العالم، وهو الإجراء الذي سيؤثر بالسلب على الدول المُستوردة للتقاوي والحبوب.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
الطريقة الأمثل لحصاد 5 طن أرز سوبر من الفدان
أسرار عودة الذرة الشامية للتركيبة المحصولية
كشف الدكتور تامر عبد الفتاح أسرار أزمة محصول الذرة الشامية محليًا، وأسباب خروجه عن دائرة اهتمامات المُزارعين، علاوة على توضيح الدوافع وراء عودته للأجندة والتركيبة المحصولية من جديد.
وأوضح أن ارتفاع قيمة مدخلات محصول الذرة الشامية، وقلة العوائد الاقتصادية الناتجة عنه، علاوة على حجم الجهد المبذول في رعايته طوال الموسم، والتي كانت سببًا رئيسيًا في تقلص المساحات المُنزرعة به، مُوضحًا أن صناعة السلاج، كانت بمثابة “قُبلة الحياة” التي أعادت هذا المحصول لدائرة اهتمامات المُزارعين مرة أخرى.
إقرأ أيضًا:
المعاملات الفنية لمحصول القطن وأبرز التوصيات والأخطاء الشائعة