الذرة الشامية أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية، نظرًا لتعدد أوجه الاستفادة منها، وفوائدها الاقتصادية الإيجابية، فيما يخص مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني، ما يحتم الإلمام بكافة التفاصيل والجوانب الحاكمة لنجاحها ومضاعفة إنتاجيتها، ويفرض ضرورة الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين في هذا الصدد.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، تناول الدكتور محمود عبد الفتاح – رئيس بحوث بقسم بحوث الذرة الشامية، معهد المحاصيل الحقلية – ملف أهم المعاملات الزراعية لمحصول الذرة الشامية بالشرح والتحليل.
الذرة الشامية
الأهمية الاقتصادية
في البداية تحدث الدكتور محمود عبد الفتاح عن الأهمية الاقتصادية لمحصول الذرة الشامية، بوصفه ثالث أهم محاصيل الحبوب، ما يضفي عليه طابع خاص، نظرًا لكونه البديل الثالث الذي يفرض وجوده بشكل طبيعي، ضمانًا لتحقيق وفرة مرضية ومطمئنة لمحصولي الأرز والقمح.
وأوضح وجود تنافس كبير بين الذرة الشامية، وعدد غير قليل من المحاصيل الصيفية، ما يقلص فرص التوسع في زراعته، والتي قد تأتي على حساب الأرز – المنافس الأول له – أو الحاصلات البقولية والزيتية كـ”السمسم وفول الصويا”.
تحديات مضاعفة الإنتاجية
لفت “عبد الفتاح” إلى أن مضاعفة إنتاجية محصول الذرة، لا تتأتى إلا عن طريق تعظيم المردود والناتج المستهدف من وحدة المساحة، بالإضافة للتوسع في الأراضي الجديدة واستصلاح المزيد من المساحات غير المستغلة.
التوقيت الأمثل للزراعة
أكد “عبد الفتاح” أن التوقيت الأمثل لزراعة محصول الذرة، يكون خلال شهر مايو، وقد يمتد إلى منتصف شهر يونيو على أسوأ التقديرات، لافتًا إلى تقلص حجم المساحات، التي ستبدأ موسمها الفعلي خلال الفترة الحالية، والتي تعقب محاصيل الخضر أو البرسيم الرباية في الأعم الأغلب من تلك الحالات.
الخريطة الزمنية لمحافظات الجمهورية
قسم “عبد الفتاح” الخريطة الزمنية المثلى لزراعة الذرة إلى 3 قطاعات رئيسية، موضحًا أن أخر موعد لمحافظات الوجه البحري، لايتخطى حدود الـ15 من شهر يونيو، فيما يمكن تمديد تلك الفترة حتى منتصف يوليو، نظرًا لارتفاع درجة الحرارة في هذا القطاع.
وأشار رئيس بحوث قسم الذرة الشامية إلى أن أقصى موعد محتمل لبدء الموسم بالنسبة لمناطق توشكى وشرق العوينات، وذلك خلال الفترة من 15 يوليو وحتى منتصف شهر أغسطس، محذرًا من تجاوز تلك القاعدة بالنسبة لجميع القطاعات المشار إليها، لما لها من تبعات سلبية على حجم الإنتاجية والجودة المتوقعة.
الخريطة الصنفية للذرة الشامية
كشف “عبد الفتاح” عن عدم وجود خريطة صنفية ملزمة للذرة الشامية، لافتًا إلى أهم الاشتراطات التي تمثل ضمانة لنجاح الموسم، والتي حصرها في جودة التربة والصرف والتهوية، علاوة على انخفاض مستوى الملوحة.
أبرز التوصيات الفنية
قدم رئيس بحوث قسم الذرة الشامية عددًا من التوصيات الفنية، فيما يشبه “روشتة” النجاح، والتي ربطها بتنفيذ بعض المعاملات، وفي مقدمتها الخدمة الزراعية الجيدة.
ونصح “عبد الفتاح” بتنفيذ معاملات الحرث مرتين متعامدتين، بالإضافة لتسوية وتخطيط التربة، لإعداد المهد الجيد للبذرة، ما يحميها ويضاعف من درجة مقاومتها للأمراض، وأبرزها “أعفان الجذور” و”التفحم”.
وشدد على اختيار التوقيت الأنسب للزراعة، والذي يمثل أحد الضمانات الأساسية لنجاح الموسم، بالإضافة للتعامل مع مصدر موثوق ومعتمد، فيما يخص ملف التقاوي والبذور التي ستتم زراعتها.