الذرة الشامية والمعاملات الزراعية الموصى بها، وسبل مضاعفة مستويات الإنتاجية، والتغلب على أبرز التحديات التي تواجه جموع المزارعين، كانت واحدة من أهم المحاور التي تطرق إليها الدكتور محمود عبد الفتاح عبد الوهاب – رئيس البحوث بقسم الذرة الشامية بمعهد المحاصيل الحقلية – متناولًا إياها بالشرح والتحليل، وذلك خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
مقومات نجاح زراعة الذرة الشامية
في البداية تحدث الدكتور محمود عبد الفتاح عبد الوهاب عن مقومات نجاح زراعة محصول الذرة الشامية، والتي تبدأ باختيار التربة الملائمة، ومراعاة مستويات الملوحة التي تتماشى مع هذا المحصول الاستراتيجي الهام، بحيث لا تتخطى حدود الـ800 ppm، لافتًا إلى أن تجاوز هذا المعدل يؤثر بالسلب على معدلات الإنتاجية وحجم الحصاد المتوقع بحلول هاية الموسم.
ولفت رئيس بحوث قسم الذرة الشامية، إلى عدم وجود سياسة صنفية محددة، موضحًا أن جميع الهجن المعتمدة تصلح للزراعة بكافة قطاعات الجمهورية، دون وجود تخصيص لأصناف محددة لمناطق بعينها، ما يعطي الأريحية للمزارع في اختيار ما يلائمه.
مواقيت الزراعة
تطرق “عبد الوهاب” إلى مواعيد زراعة محصول الذرة الشامية، موضحًا أن الزراعات المبكرة تبدأ اعتبارًا من بداية شهر إبريل، بعد نهاية موسم الفول البلدي، فيما تمثل الفترة من مايو ويونيو التوقيت الأمثل للزراعة.
وأشار رئيس بحوث قسم الذرة بمعهد المحاصيل الحقلية إلى مناطق توشكى وشرق العوينات وأسوان وإدفو والوادي الجديد، موضحًا أن موسم زراعة محصول الذرة الشامية يبدأ فيها خلال الفترة من منتصف يوليو وحتى منتصف شهر أغسطس.
أهم الاشتراطات الواجب مراعاتها
انتقل “عبد الوهاب” إلى أهم الاشتراطات والإجراءات الواجبة لتجهيز التربة لزراعة محصول الذرة الشامية، والتي أوجزها في النقاط التالية:
- اختيار الهجن المعتمدة من مصادر موثوقة
- تنفيذ حرثتين متعامدتين لتنعيم التربة وتهيئة المهد الجيد للبذرة
- التأكد من معمل البذور بالمطهرات الفطرية المعتمدة لرفع كفاءة البذور في مقاوم الفطريات والمسببات المرضية الموجودة بالتربة
- الالتزام بالزراعة في التوقيتات المثلى الواردة بالتوصيات والمحددة طبقًا للنطاق الجغرافي
- اختيار طريقة الزراعة الملائمة لنمط الري المستخدم
وتابع رئيس بحوث قسم الذرة الشامية بمعهد المحاصيل الحقلية شرحه لأهم التوصيات الواجب اتباعها للإعداد للزراعة، موضحًا أن المناطق المروية بالتنقيط على خراطيم وهي الشائعة في الأراضي الجديدة، فيما تتم لزراعة على خطوط بأراضي منطقة الدلتا القديمة، بمعدل 8 خطوط للقصبتين.
ولفت “عبد الوهاب” إلى اعتماد قطاع عريض من مزراعي الذرة الشامية على تقنيات الزراعة بـ”البلنتر” – سواء في الحيازات الصغيرة أو المساحات الكبيرة – ما يتيح إمكانية الزراعة على أرض مستوية، على أن يتم فتح الخطوط بعد الإنبات.
قواعد التسميد
سلط “عبد الوهاب” الضوء بعدها على قواعد تطبيق معلامات تسميد محصول الذرة الشامية، والتي تتم خلال إجراءات تجهيز التربة، بإضافة المقننات الموصى بها من السوبر فوسفات، وذلك بما يعادل 150 إلى 200 كجم للفدان.
وكشف رئيس بحوث قسم الذرة الشامية بمعهد المحاصيل الحقلية أن الزراعة بعد المحاصيل البقولية كـ”الفول” لا يحتاج لإضافة أي مقننات نيتروجينية خلال مرحلة الزراعة، حيث يتم الاكتفاء فيها بإضافة الأسمدة الفوسفاتية بمعدل 4 شكائر، والبوتاسية بما يعادل 1 شيكارة للفدان.
التسميد النيتروجيني
أوضح أن قواعد التسميد النيتروجيني تختلف نسبيًا حال زراعة الذرة الشامية بعد المحاصيل النجيلية، والتي تفرض على المزارعين ضرورة إضافة 20% من المقنن الموصى به عند الزراعة، على أن تقسم الكمية المتبقية، لتقدم على دفعتين بعدها.
وانتقل “عبد الوهاب” إلى معاملات الري، والتي تبدأ برية الزراعة، فيما يقوم بعض المزارعين بتنفيذ رية “تجرية” بعد مرور ما يقرب من 18 يومًا، حال حدوث أي تشققات للتربة، أو ارتفاع شديد في درجات الحرارة، لتعزيز وتحسين وتنشيط عملية الإنبات.
نصح رئيس بحوث قسم الذرة الشامية بمعهد المحاصيل الحقلية بإضافة المقننات السمادية النيتروجينية الموصى بها – 120 وحدة آزوت بما يعادل 5.5 شيكارة يوريا أو 7 شكائر نترات – على دفعتين، حيث يتم إضافة خمس هذه الكمية خلال إعداد التربة حال الزراعة بعد المحاصيل النجيلية، على أن تضاف الكمية المتبقية بالتساوي على مرحلتين، الأولى مع رية المحاياة بعد 17 إلى 20 يومًا من تاريخ الزراعة، والأخيرة مع تنفيذ الرية الثانية.
العزيق والخربشة ومخاطر تأخير عملية الخف
تعرض إلى عملية العزيق والخربشة، موضحًا أن بعض المزارعين يقوم بها بعد الزراعة بخمسة عشر يومًا “15 يوم”، مع إجراء عمليات الخف، حال اتباع نمط الزراعة اليدوية، والإبقاء على نبات واحد بكل جورة، للوصول لأفضل معدلات الإنتاجية، وتقليل حدة التنافس بين النباتات على مصادر الغذاء والمياه.
وحذر “عبد الوهاب” من تأخير عملية الخف، مؤكدًا أن بعض المزارعين يقوم بتنفيذها بعد الرية الثانية، موضحًا أن الوقوع في هذا الخطأ له تداعيات خطيرة على معدلات الإنتاجية المتوقعة، حيث يضاعف من احتمالات الإضرار بجذور النبات وإضعافها، نظرًا لتشابك جذور النباتات الموجودة بذات الجورة.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
الذرة الشامية.. ١١ خطأ تهدد بضعف الإنتاجية وزيادة معدلات انتشار الأمراض «احذرها»