الذرة الشامية أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية، نظرًا لتعدد أوجه الاستفادة منها، وفوائدها الاقتصادية الإيجابية، فيما يخص مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني، ما يحتم الإلمام بكافة التفاصيل والجوانب الحاكمة لنجاحها ومضاعفة إنتاجيتها، ويفرض ضرورة الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين في هذا الصدد.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، تناول الدكتور محمود عبد الفتاح – رئيس بحوث بقسم بحوث الذرة الشامية، معهد المحاصيل الحقلية – تناول هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
الذرة الشامية
إنتاج سلالات جديدة مقاومة للتغيرات المناخية
في البداية تحدث الدكتور محمود عبد الفتاح عن الجهود المبذولة من قِبل أساتذة معهد المحاصيل الحقلية، للتغلب على التبعات والتداعيات السلبية الناجمة عن أزمة التغيرات المناخية، والتي تتضرر من أغلب الحاصلات الزراعية ومنها الذرة الشامية.
وأوضح “عبد الفتاح” أنهم بصدد إنتاج أصناف جديدة من الذرة الشامية، ذات قدرة عالية على مجابهة الآثار السلبية لـ”التغيرات المناخية”، لأنها إلى أنها تحاكي الهجن الأخيرة، التي نجحوا في استنباطها لمقاومة ظاهرة الإجهاد المائي.
توفير 550 لتر مكعب مياه لكل فدان
لفت الدكتور محمود عبد الفتاح إلى أن المعهد استنبط عدة هجن جديدة، مبكرة النضج، ما حقق وفرًا للمزارع في المقننات المائية المخصصة للري، بمعدل في حدود 500 متر مكعب للفدان، وهي المعادلة الرقمية الفارقة، والتي تنعكس على إجمالي النفقات والربحية المتوقعة.
التوصيات الفنية لزراعة الذرة الشامية
أكد “عبد الفتاح” أن الالتزام بتطبيق أجندة التوصيات الفنية الواردة بشأن محصول الذرة الشامية، كفيلة بضمان نجاح الموسم، وتحقيق أعلى معدلات الإنتاجية المتوقعة بحلول مرحلة الحصاد، والتي تبدأ بتجهيز التربة والمهد الجيد، عبر الخطوات التالية:
- حرث الأرض حرثتين متعامدتين
- تزحيف التربة بـ”الزحافة أو القصابية”
- تخطيط التربة
- اختيار التوقيت الأمثل للزراعة لتقليل فرص الإصابة بـ”دودة الحشد”، والتي تزداد في العروات المتأخرة
- تخطيط التربة والالتزام بالمسافات البينية “70سم في الزراعات اليدوية، 80سم في حالات العزيق الآلي”
- الالتزام بالفاصل البيني المقدر بين الجور عند الزراعة “20سم”
- الزراعة على 2 إلى 3 حبات “تقاوي” في حالات الزراعة اليدوية
- الزراعة على 1 حبة في حالة الزراعة الآلية بالسطارة
- الالتزام بالمقنن المحدد للتقاوي بمعدل 10كجم بالنسبة للهجن الفردية، و12كجم حال استخدام الهجن الثلاثية
- مكافحة الحشائش بعد تمام الإنبات بواسطة المبيدات المعتمدة
- إتمام معاملات التسميد بـ120 وحدة آزوت للأراضي القديمة “ما يعادل 5 شكائر يوريا أو 6 نترات نشادر”
- في حالة زراعة الذرة بعض محصول بقولي يتم تقسيم المقنن السمادي على دفعتين “الأولى مع رية المحاياة، والثانية مع الرية الثانية”
- في حالة زراعة الذرة بعض محصول “نجيلي” مثل القمح، يتم تقسيم المقنن السمادي على 3 دفعات “خمس الكمية بعد الزراعة وقبل الري لتشجيع
- نمو جذور النباتات، على أن يقسم باقي السماد على مرتين الأولى مع رية المحاياة، والثانية مع الرية الثانية”
- إضافة مبيدات الحشائش الموصى بها مرتين، الأولى بعد الزراعة وقبل تنفيذ معاملات الري، والثانية بعد الإنبات بأسبوع تقريبًا
فوائد الالتزام بمعاملات الخدمة الزراعية
عدد “عبد الفتاح” مزايا الالتزام بتنفيذ معاملات الخدمة الزراعية من حرث وعزيق وتسوية، مؤكدًا أنها تضمن للمزارع تحقيق عدة مكاسب في مقدمتها تسريع ومضاعفة نسبة الإنبات، حماية المحصول من الإصابة بـ”أعفان الجذور”.
النسبة المثالية للنباتات في الفدان
لفت “عبد الفتاح” إلى أن نسبة النباتات المثالية المسموح بيها، لا تتجاوز حدود 20 إلى 24 ألف نبات لكل فدان، موضحًا أنها تتماشى مع كمية التقاوي الموصى بها “10كجم للهجن الفردية، و12كجم للهجن الثلاثية”.
وأكد “عبد الفتاح” أن تجاوز بعض المزارعين للحدود الموصى بها فيما يخص ملف التقاوي المستخدمة في الزراعة، يعود لتخوفاتهم من هبوط معدلات الإنبات، بسبب وجود بعض المشاكل في التربة والري، ما يدفعهم للزراعة على 3 أو 4 نباتات، برغم أنهم يقومون لاحقًا بإجراء معاملات الخف لها.