الذرة الرفيعة واحدة من الحاصلات الاستراتيجية الهامة، التي تُمثل عماد مشروعات الإنتاج الحيواني، ما يجعلها ضمن حزمة الزراعات الهامة للأمن الغذائي القومي، والتي يتحتم الحفاظ عليها وإلقاء الضوء على أبرز المشاكل التي تُعرقل تحقيقها للنتائج المأمولة، وأبرز الحلول التي تدعم زيادة ومُضاعفة الإنتاجية، وهو الملف الذي يستدعي الاستماع لرأي الخبراء والمُختصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور إبراهيم مخيمر صبره – رئيس قسم آفات محاصيل الحقل، بمعهد بحوث وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف الأهمية الاقتصادية لمحصول الذرة الرفيعة، وأبرز الآفات التي تحول دون الوصول لحجم الإنتاجية والحصاد المُتوقع، وطرق علاجها والتغلب عليها.
الأهمية الاقتصادية لمحصول الذرة الرفيعة
في البداية تحدث الدكتور إبراهيم مخيمر صبره عن الأهمية الاقتصادية الخاصة بمحصول الذرة الرفيعة، والتي وضعته في المرتبة الرابعة، ضمن محاصيل الحبوب الاستراتيجية، خلف القمح والذرة الشامية والأرز.
وعزز رئيس قسم آفات محاصيل الحقل الأهمية الاقتصادية لمحصول الذرة الرفيعة، موضحًا أنها لا تدخل ضمن قائمة المواد الغذائية الرئيسية للإنسان إلا بنسب ضئيلة جدًا في بعض القرى الريفية التي تعتمد عليه في صناعة الخبز المنزلي “البتاو”.
ولفت “صبره” مزايا محصول الذرة الرفيعة الاقتصادية، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية في صناعة الإنتاج الحيواني، نظرًا لاحتوائه على نسبة مُرتفعة من البروتين، والتي تُسهم في مُضاعفة مُعدلات تحويل اللحم، بالإضافة لاستخدامها في مشروعات الإنتاج الداجني.
الذرة الرفيعة.. “الحل السحري” للبيئة الصحراوية والملوحة
انتقل أستاذ معهد بحوث وقاية النباتات إلى نقطة أخرى، توضح مدى أهمية الذرة الرفيعة، بوصفها “الحل السحري” الأمثل، للتغلب على إشكاليات الزراعة في البيئات القاسية، موضحًا أنها تتميز بقدرتها على تحمل ارتفاع درجات الحرارة، ونقص الإمدادات والاحتياجات المائية، ما يجعلها خيارًا استراتيجيًا مُتاحًا، لتعظيم الاستفادة من الأراضي الموجودة بالمناطق الصحراوية.
وأكد “صبره” أن مزايا الذرة الرفيعة لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما تمتد إلى إمكانية ريها بالمياه المُعالجة، فيما تتغلب على ارتفاع درجة الملوحة، التي تُمثل أحد أبرز مُعوقات زراعة أغلب المحاصيل التقليدية المعروفة.
موضوعات قد تهمك:
محصول الأرز.. “تبقع الأوراق وأعفان الجذور” قواعد الري الـ5 وأبرز الأخطاء الشائعة
تبن القمح وقش الأرز.. أيهما أفضل لعليقة الماشية الحلابة؟ (3) نصائح هامة
أبرز الأعداء الطبيعية والآفات التي تُهدد الذرة الرفيعة
سلط رئيس قسم آفات محاصيل الحقل الضوء على أبرز الإشكاليات التي تواجه زراعة الذرة الرفيعة، والتي تُعد بمثابة “الأعداء الطبيعية”، التي تُهدد المُزارعين بخسائر اقتصادية فادحة على مدار الموسم، وبكافة المراحل العمرية التي يمر بها المحصول.
1. الغراب.. أخطر ما يهدد مرحلة البادرات
أوضح أن طائر الغراب يأتي في مُقدمة هذه القائمة، نظرًا لمُهاجمته المحصول في مرحلة البادرات وبداية الإنبات، لافتًا إلى أن الطريقة المُثلى لمُكافحته تعتمد على وضع “الطعوم السامة”، بالمناطق التي اعتاد الطائر التحصل على طعامه منها، نظرًا لارتفاع شدة ذكائه، والتي تدفعه لعدم الاقتراب من هذه “السموم”، حال نشرها داخل “الغيط” بشكل تقليدي.
2. ذبابة موت القلب
قدم الدكتور إبراهيم مخيمر صبره ذبابة موت القلب المعروفة علميًا باسم “atherigona orientalis”، بوصفها واحدة من الآفات التي تُهدد محصول الذرة الرفيعة، والتي تتغذى على منطقة القلب والقمة النامية، ما يؤدي لهلاك جانب كبير من المحصول، وخروج الإنباتات “الخلفات الجانبية” التي تُقلل القيمة الاقتصادية للمُنتج النهائي.
إقرأ أيضًا:
محصول الأرز.. 3 أخطاء تؤدي لخسارة 65% من السماد الآزوتي
محصول القطن.. “التعطيش” و”التسميد البوتاسي” وأبرز (6) معاملات لحصاد ناجح
أرز سخا سوبر 300.. “المركزية للإرشاد”: يُحقق (10) مكاسب اقتصادية للمُزارعين
3. دودة الحشد الخريفية
دودة الحشد تُعد أخطر الآفات الحشرية التي تُهدد المُزارعين، موضحًا أن الأعمار الأولى والصغيرة منها، تتغذى على أوراق القلب المُلتفة الخاصة بالبادرات، ما يؤدي لموتها، لافتًا إلى وجود ميزة نسبية في محصول الذرة الرفيعة، تتمثل في قدرته على إنبات التفريعات الجانبية، التي قد تعوض نسبة كبيرة من الخسائر حال عدم إصابتها.
علامات الإصابة بدودة الحشد الخريفية
ركز “صبره” على علامات الإصابة بدودة الحشد، موضحًا أنها تظهر على هيئة ثقوب واضحة، نظرًا لاعتماد تلك الآفة على الأوراق المُلتفة الخاصة بالبادرات، بسبب كونها أكثر رقة وليونة من أوراق الذرة الشامية “الخشنة”.
قاعدة الافتراس ومرحلة طرد القناديل
شرح رئيس قسم آفات محاصيل الحقل استراتيجيات “دودة الحشد”، التي تعتمد على قاعدة البقاء للأقوى، والتي تمنع تواجد أكثر من يرقة داخل النبات الواحد، حيث تفترس واحدة منها باقي اليرقات الأخرى لتبقى وحدها.
وأوضح أن المراحل العمرية التالية للنبات، تحول دون استمرار الآفة، وذلك عقب الوصول لمرحلة “طرد القنديل”، نظرًا لتغير طبيعة وصلابة الأوراق، ما يجعله غير ملائم لها.
شاهد:
4. دودة القصب الصغرى والكبرى
أكد الدكتور إبراهيم مخيمر صبره أن نسبة الإصابة بها تكاد تكون مُنعدمة، نظرًا لتطور سُبل مُكافحتها وارتفاع مُعدلات القضاء عليها.
5. حشرة المن وظاهرة “العفن الهبابي”
وهي واحدة من الآفات التي تُهدد المحصول أثناء مرحلة ما قبل طرد القنديل، والتي يترتب عليها حدوث ظاهرة “العفن الهبابي”.
6. الطريقة المُثلى لمُكافحة “العصافير”
أوضح رئيس قسم آفات محاصيل الحقل أن العصافير تُمثل واحدة من أخطر الكائنات الحية التي تُهدد محصول الذرة الرفيعة بإصابات بالغة تؤثر على حجم الإنتاجية النهائية المُتوقعة، مُشيرًا إلى أن الطريقة المُثلى لمُكافحتها تكمن في الالتزام بمواقيت الزراعة الموصى بها، علاوة على اللجوء لاستراتيجية الزراعة الجماعية، لتخفيف حدة الإصابة وتوزيعها على باقي الحقول الموجودة في القرية.
وحذر من التبكير في مواعيد الزراعة، أو البدء بشكل مُنفرد، ما يُفسح المجال أمام زيادة حدة الإصابة، والتي تُشكل خسارة اقتصادية فادحة، تصل لضياع كامل المحصول، مؤكدًا أن الحل الأمثل هو إرجاء موعد بداية الموسم، بحيث تتزامن مرحلة الاستواء مع نضج محصول البلح وبعض محاصيل الفاكهة، وهو الأمر الذي يُساعد على توزيع نسبة الإصابات عليها.