الذبول المتأخر واحد من الأمراض الفطرية الخطيرة، التي تشكل أبرز التحديات التي تواجه مزراعي الذرة الشامية على مدار الموسم، ما يستدعي تسليط الضوء عليها، والتوعية بطرق اكتشافها ومكافحتها بالشكل الصحيح.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد الناصر بدوي عينر – رئيس قسم أمراض الذرة بمعهد بحوث النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف أبرز التوصيات الفنية الواجب اتباعها مع هذا المحصول الاستراتيجي الهام بالشرح والتحليل.
الذبول المتأخر
توقيت حدوث الإصابة
في البداية تحدث الدكتور عبد الناصر عينر عن أهمية المعاملات السابقة للزراعة، والتي تشمل الحرث والتشميس والتسوية، لما لها من انعكاسات سلبًا وإيجابًا على النباتات والمحصول، وحجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وأوضح أن معاملات التسميد تقوم بدور هام في تقوية بادرات محصول الذرة، ومضاعفة قدرتها على مقاومة الإصابات المرضية البكتيرية والفطرية، شريطة الالتزام بالقواعد والتوصيات الفنية الواردة بشأنها.
وتطرق “عينر” إلى بعض التحديات التي تواجه مزارعي محصول الذرة، وفي مقدمتها أمراض السيقان وبالأخص “الذبول المتأخر”، والذي تم اكتشافه وتسجيله مطلع ستينيات القرن الماضي.
وأشار إلى موعد ظهور مرض الذبول المتأخر، والذي يهدد النباتات على عمر 20 يومًا، من خلال شن هجماته على منطقة الجذور، على أن يظل كامنًا لفترة اكتمال التحول الفسيولوجي.
ولفت إلى أن أول ظهور حقيقي لأعراض مرض الذبول المتأخر، يبدأ على عمر 35 يومًا من التزهير، مشيرًا إلى أن توقيت رصد مؤشرات الإصابة تختلف من صنف لآخر.
أبرز أعراض الإصابة وحد الضرر المتوقع
عرض “عينر” لبعض أبرز مؤشرات الإصابة، والتي تتجلى في الصور التالية:
- ظهور انبعاجات وخطوط بنية رفيعة جدًا على منطقة السلاميات
- تتبدى هشاشة النباتات حال الضغط على هذه الانبعاجات
- عند إزالة القشرة الخارجية نلاحظ موت وضمور النسبة الأكبر من الحبوب
وأكد أن مرض الذبول المتأخر يصنف كأحد الأمراض الفطرية التي تحدد معدلات الإنتاجية المتوقعة من المحصول في نهاية الموسم، مقدمًا بعض الحلول التي تمكن المزارعين من التغلب عليه، وتجاوز تبعاته السلبية الخطيرة، التي قد تصل لفقد 90% من حجم الحصاد المتوقع.
خطوات المكافحة بدون مبيدات
الدورة الزراعية.. الحل الأمثل
أوضح “عينر” أن في مقدمة الحلول التي يمكن الاعتماد عليها لمكافحة مرض الذبول المتأخر في محصول الذرة، هي العودة للعمل بطريقة الدورة الزراعية، لافتًا إلى أن تلك الآفة لا يتم التعامل معها بالمبيدات التقليدية المتعارف عليها.
وفسر جدوى اللجوء إلى نظم الدورة الزراعية، مؤكدًا أنها تحول دون توافر العائل المفضل لتلك الآفة، ما يؤدي إلى وفاتها وعدم تكاثرها، ولافتًا إلى أن هذه الاستراتيجية تمثل قاعدة لا تنطبق على الذرة فقط، وإنما تشمل كافة المحاصيل.
فوائد زراعة الأرز قبل الذرة
انتقل “عينر” إلى ثاني الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها لمكافحة مرض الذبول المتأخر، والتي يتم فيها زراعة محصول الأرز قبل الذرة الشامية، موضحًا أن غمر الأرض بالمياه يؤدي لقتل النسبة الأكبر من الجراثيم المنتشرة فيها، ما ينعكس بالتبعية على نزول فرص الإصابة إلى أدنى مستوياتها عند الشروع في زراعة الذرة.
الالتزام بالمقننات السمادية الآزوتية
شدد رئيس قسم أمراض الذرة بمعهد بحوث النباتات على عدم المغالاة في إضافة المقررات السمادية الآزوتية، والتي تترواح بين 90 إلى 120 وحدة بالنسبة لأراضي الوادي، وقد ترتفع قليلًا في الأراضي الجديدة لتصل إلى 140 وحدة، لحاجتها الشديدة لإضافة المواد العضوية.
وأوصى “عينر” بضرورة الالتزام بالمواعيد المقررة لإضافة المقننات السمادية الآزوتية، بوصفها أحد أبرز الوسائل التي تضمن الحد من فُرص الإصابة بمرض الذبول المتأخر، على أن تقتصر إضافتها على دفعتين فقط.
اشتراطات التخلص من النباتات المصابة
طالب رئيس قسم أمراض الذرة بضرورة إحراق النباتات المصابة بمجرد رصدها على أن تتم هذه المعاملة خارج حدود الحقل، محذرًا من إهمال هذه التوصية والاكتفاء بحرث وتسوية التربة فقط، نظرًا لمآلات هذا الخطأ التي تسمح بتواجد المسببات المرضية، وتكاثرها وانتشارها في المحصول.
شاهد..
موضوعات قد تهمك..
محصول الذرة الشامية .. أبرز 4 توصيات فنية خلال شهر يونيو
الذرة الشامية.. مزايا التربية للمقاومة وأثرها على درجة انتشار الأمراض
لا يفوتك..