الخضر والفاكهة وإنتاج التقاوي والهجن الجديدة، واحد من الملفات التي أولتها الدولة كامل اهتمامها، لتأمين ملف الأمن القومي الغذائي، والتغلب على كافة الإشكاليات التي أحاطت بهذا الملف، خلال العقود الماضية، والتي أثرت على المستهلك وتوافر الحاصلات الاستراتيجية بالسوق المحلي.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد محمود – مدير معهد البساتين الأسبق، رئيس لجنة منظمات النمو بمركز البحوث الزراعية – ملف إنتاج الهجن والسلالات الجديدة لمحاصيل الخضر والفاكهة بالشرح والتحليل.
إنتاج الخضر والفاكهة.. تحية خاصة للجيش الأخضر
في البداية وجه الدكتور محمد محمود التحية إلى جموع المُزارعين بمناسبة قرب حلول “عيد الفلاح”، واصفًا إياهم بجيش مصر الأخضر، الذي تصدى لمهمته في الذود عن الأمن الغذائي القومي بكل إخلاص، ليتغلب على كافة التحديات والظروف المُعاكسة، في ظل الأزمات العالمية التي ألقت بظلالها على دول العالم، وأثرت بالسلب على مُقدراتها ومخزونها السلعي والزراعي الاستراتيجي.
وأوضح أن تداعيات أزمة كوفيد والحرب “الروسية – الأوكرانية”، لم تفتر عزيمة المُزارع المصري، الذي أثبت وبحق مدى احترافيته، ولم تحل دون تغلبه على الصعاب، لتوفير الغذاء وكافة المحاصيل الاستراتيجية على مدار العام.
قسم البساتين وعلاقته بإنتاج الخضر والفاكهة
صحح رئيس لجنة منظمات النمو بمركز البحوث الزراعية الاعتقاد الشائع الذي يحصر مصطلح وتخصص “البساتين” في الحدائق فقط، موضحًا أنه أحد الأخطاء التي ينبغي مراجعتها، حيث يضم هذا التخصص خمسة أقسام رئيسية:
1. أشجار الفاكهة
2. نباتات الخضر
3. النباتات الطبية والعطرية
4. نباتات الزينة
5. الأشجار الخشبية
الاكتفاء الذاتي من محاصيل الخضر والفاكهة
أكد على وصولنا لدرجة الاكتفاء الذاتي فيما يخص إنتاج مصر من كافة حاصلات الخضر والفاكهة، مُشيرًا أن النقص يخص بعض أصناف بعينها مثل “النُقل” والتي تشمل “الفستق، اللوز، الجوز”، أو ما يُعرف لدى العامة بـ”المكسرات”، نظرًا لاحتياجاتها من البرودة، والتي تصل إلى 1000 ساعة خلال الموسم، وهو الأمر الذي لا يتوافر في البيئة المصرية، والأمر عينه بالنسبة لبعض أصناف الفاكهة عالية الجودة وفي مُقدمتها “التفاح الأمريكاني”.
وكشف “محمود” عن احتلال مصر مرتبة الصدارة في تصدير العديد من محاصيل الفاكهة والخضر ومنها “الموالح، الفراولة المجمدة، العنب، البصل، الثوم، الطماطم”، لافتًا إلى عدم وجود أي مشاكل بالنسبة للمحاصيل البستانية، وأننا نسير بخطى ثابتة في هذا الملف.
موضوعات قد تهمك
الزراعة التعاقدية.. انعكاساتها على “الحيازات الزراعية” ومنظومة الري الحديث
دودة الحشد الخريفية.. “التركاوي” يبرز جهود “زراعة المنوفية” للتغلب عليها
أبرز التحديات في ملف إنتاج الخضر والفاكهة
سلط رئيس لجنة منظمات النمو بمركز البحوث الزراعية الضوء على أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، مؤكدًا أنها لا تخص مصر وحدها، وإنما هي أبرز الإشكاليات التي تتخوف منها كافة دول العالم، والتي تمس خمسة ملفات مُحددة:
1. زيادة مُعدلات الجفاف ونقص المياه
2. ارتفاع نسبة الملوحة “الأرض، التربة”
3. التغيرات المناخية
4. زيادة نسبة الفاقد في المحاصيل
5. سلامة الغذاء
وأشار إلى أن هذه الملفات دارت حولها العديد من النقاشات والمؤتمرات خلال السنوات الأربع الأخيرة، قبل أن يتنبه العالم إلى خطورتها، ويبدأ في اتخاذ خطوات فعلية تجاه السعي لإيجاد حلول لها.
إقرأ أيضًا
مكافحة الأمراض النباتية.. ركائز النجاح الـ4 وقواعد اختيار المبيد الأمثل
ذبابة الخوخ.. أهم عوائلها وطرق تلافي انتشارها وأبرز الأخطاء الشائعة
التغيرات المناخية وتأثيرها على إنتاج الخضر والفاكهة
لفت إلى أن قضية التغيرات المناخية جرى العمل عليها منذ عدة عقود، وتحديدًا خلال فترة الستينيات، وهو الأمر الذي يتجلى بشدة في بعض أصناف ومحاصيل الفاكهة، التي تم فيها الاستغناء عن بعض المزايا الخاصة بالجودة، مقابل الحصول على إنتاجية عالية، ومقاومة أكبر للانحرافات المناخية والارتفاع المُتتالي في درجات الحرارة.
وضرب المثل بمحصول الفراولة “البلدي”، والذي كانت أقصى إنتاجية له 5 طن للفدان، علاوة على سرعة تلف المحصول، وهو الأمر الذي تم التغلب عليه، بإحلال بعض السلالات الجديدة، التي تصل إنتاجيتها إلى 40 طن للفدان، ما يعني مُضاعفة الناتج بنسبة 800%، بالإضافة لارتفاع درجة تحملها للظروف الجوية القاسية، وهو الأمر الذي تم تكراره وتطبيقه على عدة محاصيل أخرى ومنها الأرز، وهي المعادلة الأهم بالنسبة للمُزارع والمُستهلك.
شاهد
أسباب بطء إنتاج هجن جديدة للفاكهة
عزا تأخر ظهور أصناف جديدة بالنسبة للفاكهة مُقارنةً بحاصلات الخضر، إلى الفجوة الزمنية، التي تفصل ما بين بداية العمل على ملف إنتاج الهُجن والسلالات الجديدة ذات الإنتاجية العالية، والمُقاومة للتغيرات المناخية، حيث بدأها معهد المحاصيل الحقلية في حقبة الستينيات، فيما نفذها معهد بحوث البساتين مطلع التسعينيات.
وأوضح أن إنتاج الهُجن والسلالات الجديدة يستغرق فترة زمنية طويلة، وفترة اختبارات وتجارب لا تقل عن خمسة عشر عامًا، وهي واحدة من العقبات، التي تُبطىء من ظهور الإنتاج الجديد إلى النور.
وشدد على أن توافر الإرادة السياسية في ملف إنتاج تقاوي الخضر والمحاصيل الحقلية الاستراتيجية، ساهم في إنجاحها وتبلورها وتضافر جهود كافة الجهات المعنية لتنفيذها بالشكل المطلوب، وهي الخطوة التي تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليُعالج هذا الملف الشائك بمشرط الجراح الخبير.