الخرشوف واحد من أصناف الخضر الهامة، ذات القيمة الغذائية والاقتصادية التي قد لا يعرفها الكثيرون، ما أدى لتراجع مُعدلات الاهتمام به، وعزوف قطاع عريض من المُزارعين عن وضعه ضمن قائمة المحاصيل التي يستهدفها على مدار الموسم، والأمر عينه بالنسبة لجمهور المُستهلكين، ما استدعي إلقاء الضوء عليه، للتعريف بفوائده الصحية وأهميته الاقتصادية.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم – الباحث بمعهد بحوث البساتين – عن جدول الخدمة السمادية الخاصة بزراعة نبات الخرشوف، وأبرز المُعاملات الزراعية الخاطئة التي تؤدي لارتفاع تكلفة مُدخلاته، بالإضافة لعوائده الاقتصادية المُتوقعة على مدار الموسم.
الخرشوف.. الحل السحري لمواجهة مشاكل الملوحة والتربة
في البداية أكد الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم أن نبات الخرشوف يُعد أحد المحاصيل الزراعية التي تُلائم أجواء الزراعة في كافة أنواع الأراضي، بدءًا من التربة الطينية الثقيلة، انتهاءًا بالأراضي الصحراوية، علاوة على ارتفاع درجة مُقاومته لملوحة الأرض ومياه الري المُستخدمة، ما يضعه على رأس القائمة المُستهدفة من قِبل المُزارعين الذين يُعانون من بعض هذه الإشكاليات.
الخرشوف.. عوائد اقتصادية مضمونة “بشروط”
أوضح أستاذ معهد بحوث البساتين أن الالتزام بالجدول الزمني الخاص بزراعة الخرشوف، يضمن للمُزارع تحقيق عوائد اقتصادية مُجزية، علاوة على الاستفادة من زيادة فُرصه التصديرية للخارج، وبالأخص خلال الفترة من أواخر نوفمبر وحتى نهاية شهر فبراير، نظرًا لفوارق التوقيت التي تفصل بيننا، وبين موعد بداية موسم زراعته، بغالبية الدول المُنتجه له على مستوى العالم، ما يمنحنا ميزة نسبية لزيادة حصتنا التصديرية طوال هذه الفترة.
موضوعات قد تهمك:
تربية الإبل.. أسباب تفوقها كمشروع للإنتاج الحيواني وخريطة توزيعها وتعدادها
أبرز الأخطاء الواجب تلافيها
لفت “عبد الحليم” إلى أن عدم التزام بعض المُزارعين بموعد بدء الموسم المُوصى به، يُسهم إلى حد بعيد في تخفيض سقف العوائد المالية المُتوقعة، علاوة على ارتفاع تكلفة المُدخلات الخاصة بالمُعاملات التسميدية الخاصة به، ما يُحكم على الموسم بالفشل من وجهة النظر الاقتصادية البحتة، والتي ينخفض فيها سعر النورة بمقدار أربعة أضعاف.
متوسط الإنتاجية السليم للفدان
كشف الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم أن متوسط الإنتاجية، حال الالتزام بتنفيذ التوصيات الفنية، الخاصة بزراعة الخرشوف، يتراوح ما بين 40 إلى 60 ألف نورة للفدان الواحد، فيما ينخفض هذا المُعدل بمقدار النصف، إذا ما تم إهمالها أو إجرائها بشكل خاطىء.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
مكافحة الآفات الزراعية في المحاصيل الاستراتيجية
الخرشوف.. أرباح اقتصادية خيالية
أشار أستاذ معهد بحوث البساتين إلى أن سعر الخرشوف خلال ذروة الموسم يصل إلى 5 جنيهات للنورة الواحدة، ما يعني أن عوائد الفدان الواحد قد تصل إلى 300 ألف جنيه، فيما ينخفض هذا الرقم إلى حد بعيد، حال تأخر موعد الزراعة والحصاد عن الموعد الموصى به – سعر النورة هنا يتراوح ما بين 90 إلى 100 قرش – ليصل إلى 54 أو 60 ألف جنيه على أقصى تقدير.
جدول الخدمة التسميدية الصحيح
قدم “عبد الحليم” قائمة التوصيات الفنية الخاصة بالمعاملات الزراعية اللازمة لنجاح موسم زراعة الخرشوف، والتي تحتاج من المُزارع توفير جرعة كاملة تشمل “السماد البلدي، النيتروجين، الكبريت، سوبر فوسفات، بوتاسيوم، جبس زراعي”.
وفسر هذه الإجراء بكون الخرشوف أحد المحاصيل التي تحتاج مُقررات سمادية عالية، نظرًا لطول فترة زراعته، حيث يمتد الموسم لقرابة التسعة أشهر، ما يستدعي توفير كافة احتياجاته الغذائية في بداية الموسم، لضمان عبور الـ60 يومًا الأولى دون حدوث أي أزمات – فشل عملية إنبات بعض التقاوي، أو فقد نسبة من المحصول بسبب الأعفان – قبل تنفيذ جرعة التسميد الرئيسية.
إقرأ أيضًا:
صوامع القمح الطينية و”رماد الأفران”.. 3 خطوات لنجاح التخزين بالطرق القديمة