الخرشوف واحد من المحاصيل الخضرية الشتوية الهامة، التي تحتل مكانة مرموقة في قائمة السلع الغذائية التصديرية، بسبب قيمته الغذائية المرتفعة، وما يحويه من عناصر ومواد، تدخل ضمن نطاق العلاجات الطبيعية لبعض الأمراض، ما يجعله منتجًا مطلوبًا بأغلب دول العالم.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج نهار جديد، المذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث مصطفى كمال، الباحث بمعهد بحوث البساتين عن هذا الملف باستفاضة، مُشددُا على أهمية الخرشوف، والتي يحتل بسببها مكانة عالية، في قائمة المحاصيل التي يتم تصديرها للدول الأوروبية.
قائمة الدول المنتجة والمستوردة لمحصول الخرشوف
تحتل إيطاليا صدارة الترتيب في قائمة الدول المنتجة لمحصول الخرشوف تليها إسبانيا وفرنسا والأرجنتين، فيما تأتي مصر المرتبة الخامسة على مستوى العالم.
موسم زراعة الخرشوف
أوضح الباحث مصطفى كمال، أن موسم انتاج الخرشوف يستمر طوال الفترة ما بين نوفمبر وفبراير من كل عام، والتي تسبقها فترة النمو الخضري التي تتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر.
وتفرض الدول الأوروبية بعض الرسوم على استيراده من الخارج، في محاولة للحفاظ على انتاجها المحلي.
الخرشوف غذاء وعلاج
ولفت إلى أن الخرشوف يجمع ما بين القيمة الغذائية العالية والفوائد الصحية التي لا يمكن تجاوزها، وهي الحقيقة الغائبة عن أغلب الأسر المصرية.
ويحتوى نبات الخرشوف على نسبة مرتفعة جدًا من الفنيولات، الموجودة في التخت اللحمي الأبيض، وهي أحد مضادات الأكسدة الهامة لعضلات القلب وتنشيط الذاكرة.
وصفة طبيعية لمرضى السكر والكبد
يحتوي هذا النبات على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات، والتي تشمل سكر الأنيولين، الذي يعد أحد العناصر الهامة لمرضى السكر، فيما تحوي أوراقه مادة السينارين المُنشطة لإفرازات الكبد والمرارة.
ضيف أساسي للباحثين عن الرشاقة
لا تتوقف الفوائد الصحية والغذائية للخرشوف عند هذا الحد، وتتمثل أهم ميزاته، في انخفاض سعراته الحرارية، والتي تجعله ضيفًا أساسيًا ووصفة مضمونة، في أغلب برامج الدايت والريجيم.
نشاط اقتصادي مُربح
يحتل الخرشوف مكانة مرموقة في قائمة المواد الغذائية التي تتهافت الدول الأوروبية على استيراده، بسبب قيمته الغذائية العالية وفوائدة الصحية التي لا يمكن حصرها.
أفضل توقيت لتصدير الخرشوف
يُعد شهر ديسمبر أفضل فترات تصدير محصول الخرشوف، بسبب سوء الأحوال الجوية التي تتعرض لها الدول الأوروبية، في مثل هذا التوقيت ما يعوق زراعته هناك، ويجعلهم في أمس الحاجة لاستيراده.
ولهذا السبب يتم تقليل قيود المواصفات القياسية المفروضة على محصول الخرشوف، ويساهم في زيادة فُرص المُزارعين في تصديره للخارج.
وأوضح أستاذ معهد بحوث البساتين، أن باب التصدير مفتوح خلال شهر ديسمبر على مصراعيه، حتى لو لم تتوافر في المحصول المواصفات القياسية، حيث يتم تحويله للتصنيع، وهي ميزة لا يتمتع بها أي منتج زراعي آخر.
المعاملات الزراعية المناسبة لمحصول الخرشوف
يحتاج محصول الخرشوف إلى من 5 إلى 6 آلاف متر مكعب من المياه طوال الموسم، إذا ما كانت طرق الري المُستخدمه تتم وفقًا للأساليب الحديثة بالرش والتنقيط، بمعدل من 10 إلى 12 متر مكعب يوميًا.
وبالنسبة للأراضي المروية بالطرق التقليدية القديمة، التي تتبع سياسة الغمر، فإنه يحتاج لريه واحدة على الأقل كل أسبوعين.
خطوات حماية محصولك من الظروف المناخية السيئة
الخرشوف من النباتات الحساسة ضد الرطوبة، حيث تتأثر جذورها سلبًا بعفن الجذور، والتي تسببها زيادة المياه الموجودة في التربة، نتيجة الأمطار والسيول.
وتحدث أستاذ معهد بحوث البساتين، عن الإجراءات التي يجب اتباعها لحماية المحصول من الأثار السلبية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية والتغيرات المناخية، وأبرزها الأمطار والسيول.
وشدد على ضرورة التعجيل بصرف المياه الزائدة من التربة، حتى لا تتعفن الجذور، فيما يمكن مقاومة إجهاد التربة عن طريق رش “مضادات الإجهاد”، أو باستخدام سماد السوبر فوسفات، الذي يساعد في تصريف الرطوبة الزائدة.
أفضل وصفات تسميد الخرشوف
الخرشوف من المحاصيل الشرهه للأسمدة، لذا فيجب اتباع خطة منضبطة حتى لا يتأثر نموه بالسلب، للوصول إلى محصول قوي وسليم وعالي الإنتاجية.
ويحتاج المحصول في الظروف العادية خلطة تسميدية مكونة من 150 كيلو نيتروجين، و75 كيلو فوسفور، 100 كيلو بوتاسيوم.
أبرز الأخطاء الشائعة أثناء تسميد الخرشوف
عدم الالتزام بتوزيع الأسمدة على مدار الموسم، هو واحد من أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها أغلب المزراعين، والتي يكتفون فيها بتسميد المحصول ثلاث مرات فقط على أقصى تقدير.
فيما ينبغي أن تسير خطة التسميد بالتوازي مع مراحل نمو النبات، حيث تتحصل كل مرحلة على الكمية المناسبة لها، بداية من فترة النمو الخضري التي تستمر لأربعة أشهر، مرورًا بمرحلة التزهير، وانتهاءًا بوقت انتاج المحصول.
نصائح هامة جدًا لمزارعي الإسكندرية والبحيرة
تتركز زراعة الخرشوف في محافظتي البحيرة “كوم البركة”، والإسكندرية “برج العرب”، وبسبب طبيعة أراضي هذه المنطقة التي تتميز بارتفاع نسبة الصرف فيها، علاوة على أن تربتها “خفيفة”، يُنصح باستخدام السماد البلدي وحمض الهيوميك والفولفيك منذ بداية الموسم.
فيما يجب عمل خلطة تسميد خاصة مكونة من 25 كيلو نترات، و5 لترات من حمض الفوسفوريك “بدلًا من السوبر فوسفات”، بالإضافة لـ10 كيلو من سلفات النشادر، للحفاظ على العناصر الغذائية وإتاحة الفرصة للتربة لامتصاصها بشكل كامل.
واختتم استاذ معهد بحوث البساتين نصائحه، بالاهتمام باستخدام الأحماض، والتي عزا أهميتها إلى ارتفاع نسبة الملوحة في الجو والمياه، ما يحتم اللجوء للأحماض لتقليل معامل الـBH، لتسهيل امتصاص التربة للعناصر الغذائية.
شاهد: المعاملات الزراعية لزيادة إنتاج الخرشوف
أفضل الأراضي التي تجود فيها زراعة الخرشوف
الأراضي ذات التربة الصفراء هي أفضل البيئات التي يجود فيها زراعة الخرشوف، وبالرغم من نجاح زراعته في الأراضي الصحراوية، إلا أنه يحتاج المزيد من الجهد والعناية بسبب افتقارها للعناصر الغذائية المطلوبة والتي يحتاجها النبات لينمو بشكل سليم.
لون زهرة الخرشوف وتأثيرها على اتجاهات التصدير
تحبذ بعض الدول أن يكون شكل المنتج المُصدر لها يغلب عليه لون معين، حيث تفضل الولايات المتحدة الأمريكية الخرشوف ذي اللون الأخضر، أما إيطاليا فتفضل اللون البنفسجي.
لحصاد صحيح عليك باتباع هذه الخطوات
يبدأ موسم حصاد الخرشوف في شهر نوفمبر، حيث تستمر فترة النمو الخضري قرابة الأربع شهور، قبل بدء مرحلة التزهير.
وينبغي أن يتم الحصاد على شكل متوالية هندسية، ما يتطلب مراقبة ومتابعة جيدة للمحصول مع بداية هذا موسم الإنتاج، لقطاف كل نورة جديدة، بالشكل الذي يسمح للنورة التالية بالنمو بشكل صحيح، لتصل إلى حجمها الطبيعي.
إقرأ أيضًا:
الأسمدة المعدنية وزيادتها عن معدلاتها.. أفضل الحلول لعلاج هذا الخطأ الشائع
تأهيل المحاصيل الزراعية لتجاوز ارتفاع درجات الحرارة.. إليك التفاصيل
ري الأراضي الزراعية.. أبرز الأخطاء الشائعة وتأثيرها على نمو النبات
الأسمدة العضوية والحيوية أم المعدنية؟.. إليك الأفضل لأرضك ومحصولك