الحمى القلاعية واحدة من أخطر الأمراض المُستوطنة التي تسعى الجهات البحثية المعنية لإبقائها تحت السيطرة، والحيلولة دون انتشارها بين رؤوس الماشية، علاوة على التعامل السريع مع أي تحور جديد يطرأ على الساحة، في سبيل تأمين الثروة الحيوانية ضد أي تهديد.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور خالد مرسي – مدير عام بالإدارة للطب الوقائي – ملف مرض الحمى القلاعية وإنتاج اللقاحات الخاصة به وحملات التحصين بالشرح والتحليل.
الحمى القلاعية.. حملات التحصين ضد الأمراض المستوطنة
في البداية تحدث الدكتور خالد مرسي عن الحملات القومية لتحصين رؤوس الماشية للحفاظ على الثروة الحيوانية من الأوبئة والأمراض التي تُمثل خطرًا على سلة الغذاء والأمن القومي الغذائي، والتي تباشرها إدارة الطب الوقائي على مدار العام.
ولفت مدير عام “مرسي” أنهم حاليًا بصدد الانتهاء من حملة التحصين ضد الحمى القلاعية وحمى الوادي المُتصدع، والتي بدأتها إدارة الطب الوقائي منذ شهر يوليو الماضي، لتكون بمثابة خطوة استباقية وقائية، قبل الدخول لفترة تغيير الفصول، والتي تشهد تباينًا كبيرًا بين درجات الحرارة صباحًا ومساءً، ما يؤثر بالسلب على مناعة جميع الكائنات الحية سواء الإنسان أو الحيوان أو النبات.
أسباب تكرار التحصين قبل فصل الشتاء
وأشار مدير عام إدارة الطب الوقائي أن مرض الحمى القلاعية أحد الأمراض الوبائية المُستوطنة منذ ما يقرب من سبعة عقود، ما استدعى بذل أقصى جهد مُمكن للحيلولة دون انتشارها، أو تفاقم خطر الإصابة بها بما يؤثر سلبًا على الثروة الحيوانية والأمن الغذائي القومي.
وأكد أن حملات التحصين ضد الحمى القلاعية يتم تكرارها ثلاث مرات على مدار العام، موضحًا أن الفترة الحالية بداية من شهر سبتمبر تُعد أهم مراحل التحصين، نظرًا لكونها تبدأ قبل الدخول في فصل الشتاء، لتأهيل مناعة الحيوانات وتنشيط الأجسام المُضادة، تحسبًا لأي تحور أو نشاط فيروسي جديد.
التغيرات المناخية وانعكاساتها على الثروة الحيوانية
كشف “مرسي” عن الانعكاسات الناجمة عن التغيرات المناخية، والتي تؤدي لتراجع الجهاز المناعي لكافة الكائنات الحية، لتُتيح هذه الفترة فرصة ذهبية للبكتيريا والفيروسات لشن هجومها، استغلالًا لهذا التراجع الحاد في قدرات ودرجة مُقاومة كافة المخلوقات.
موضوعات قد تهمك
محصول الثوم.. مُعاملات الري للزراعات المبكرة والأراضي المصابة بالحشائش
ذبابتي البحر المتوسط والخوخ.. أبرز مظاهر الإصابة على ثمار المانجو
قائمة الأمراض المُستوطنة
حصر مدير عام إدارة الطب الوقائي قائمة الأمراض المُستوطنة في قائمة تشمل خمسة أوبئة رئيسية “الحمى القلاعية، حمى الوادي المُتصدع، الجلد العقدي، جدري الأغنام، الطاعون المتطرف”، لافتًا إلى أن الحمى القلاعية يُعد أخطرها على الإطلاق.
وأوضح أن مرض الحمى القلاعية كان يضم ثلاث عترات رئيسية “A,O.Sat2″، تحت كل منها مجموعة عترات فرعية صغرى أو ما يُعرف علميًا باسم “تحت العترات”، مُشيرًا إلى أن كل عترة منها تُشكل مرضًا مختلفًا بالكلية عن الآخر.
إقرأ أيضًا
البرسيم الفحل و”الصرف الحيوي”.. 3 فوائد بيئية واقتصادية لـ”مُزارعي القمح”
البرسيم الفحل.. “8” فوائد و22 ألف جنيه أرباح للفدان
دواعي استيراد اللقاحات من الخارج
فسر “مرسي” أهمية الإجراءات التي يتم اتخاذها حال ظهور أي فصيل جديد من “ما تحت العترات”، يُمثل تحورًا في التركيب الجيني للفيروس، بما يجعله مرضًا وبائيًا جديدًا، ما يتطلب التدخل بشكل عاجل وسريع لإنتاج عقار جديد، أو استيراد لقاح، إذا ما كانت هذه العترة قد ظهرت بالخارج قبل وصولها للبلاد، بهدف صد هذا الهجوم والحيلولة دون انتشاره بين رؤوس الماشية والأغنام.
لقاحات الحمى القلاعية وموقف الإنتاج المحلي
أكد الدكتور خالد مرسي على وجود صروح علمية مصرية توازي أكبر الكيانات العالمية، بفضل خبرات باحثيها وكوادرها الإدارية والعلمية، والتي مكنتنا من الاعتماد على سواعد أبنائنا لإنتاج لقاحات مصرية خالصة 100%.
وأوضح أن إنتاج معهد الأمصال واللقاحات البيطرية بالعباسية، يغطي احتياجات كامل الثروة الحيوانية المصرية، بالإضافة لوجود فائض مُرضي يتم توجيهه للتصدير للدول العربية المُحيطة، في ضوء الشراكات العلمية والتضامن العربي لحماية الثروة الحيوانية، وتأمين مصادر الغذاء ضد الأوبئة المستوطنة والعابرة للحدود.
شاهد