الحمى القلاعية أحد الأمراض الخطيرة، التي تؤرق الكثير من صغار المُربين، وتشكل عاملًا ضاغطًا على مشروعات الإنتاج الحيواني الخاصة بهم، ما يستدعي إلقاء الضوء عليها، للتوعية بخطورتها والخسائر الاقتصادية الناجمة عنها، وطرق الوقاية منها، وهي المهمة التي حملتها قناة مصر الزراعية على عاتقها، عبر حزمة برامجها المتنوعة، التي تستهدف خدمة جموع المُزارعين والمُربين والمستثمرين.
وعبر نافذة برنامجه “العيادة البيطرية”، المُذاع على شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حامد موسى الأقنص ملف الحمى القلاعية بالشرح، لبيان أسباب الإصابة وطرق تلافيها، وأبرز الأخطاء الشائعة التي تؤدي إليها، علاوة على التعريف بالطريقة المُثلى للإسعاف والعلاج.
الحمى القلاعية.. عدد السلالات وأهمية التحصين
في البداية أكد الدكتور حامد موسى الأقنص على وجود سبعة سلالات من مرض الحمى القلاعية، موضحًا أن التحصين ضدها يُمثل أحد أهم الحلول الوقائية، لحماية مشروعات الإنتاج الحيواني، من مآلاتها وتبعاتها الخطيرة.
ولفت إلى أن كل سلالة منها تحتاج لنوع مُعين من اللقاحات، مُحذرًا من التهاون في هذا الأمر، والذي يفتح المجال أمام إصابة القطعان بهذا المرض، وعدم قدرة مناعة الحيوان على التعامل معها.
وأوضح “الأقنص” أن كل سلالة من عترات الحمى القلاعية السبعة تحوي تحتها عشرات التحورات الأخرى، والتي تصل إلى ما يقرب من 180 نوعًا، ولازالت مُعدلات تحورها وسلالاتها الفرعية في ازدياد، وفقًا لما أثبتته أحدث الدراسات الواردة في هذا الشأن، ما يستدعي الالتزام بتنفيذ خطة التحصين الوقائية المُوصى بها.
انعدام الوعي وكثرة العترات الثانوية “كلمة السر”
عزا انتشار مرض الحمى القلاعية، وظهور المزيد من السلالات، التي تندرج تحت العترات الرئيسية السبعة المعروفة، لعدم وعي بعض مُزارعينا بطرق الوقاية والعلاج المُوصى بها، ما يُمهد الطريق أمام تعزيز فُرص انتشارها السريعة، بين قطعان ورؤوس الماشية، بمشروعات الإنتاج الحيواني المُختلفة.
وثمن “الأقنص” دور الهيئة العامة للخدمات البيطرية، في مُكافحة والحد من انتشار مرض الحمى القلاعية، عبر قوافلها المُنتشرة بكافة المُحافظات المصرية، علاوة على جهود باحثيها لتطوير اللقاحات والتحصينات المُتاحة، بما يتماشى مع ظهور العترات الفرعية الجديدة، التي تطفو على السطح من آن لآخر.
أبرز التوصيات الواردة لعلاج مرض الحمى القلاعية
قدم الدكتور حامد موصى الأقنص روشتة بأهم التوصيات العلاجية الواجب اتباعها حال ظهور علامات وأعراض الإصابة، والتي تبدأ بالتهابات شديدة في منطقة الفم واللسان، تتفاقم حال إهمال علاجها لتصل إلى منطقة القدم، قبل الوصول للمرحلة الأخيرة التي ينفق فيها الحيوان.
موضوعات قد تهمك:
تسمم الحيوانات بالزئبق.. أسبابه وأبرز أعراضه
“العدوى الثانوية” أحد أهم أسباب نفوق الحيوان المصاب
ونصح باتباع كافة الطرق والوسائل التي تُعزز مناعة الحيوان، علاوة على بذل أقصى جهد مُمكن، للحفاظ على معدلات التغذية الطبيعية، ما يرفع درجة مُقاومته ضد الإصابة بما يُعرف باسم “العدوى الثانوية”، والتي تؤدي لنفوق الحيوان.
علاج التهابات الفم الناتجة عن الحمى القلاعية
وطرح “الأقنص” الحلول العلاجية السريعة، التي من المُفترض اللجوء إليها حال ظهور أعراض الإصابة بالتهابات الفم، موضحًا أن أهم استراتيجياتها تعتمد على تغيير البيئة الحامضية لهذا الجزء الحساس، وتحويلها إلى وسط قلوي، نظرًا لعدم قدرة البكتيريا المُمرضة على التعايش مع هذا الوسط، بواسطة مجموعة من المواد المُنخفضة التكلفة كالتالي:
1. استخدام بيكربونات الصوديوم وخلطة بالماء بنسبة 4%
2. خلط بيكربونات الصوديوم بالعلف بنسبة 4%
3. عمل خليط من بيكربونات الصوديوم والعسل الأسود بنسبة 4%
4. استخدام خليط العسل والبيكربونات مع البرسيم
وشدد على أهمية المداومة على استخدام هذه الخلطات، والتي تحول دون قدرة انتشار البكتيريا المُمرضة داخل جسم الحيوان المُصاب.
ولفت إلى ضرورة مُتابعة حرارة جسد الحيوان، واتخاذ كافة التدابير اللازمة نحو خفض أي زيادة غير طبيعية، باستخدام المُخفضات والمُضادات الحيوية والمُرطبات، بعد مُراجعة الطبيب البيطري المُختص.
إقرأ أيضًا:
تقنية الاستمطار بالتأين.. تعريفها وآليات تنفيذها وأسباب الإحجام عنها
تغذية النعام.. برامج التسمين وإنتاج البيض وأبرز الأخطاء الشائعة
علاج التهابات القدم الناتجة عن الحمى القلاعية
نصح الدكتور حامد موسى الأقنص، باللجوء إلى عدد من الحلول العلاجية البسيطة، حال ظهور أعراض التهابات القدم، الناتجة عن مرض الحمى القلاعية، وأبرزها الجنزارة أو محلول كبريتات النحاس بالإضافة لعبوة من الفورمالين الطبي، وعمل خليط بالنسب التالية:
1. 4% من مركب كبريتات النحاس مقابل كل لتر ماء “280 جرام في الدورق سعة 7 لترات”
2. 2% من محلول الفورمالين مقابل كل لتر ماء “140 جرام في الدورق سعة 7 لترات”
وشدد على ضرورة وضع قدم الحيوان المصاب 4 مرات على الأقل يوميًا في هذا المحلول، للقضاء على الالتهابات نهائيًا، كأحد الحلول الموضعية التي يسهل على صغار المُربين تطبيقها ومتابعتها، موضحًا أن التغذية هي الطريق الأمثل للعلاج، فيما يُعد التحصين هو السبيل الوحيد للوقاية ضد المرض.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: