الحشرة والآفة على رأس قائمة الأعداء الطبيعية لكافة المحاصيل الزراعية، والتي يُشكل ظهورها هاجسًا مُخيفًا لأغلب العاملين بالنشاط الحقلي، بسبب الأضرار الناتجة عن ظهور أيًا منهما، في أي مرحلة من مراحل الزراعة، ما يؤدي لخسائر اقتصادية كبيرة، ويرفع من حجم وتكاليف المُدخلات، وبالتبعية يخفض من سقف الأرباح المُتوقعة.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج المرشد الزراعي، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أحمد إمام، أستاذ المكافحة البيولوجية للآفات الحشرية، التابع لمركز بحوث الصحراء، عن أبرز الفوارق بين الحشرة والآفة، وحجم الأضرار التي يمثلها ظهور أيًا منهما، على المحاصيل الزراعية والنواتج الاقتصادية المأمولة من هذا النشاط.
الحشرة والآفة.. أبرز الفوارق والأخطاء الشائعة في التعامل معها
في البداية تحدث الدكتور أحمد إمام عن أحد الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض مُزارعي البيوت المحمية، بسبب الخلط الشائع ما بين الحشرة والآفة، وهو الخلط الذي يستتبعه اللجوء لعدد من الإجراءات الوقائية غير الضرورية – في أغلب الأحوال – داخل الصوبة.
وأوضح أن بعض المُزارعين يعمد إلى رش المبيدات فور رؤيته لأي حشرة، وهو الأمر الذي يضر بالسلسلة الغذائية ودورة الحياة الطبيعية، لبعض المخلوقات التي جعلها الله وسيلة فاعلة لإحداث التوازن البيئي المطلوب.
ولفت الدكتور أحمد إمام إلى أن كل مخلوق مهما صغُر حجمه له دور سخره الله له، موضحًا أن الفطرة الطبيعية لكافة الكائنات الحية هي البحث عن الغذاء، وهنا تتجلى أبرز الفوارق بين الحشرة والآفة.
موضوعات ذات صلة:
بطاطس خالية من العيوب.. مشروع مكافحة العفن يعتمد 640 ألف فدان
وأشار إلى أنه طالما ظلت الحشرة تتغذى داخل إطار الحدود المسموحة التي لا تُشكل ضررًا اقتصاديًا – وهو ما يطلق عليه اصطلاحًا تحت الحد الاقتصادي الحرج – فلا ضرر من وجودها، مُشددًا على أن اللجوء إلى طُرق المُكافحة لهذه المخلوقات، يبدأ بعد إذا ما تخطت الحد الفاصل، ليصبح وجودها يُمثل تهديدًا للمحاصيل الزراعية، بما يمثل ضررًا على سلة الغذاء ومخرجات النشاط المُتوقعة.
وعاود توضيحه لهذه النقطة مؤكدًا أن إجراءات مكافحة الآفات الحشرية، يتلخص الهدف منها في الانخفاض بتعداد الحشرات للوصول لمعدلها الطبيعي، الذي لا يمثل ضررًا للبيئة، بما يحفظ بقائها للاضطلاع بالأدوار التي سخرها الله لها، دون إحداث أي خسائر اقتصادية، تؤثر على سلة الغذاء الإنساني.
إقرأ أيضًا:
البيوت المحمية.. أبرز الأخطاء الشائعة أثناء تأسيس الصوب الزراعية