الحشائش واحدة من أخطر الآفات التي تُهدد النشاط الزراعي، وتُمثل صداعًا مُزمنًا وهاجسًا مؤرقًا لقطاع كبير من المُزارعين، بسبب تبعاتها الكارثية والنتائج السلبية المُترتبة عليها، والتي تشمل عدة محاور صحية واقتصادية وبيئية وغذائية، ما يُحتم تسليط المزيد من الضوء على هذا الملف الخطير، والاستماع لرأي الخبراء والمُختصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبده عبيد أحمد – مدير المعمل المركزي لبحوث الحشاش، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف خطورة انتشار الحشائش وأبرز الخسائر المُترتبة عليها بالشرح والتحليل.
انتشار الحشائش = خسارة المحصول
في البداية تحدث الدكتور عبده عبيد أحمد عن خطورة الحشائش على المحاصيل الزراعية بوجه عام، موضحًا أن وجود هذه الآفة يترجم على أرض الواقع لخسارة اقتصادية في حجم الإنتاجية المُتوقعة للمحصول بنسب تتراوح ما بين 20 إلى 30%، وقد تتفاقم وتتخطى هذه الحدود الرقمية، في حالة الأراضي الموبوءة والتي استفحلت فيها درجة الإصابة.
2- منافسة المحصول على العناصر الغذائية
وأكد أن وجود وانتشار الحشائش داخل الأراضي الزراعية يعني مُنافسة المحصول الأساسي على العناصر الأساسية، وتقليل فُرص حصوله على كامل احتياجاته الغذائية من التربة، ما يترتب عليه انخفاض مستوى الجودة، وزيادة مُعدلات الهدر والفاقد من إجمالي الإنتاجية المُتوقعة.
3- انتاج بذور الحشائش
كشف أن الخطورة الأكبر الناجمة عن انتشار الحشائش، تتمثل في مُعدل البذور الناجمة عنها، والتي تصل في بعض الأحيان إلى 250 ألف بذرة لهذه الآفة، ضاربًا المثل بحشائش الهالولك، والتي ينتج عنها 100 ألف بذرة للحشيشة الواحدة.
4- ارتفاع تكلفة مكافحة الحشائش
لفت إلى أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انتشار الحشائش لا تتوقف عند خسارة نسبة كبيرة من المحصول والإنتاجية المُتوقعة، وإنما تمتد إلى ارتفاع مُعدلات التكلفة الخاصة بمُعاملات المُكافحة وإزالة هذه الآفات الضارة من التربة، وهو الأمر الذي ينعكس بالسلب على مُخرجات النشاط، ونسبة الربحية التي تعود على المُزارع بحلول نهاية الموسم.
5- بؤر مركزية للإصابة بالأمراض
سلط الدكتور عبده عبيد أحمد الضوء على ثالث الآثار المُترتبة على انتشار الحشائش، والتي تتمثل في كونها أحد البؤر والعوائل المثالية للعديد من المُسببات المرضية، ما يُضاعف سقف نفقات وتكاليف مُعاملات المُكافحة، التي تتقلص أمامها نسب الربحية المُتوقعة مرة أخرى.
6- زيادة نسبة الفاقد من المياه
انتقل مدير المعمل المركزي لبحوث الحشاش إلى نقطة أخرى ذات ثقل لما تُمثله من خطورة شديدة على لُب التوجهات والخطط الجديدة التي تتبناها الدولة، والتي تنصب على ترشيد مُعدلات المياه، وهو الهدف الذي يُعرقله انتشار هذه الآفة، نظرًا لارتفاع نسبة امتصاصها للمُقننات المائية الموجهة بالأساس للمحصول، ما ينعكس على زيادة حجم الهدر والفاقد، والذي يتراوح ما بين 2 إلى 3 مليار متر مُكعب في العام.
وأشار إلى أن انتشار الحشائش في البتون والمصارف والترع، يُضاعف من حجم الخسارة المائية، ما يستوجب مزيدًا من الاهتمام بتنفيذ التوصيات الفنية الخاصة بمُكافحة والحد من انتشار تلك الآفة، لوقف نزيف الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها.
7- تغيير خواص مُنتجات اللحم والألبان في مشروعات الإنتاج الحيواني
تناول الدكتور عبده عبيد أحمد بًعدًا جديدًا فيما يخص الانعكاسات السلبية الناجمة عن انتشار الحشائش، والتي تتخطى حدود النشاط الزراعي، لتُلقي بظلالها السلبية على مشروعات الإنتاج الحيواني، لافتًا إلى أن انتشار واختلاط تلك الآفات مع بعض المحاصيل، التي تُستخدم كعلف وعليقة للماشية، يؤدي لتغيير كبير في بعض خواص مُنتجاتها الأساسية – طعم ورائحة اللحم ومنتجات الألبان – بالإضافة لتعزيز فُرص إصابة الحيوانات الصغيرة كـ”الماعز والخراف” ببعض الأمراض.
8- تبعات ومخاطر صحية
أوضح أن ملف المساوئ والخسائر الناجمة عن انتشار الحشائش يتسع مداه وصولًا لتهديد الصحة العامة لجمهور المُستهلكين، نتيجة اختلاطها ببعض المحاصيل الاستراتيجية “اختلاط حشيشة الصامة بـالأقماح، والتي تؤدي للإصابة بالتسمم الغذائي أو شلل العمود الفقري” و”حشيشة الأمبروزا التي تؤدي للإصابة ببعض الأمراض الصدرية كحمى القش”.
موضوعات قد تهمك
تقاوي القمح.. شروط التخزين الصحيحة وسلبياتها ومزايا البذور المُعتمدة
فطام الثوم.. أخر مُعاملة ري قبل الحصاد ودرجات الملوحة المسموحة للزراعة
إقرأ أيضًا
أصناف القمح.. الخريطة المُعتمدة للمحافظات وأبرز السلالات المقاومة لـ”الملوحة”
شتلات الخيار.. قواعد الزراعة الـ”6″ ومزايا فترة “التصويم” داخل الصوب
شاهد أيضًا