الحشائش واحدة من الآفات الضارة، التي تحسم معاملات التخلص منها، مدى نجاح الموسم الزراعي إلى حد بعيد، وبخاصة مع المحاصيل الاستراتيجية والتصديرية الهامة مثل الموالح، ما يستدعي الإلمام بقواعد تنفيذها الصحيحة، وسبل تجاوز الآثار السلبية الناجمة عنها، وهو الأمر الذي لا يتأتي إلا عن طريق الاستماع لرأي الخبراء ونصائح المُتخصصين في هذا المجال.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية مها سميح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد الرحمن محمد – باحث متفرغ بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف مكافحة الحشائش الخاصة بمحصول الموالح بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أفضل الطُرق الواجب اتباعها، ومزايا استخدام الكمبوست في الحد من آثارها السلبية، على حجم الحصاد والأرباح المتوقعة بنهاية الموسم.
أهمية تنفيذ معاملات مكافحة الحشائش
تُعد خطط مكافحة هذه النباتات الضارة أحد البنود الهامة، التي يتيح تنفيذها بالشكل الصحيح، تحقيق أفضل النتائج المُمكنة لأي محصول زراعي، نظرًا لما تُمثله من نتائج إيجابية مُباشرة، على النزول بمعدلات الهدر والفاقد من معاملات التسميد، بالإضافة للقضاء على المنافس الأول للمحصول الأساسي، والذي يزاحمه في الحصول على عناصره الغذائية واحتياجاته المُنضبطة.
أبرز الفوارق في خطة مكافحة الحشائش “الحولية” و”المُعمرة”
كشف الدكتور عبد الرحمن محمد أبرز الفوارق ما بين خطة مكافحة الأنواع “الحولية” و”المُعمرة” منها، لافتًا إلى اختلاف الاستراتيجيات المُتبعة في كلٍ منهما، والتي تنعكس بالتبعية على طريقة تنفيذها بشكل سليم، للوصول لأفضل النتائج المُمكنة.
وأوضح أن مكافحة الأنواع “المُعمرة” تستدعي اللجوء إلى استخدام المبيدات، للتخلص منها والحد من انتشارها داخل المحصول، فيما تتم مواجهة الأنواع “الحولية” عن طريق تنفيذ برامج “العزيق”، المُوصى بها والواردة في الإرشادات الفنية للموالح.
موضوعات قد تهمك:
أرز سخا سوبر 300.. “المركزية للإرشاد”: يُحقق (10) مكاسب اقتصادية للمُزارعين
الهياج الخضري لمحصول القطن.. 4 أسباب و7 توصيات ومحاذير استخدام “البيكس”
توصيات مقاومة الحشائش من ظهور العين إلى ثبات العقد
ناشد الدكتور عبد الرحمن محمد جموع مُزارعي الموالح، بعدم إجراء أي مُعاملات خاصة بمكافحة هذه النباتات الضارة، منذ بداية ظهور العين بالأرض في شهر مارس، وحتى مرحلة ثبات العقد في أول يوليو، إلا في حالة واحدة فقط، وهي ظهورها بشكل مُلفت وزائد عن الحد، مع الاكتفاء بـ”حشها باليد” فقط، لتكون تحت نطاق السيطرة.
فوائد وجود الحشائش حول أشجار الموالح
فسر أستاذ معهد بحوث البساتين أهمية وجود الحشائش بدءًا من ظهور العين وحتى مرحلة ثبات العقد، والتي تتخلل الفترة من شهر مارس وحتى مطلع يوليو، بما تقوم به هذه النباتات من دور بارز، يُساهم في ضبط مُعدلات الحرارة، والحد من الانحرافات المُناخية الحادة، التي قد تؤثر بالسلب على أشجار الموالح وحجم الإنتاجية المتوقع منها.
وقدم الدكتور عبد الرحمن محمد توصية هامة فيما يخص مُعاملات مكافحة الحشائش، مُشددًا على ضرورة إزالتها، قبل الوصول لمرحلة التفتح والتزهير، والتي تُعزز فُرص إنتاج هذه النباتات الضارة لبذور جديدة، تُمهد لإعادة دورة حياتها في التربة مرة أخرى، ما يُضاعف حجم الخسائر المتوقعة منها.
إقرأ أيضًا:
الموالح.. قواعد ترشيد نفقات الزراعة الـ10 والموعد الأمثل لمقاومة الحشائش
زراعة القطن.. فوائد “سترات البوتاسيوم” وأبرز 6 توصيات لحماية المحصول
فوائد استخدام الأسمدة العضوية “الكمبوست”
أكد الدكتور عبد الرحمن محمد أن الاعتماد على الأسمدة العضوية والتي تُعرف اصطلاحًا بـ”الكمبوست”، يوفر على المُزارع الكثير من الجهد والنفقات، الخاصة بمعاملات مكافحة الحشائش، شريطة كمرها وتخميرها بشكل صحيح، أو جلبها من محطات التدوير المُعتمدة، لضمان خلوها من أي مُلوثات.
الموعد الأمثل لإجراء أعمال مكافحة الحشائش
حدد أستاذ معهد بحوث البساتين الموعد الأمثل لإجراء وتنفيذ أعمال مكافحة الحشائش، خلال الفترة من شهر يوليو وحتى نهاية الموسم في نوفمبر أو ديسمبر، موضحًا أن الطريقة الأنسب للأراضي القديمة هي استخدام المُبيدات المُوصى بها، فيما نصح بتنفيذ عملية عزق “حش أو شأرفة خفيفة بالفأس”، لتهيئة التربة قبل بدء مُعاملات التسميد.
وأوضح الدكتور عبد الرحمن محمد أن تنفيذ التوصيات السابقة والخاصة بإجراءات مكافحة الحشائش، سيكون عاملًا حاسمًا في ترشيد نفقات هذه المُعاملة، والتي لن تتعدى حدود الـ1000 جنيه بأي حال من الأحوال.
شاهد: