الحشائش واحدة من المعضلات التي تؤرق قطاع كبير من المُزارعين، بسبب أضرارها المُتعددة والخطيرة على المحاصيل، والتي قد تتجاوز النباتات وصولًا إلى الإضرار بالإنسان نفسه، وإصابته بأمراض خطيرة قد تؤثر على حياته، ما يُحتم ضرورة مُكافحتها والإلمام بالسبل المُناسبة للقضاء عليها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور عبده عبيد أحمد إسماعيل – مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش بمركز البحوث الزراعية – عن ملف المكافحة المتكاملة لـ”الحشائش” في المحاصيل الصيفية، ومدى خطورتها على المحاصيل الاستراتيجية، وآثارها الاقتصادية المباشرة على المُزارعين.
الحشائش.. العدو الخفي للمُزارعين
في البداية تحدث الدكتور عبده عبيد عن أضرار الحشائش وخطورتها على كافة المحاصيل، موضحًا أنها بمثابة العدو الخفي لجموع المُزارعين، برغم المكاسب التي يجنيها البعض جراء استخدامها في ري الأغنام.
وشدد على حجم الأضرار الاقتصادية التي تمثلها الحشائش على كافة المحاصيل، لافتًا إلى أن خسائرها المُباشرة على المُزارعين تفوق أجمالي ما تُسببه الأمراض والإصابات الحشرية بمراحل، والتي تجاوزت حدود الـ34%، وفقًا لما تم إعلانه بأحدث الدراسات الواردة في هذا الشأن، والأمر عينه بالنسبة لكمية المُبيدات المُستخدمة لمقاومة هذه النباتات الضارة، والتي تتعدى ما يتم توجيهه لباقي الآفات.
ولفت “عبيد” إلى صعوبة ملف المكافحة المتكاملة للحشائش مؤكدًا أنها تحتاج للجوء إلى المُتخصصين، نظرًا للتعقيدات التي يحتوي عليها هذا الملف، والتي تختلف بحسب نوع وكثافة انتشار هذا النوع من النباتات، بالإضافة للفترة الزمنية التي تظهر فيها، وطبيعة التربة، وغيرها من العوامل التي تحتاج إلمامًا علميًا دقيقًا، قبل التصدي لهذه المُهمة الشاقة.
الخسائر الناجمة عن نمو وانتشار الحشائش
قسم الدكتور عبده عبيد الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انتشار الحشائش، إلى نوعين، “مباشرة” و”غير مباشر”، والتي تختلف كلٍ منها عن الآخرى.
الخسائر “المباشرة” الناجمة عن نمو وانتشار الحشائش
أوضح “عبيد” أن الخسائر المباشرة الناجمة عن نمو وانتشار هذه النباتات الضارة، تعود إلى دخولها كمنافس قوي للمحصول، على عناصر التغذية التي يتحصل عليها، ما يؤدي لضعف الإنتاجية بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 30%، علاوة على انخفاض مستوى الجودة.
موضوعات قد تهمك:
الاتصالات اللاسلكية.. اختراع مصري يُنتج 2مليار متر من المياه شهريًا
الحمى القلاعية.. أبرز الحلول المُتاحة للعلاج وأهم التوصيات
الخسائر “غير المباشرة” الناجمة عن نمو وانتشار الحشائش
انتقل “عبيد” إلى الخسائر “غير المباشرة”، الناجمة عن نمو الحشائش، والتي حصرها في النقاط التالية:
1. تكاليف العمالة اللازمة لإتمام عمليات المُكافحة
2. تكلفة المبيدات
3. ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض التي تسببها هذه النباتات
4. إجراءات مُكافحة الأمراض الناتجة عنها تُمثل خسارة اقتصادية مُضاعفة
5. ارتفاع نسبة هدر المياه، الناتجة عن انتشارها في الممرات المائية المُستخدمة في الري
6. مصاريف تطهيرها الممرات المائية خسارة اقتصادية إضافية
7. إعاقة إتمام عمليات الحصاد ولا سيما في الأنواع الشوكية مثل “العاجول، ضرس العجوز”
8. تكاليف العمالة المُخصصة لإتمام عمليات الحصاد في ظل انتشار الحشائش
9. صعوبة إتمام عمليات الدريس في ظل انتشار بعض أنواعها مثل “العليق” والتي تؤثر على جودة القمح نظرًا لارتفاع نسبة الرطوبة الناتجة عن هذه الحشيشة
10. تقليل مُعدلات جودة المحصول
11. أثرها السيء على جودة الألبان حال وجودها ضمن الأعلاف المُستخدمة في التغذية
12. تُحقق أثرًا سلبيًا على نوع وجودة التقاوي
13. قد تؤدي بعض الأنواع إلى تسمم الإنسان وأضرار خطيرة بعموده الفقري مثل حشيشة “الصمة”، بسبب احتوائها على نوعين من المُركبات مثل “اللوليين، التيميولين” حال تناولها بكثرة، بسبب تشابهها مع حبوب القمح في فترات نموه الأولى
إقرأ أيضًا:
تغذية النعام.. برامج التسمين وإنتاج البيض وأبرز الأخطاء الشائعة
أنواع الحشائش
فرق الدكتور عبده عبيد بين الأنواع “الحولية” و”المُعمرة”، موضحًا أن الأولى تشمل تحت مظلتها كافة النباتات التي يرتبط وجودها بالمحصول الأساسي، وتنتهي فترة وجودها في التربة بمجرد حصاده، ولا تتخطى الموسم الواحد، فيما يستمر وجود النوع الثاني لعدة سنوات، وتكمن المٌشكلة الأكبر في صعوبة مُقاومته نظرًا لتكاثره بطرق وأشكال مُختلفة، وفي أي جزء من النبات كالساق أو الجذور أو الأوراق، وأبرز أمثلته “العليق” والذي يُعد واحدًا من أخطر الأنواع، نظرًا لتكاثره بثلاثة طُرق.
وشدد “عبيد” على خطورة الأنواع التي تنمو تحت التربة، والتي تصيب الجذور مثل “الحلفا”، العاجنة، العليق، العاقول”، والتي تستحوذ على النسبة الأكبر من العناصر الغذائية، ما يُمهد لانتشارها تحت الأرض بكثافة تمتد لثلاثة وأربعة أمتار، قبل ظهورها بقوة على سطح الأرض، ما يتطلب عمليات المُتابعة والمُكافحة باستمرار للتخلص منها.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: