تعد الحشائش شريكًا أساسيًا للمحاصيل في الغذاء، وتدخل في تنافس على كل مدخلات الإنتاج الزراعي ما لم يتم مكافحتها في الفترة المناسبة، وهو الملف الذي تناوله الدكتور عبده عبيد أحمد إسماعيل، مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش بمركز البحوث الزراعية السابق، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر المستقبل، مسلطًا الضوء على الكثير من الجوانب الهامة المتعلقة بتعريف الحشائش، وأضرارها، وطرق مكافحتها والوقاية منها.
اختيار المحصول المناسب بناءً على نوع الحشائش الموجودة
لفت الدكتور عبده عبيد إلى أهمية معرفة طبيعة الحشائش الموجودة في التربة قبل الزراعة، ناصحًا بأنه إذا كانت الأرض موبوءة بنوع معين من الحشائش ذات تأثير شديد على محصول ما، فالأفضل عدم زراعة هذا المحصول من الأساس. مدللًا على ذلك بوجود الهالوك في أرض الفول البلدي، حيث يمثل مشكلة خطيرة، أو الحمول في البرسيم الذي يقضي على المحصول.
وأشار إلى أنه إذا كانت معرفة هذه الحشيشة موجودة في الأرض، فيجب تجنب زراعة العائل الخاص بها، وإذا تم الزراعة رغم ذلك، فيجب أخذ الاحتياطات اللازمة، مثل زراعة أصناف مقاومة، أو استخدام مبيدات، أو الزراعة في مواعيد مناسبة لتقليل الأضرار.
تأثير التغيرات المناخية على انتشار ومكافحة الحشائش
سلط الدكتور عبده عبيد الضوء على تأثير التغيرات المناخية على هذه الآفة، موضحًا أن الحشائش تمتلك قدرة كبيرة على التكيف (فسيولوجية وتنوع وراثي) للتغلب على الظروف المختلفة، فارتفاع درجة الحرارة قد يزيد من وتيرة انتشارها ، فتلك التي تنتشر في مناطق استوائية وشبه استوائية قد تنتشر في المناطق المعتدلة ويزيد انتشارها، وكذلك الرطوبة.
وأشار إلى قدرة تلك الآفة على النمو في المناطق الجافة واستخلاص الماء، مفسرًا أن نباتات المسار الرباعي (C4) لديها قدرة عالية على استخلاص ثاني أكسيد الكربون والبناء الضوئي، وتتنافس بقوة وتنتشر مع التغيرات المناخية، ولديها قدرة على استخلاص الماء.
أما نباتات المسار الثلاثي (C3) التي قدرتها على استخلاص ثاني أكسيد الكربون قليلة، فإن زيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو ستزيد انتشارها أيضًا، مما يؤدي إلى منافسة أشد، مدللًا على ذلك بمحصول الأرز المغمور بالماء الذي ينقذ من منافسة الحشائش، بينما لو زرع جافًا ستكون منافسة الحشائش أقوى وتسبب له مشاكل، مؤكدًا أن الظروف المناخية لا تؤثر على انتشار الحشائش فقط، بل تؤثر أيضًا على مكافحة الحشائش.
مكافحة حشيشة الزمير في القمح
أجاب الدكتور عبده عبيد على استفسارات المزارعين التي وردت عبر البرنامج، حول سبل مكافحة حشيشة الزمير (البساروس) في القمح في المنيا، مؤكدًا أنها حشيشة خطيرة وتظهر في القمح وتشبهه مورفولوجيًا، مما يمثل مشكلة إضافية.
وأشار إلى وجود مجموعة كبيرة من المبيدات لمكافحتها مثل التراكسوس والإكسيال والتوبك، موضحًا أن المشكلة تكمن في أن هذه الحشيشة تظهر في ثلاث عروات مختلفة بعد الزراعة وخلال الشهر الأول وبعد 45 يومًا.
وأوصى بأن أفضل وقت للمكافحة هو بعد 40 يومًا من الزراعة للتغلب على كل العروات المتوقع ظهورها، معللًا بأن مكافحتها مبكرًا ستجعلها تظهر مرة أخرى في وقت لاحق، موضحًا أن المكافحة المبكرة قد تقلل الكميات التي تظهر لاحقًا، وإذا كانت الإصابة عالية، يمكن الرش مرة ثانية.
مكافحة بعض حشائش القمح
واستطرد “عبيد” حديثه حول حشيشة تظهر في القمح وتفرش على الأرض وتشبه الجزر (ربما الحارة أو الجزر البري)، مشيرًا إلى أنها إحدى الأنواع العريضة، مفسرًا أن صعوبة مكافحتها تكمن في أن مستواها على الأرض منخفض، وعند رش المبيد، يذهب جزء منه للقمح ولا يصل للحشيشة بسبب تغطية القمح لها عندما ينمو.
وأوصى باتباع هذه الطريقة بوصفها السبيل الأمثل للوقاية والمكافحة، مشددًا على ضرورة الرش مبكرًا بمجرد ظهورها، في فترة تتراوح بين 15 إلى 25 يومًا من عمر المحصول، لضمان وصول المبيد للحشيشة قبل أن يغطيها القمح.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات قد تهمك..
محصول القطن.. سبل تجاوز مشكلة أعفان الجذور وأهمية التسميد الآزوتي المتوازن
محصول القطن وتداعيات الزراعات المتأخرة ودور المصانع الجديدة في عمليات التسويق