الحشائش الشتوية واحدة من الآفات الخطيرة التي تُهدد غالبية المحاصيل الشتوية، وتُمثل ضررًا كبيرًا ينبغي الاستعداد له بالخطط المُنضبطة وبرامج المُكافحة المُناسبة، بما يقلل من حجم الضرر والخسائر الناجمة عنها، وهو الأمر الذي يحتاج لتسليط المزيد من الضوء، والاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين,
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبده عبيد – مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش – ملف مكافحة الحشائش الشتوية بالشرح والتحليل.
عوامل تحديد الخسائر الناجمة عن الحشائش الشتوية
في البداية تحدث الدكتور عبده عبيد عن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انتشار الحشائش الشتوية في المحاصيل الزراعية، موكدًا أنها تختلف من نوع لآخر، تبعًا لعدة اعتبارات يتم القياس عليها، والتي تُحدد إلى حد كبير حجم وقيمة وتكاليف المُكافة ودرجة خطورة الإصابة، وفي مُقدمتها:
1. مكان وبيئة الزراعة
2. نوع التربة المُستخدمة في الزراعة
3. نوع الحشائش والآفات المُنتشرة
4. كثافة ودرجة انتشار الحشائش
خطورة انتشار الحشائش الشتوية “عريضة الأوراق”
أكد الدكتور عبده عبيد أن الحشائش الشتوية عامة تُمثل خطورة شديدة على كافة المحاصيل الزراعية، بسبب حجم الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عنها، والتي تتطلب اتباع التوصيات الفنية الواردة بشأنها فيما يخص أساليب الوقاية المُثلى، وطرق المُكافحة المُنضبطة.
وشدد “عبيد” على أن الأنواع عريضة الأوراق، تفوق على مثيلتها “ضيقة الأوراق” من حيث حجم الضرر الذي تُشكله على المحاصيل الزراعية، فيما يتساوى النوعين في كونهما يمثلان مُنافسًا قويًا وشرسًا للنبات الأساسي على مصادر غذائه.
موضوعات قد تهمك
محصول القمح.. التوقيت الأمثل للزراعة وخسائر الزراعة “المبكرة والمتأخرة”
محصول القمح.. أفضل التقاوي المُستخدمة في زراعة الأراضي الملحية
3 أضرار مُباشرة لـ”الحشائش الشتوية عريض الأوراق
عزا “عبيد” خطورة الحشائش الشتوية عريضة الأوراق، وما تمثله من أضرار جسيمة على النبات، إلى بعض الحقائق التي يُمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. تحجب الضوء وأشعة الشمس اللازمة لإتمام النبات لعملية البناء الضوئي بشكل سليم.
2. تُمثل مصدرًا أساسيًا لإعاقة عملية التهوية الصحية.
3. تتسبب في ارتفاع نسبة ومُعدلات الرطوبة عن حدودها المُثلى، ما يترتب عليه العديد من التداعيات السلبية، وتعزيز فُرص انتشار الأمراض.
الحشائش الشتوية المُتسلقة
أوضح “عبيد” أن بعض أنواع الحشائش الشتوية تتعدى خطورتها النقاط السابق ذكرها، وفي مُقدمتها الحشائش المُتسلقة”، لافتًا إلى أن هذا النوع يؤدي لتكسر النبات، بالإضافة لتبعات هذه الخطوة والتي تُمهد لتغذي العديد من الكائنات على المحصول.
إقرأ أيضًا
تقاوي القمح.. كيف تستصلح 5 أفدنة إضافية دون تحمل أي تكاليف؟
محصول القمح.. التوقيت الأمثل لتنفيذ مُعاملات الري وشروط تأجيل “رية المُحاياه”
كثافة الحشائش الشتوية وعلاقتها بنوع وخطط المُكافحة المطلوبة
لفت الدكتور عبده عبيد إلى أن كثافة الحشائش تُمثل أحد المعايير الأساسية التي يتم الاستناد عليها، فيما يخص اختيار وتحديد نوع برامج المُكافحة المُستخدمة، موضحًا أن درجة الانتشار المحدودة يتم الاكتفاء فيها بأنواع المكافحة الخفيفة “العزيق والنقاوة اليدوية”، فيما تحتاج الدرجات الأشد إلى استخدام برنامج مُتكامل للتخلص منها، والحد من الخسائر المُترتبة عليها.
توقيت ظهور الحشائش وتأثيرها على حجم الخسائر الاقتصادية المُتوقعة
ربط الدكتور عبده عبيد بين توقيت ظهور وانتشار الحشائش الشتوية، وحجم الخسائر الاقتصادية المُترتبة عليها، لافتًا إلى أن الأنواع التي تظهر في البداية وتستمر طوال مراحل نمو المحصول، تؤدي لارتفاع نسبة الهدر والفاقد من حجم الحصاد المُتوقع، فيما تتمثل خطورة الأنواع التي تظهر في نهايات الموسم، في كونها تؤدي لتساقط آلاف البذور في التربة، ما يُمهد لدرجة انتشار أكبر وإصابة أشد خلال المواسم التالية.
وكشف “عبيد” عن متوسط حجم الخسائر الاقتصادية المُتوقعة، الناتجة عن ظهور وانتشار الحشائش الشتوية، مؤكدًا أنها تتراوح ما بين 20 إلى 30%، مع احتمالات زيادة هذه النسبة بناءًا على توقيت الإصابة ومُعدل الكثافة ونوع التربة.
لا يفوتك