الحرث القماحي وتقليب التربة بالماكينات الزراعية هما أسلوبان ينتميان لمدرستين مُختلفتين، لكل منهما أهدافها الخاصة، وضروراتها التي تُحتم قيام المُزارع بتنفيذها، في إطار الاستعداد لبدء موسم زراعة القمح، وهو الأمر الذي يستدعي الاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين، لتسليط المزيد من الضوء على أسباب اللجوء لكلا المُقترحين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد السلام المنشاوي – رئيس البحوث المتفرغ بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية، أستاذ قسم بحوث القمح بمحطة بحوث سخا – ملف مُعاملات تأهيل وتهيئة التربة والحرث القماحي بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أهم الطُرق المُعتمدة لرفع درجة كفاءة واستعداد التربة لزراعة محصول القمح.
الحرث القماحي.. الإجراءات التحضيرية لزراعة الغلة
في البداية تحدث الدكتور عبد السلام المنشاوي عن بعض أهم الإجراءات والخطوات التحضيرية، الواجب تنفيذها في إطار الاستعدادات لموسم زراعة محصول القمح، وذلك في معرض إجابته عن تساؤلات مُتابعي ومشاهدي البرنامج وقناة مصر الزراعية.
أهم المُعاملات التسميدية
أوضح “المنشاوي” أن تكرار زراعة محصول القمح – الغلة – باستمرار لا يتطلب القيام بإجراءات إضافية، لافتًا إلى إمكانية الاكتفاء بزيادة نسبة المواد العضوية، لتحسين خواص التربة ودرجة إنتاجيتها، لافتًا إلى أنه يُمكن الاكتفاء فقط بالأسمدة البلدية لتأدية هذا الغرض.
وقدم حلًا سحريًا إضافيًا للوصول لنفس الهدف المنشود، والمُتمثل في زيادة قابلية التربة لزراعة محصول القمح، عن طريق زيادة الجرعة النيتروجينية المُقدمة للتربة، بإضافة شيكارة نترات إضافية ليصبح إجمالي الشكائر المُستخدمة في مُعاملات التسميد أربع شكائر بدلًا من ثلاثة.
موضوعات قد تهمك
تخزين محصول الثوم.. 15 خطوة ضرورية لنجاح “العلاج التجفيفي” ومزايا “الثلاجات”
القمح الشبح والفرعوني.. “المنشاوي” يكشف حقيقة تفوقها على التقاوي المُعتمدة
الحرث القماحي أم الحرث بالماكينات؟ أيهما أفضل؟
وسلط رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية الضوء على نقطة بالغة الأهمية، والخاصة بالمُعاملات الزراعية السابقة للزراعة، والمُتمثلة في حرث وتهيئة الأرض لاستقبال الموسم الجديد لـ”محصول القمح”.
وأكد أن مُعاملة حرث التربة المُعدة لزراعة القمح، لا تستدعي الاستعانة بالماكينات المُعدة لهذا الغرض، وأنه يُمكن الاكتفاء بالتقليب السطحي فقط أو ما يُعرف لدى أهالينا المُزارعين بـ”الحرث القماحي”.
أهداف الحرث القماحي
لفت الدكتور عبد السلام المنشاوي إلى أن الهدف الأساسي من مُعاملة “الحرث القماحي” بدلًا من الإجراءات التقليدية، هو الحفاظ على القوام الأساسي للتربة، ومكوناتها البينية، وبنيتها الخاصة دون إجراء أي تغيير فيها، قد يؤثر سلبًا على قدراتها الإنتاجية.
إقرأ أيضًا
النفاخ عند المجترات.. أسبابه ومخاطر حدوثه وطرق تلافيها
رقاد القمح.. أبرز أسبابه وأفضل المُعاملات اللازمة لنجاح تكرار زراعة الغلة
أسباب الاستعانة بالماكينات لتنفيذ معاملات الحرث
أوضح “المنشاوي” أن الحالة الوحيدة التي يُمكن فيها الاستغناء عن الحرث القماحي، الذي يستهدف الطبقة السطحية للتربة، والاستعاضة عنه بالماكينات الضخمة لتنفيذ ذات الإجراء، هو أن تكون الأرض المُستخدمة ذات تربة صماء، ما يُعزز فرضية اللجوء لهذا الحل، في سبيل توسيع مسام التربة، وتحسين قدراتها على الصرف للتخلص من المياه الزائدة.
المدارس الحديثة في زراعة القمح
كشف “المنشاوي” أن بعض المدارس والمذاهب الحديثة، تتبنى رأيًا مًغايرًا لكل القوالب المُتعارف عليها بالنسبة لملف إعداد وتهيئة التربة وحرثها، رافعةً شعار “الزراعة بدون خدمة”، بوصفها السبيل الأمثل للوصول لأفضل النتائج والجودة والإنتاجية، ما يجعل الحرث القماحي بمثابة الحل الوسطي الذي يجمع ما بين رأي كلا المدرستين “التقليدية الكلاسيكية” و”الحديثة”.
شاهد أيضًا