الحد الاقتصادي الحرج يمثل رمانة ميزان نجاح معاملات مكافحة للآفات الزراعية، والمؤشر الأساسي لتحديد التوقيت الأمثل لبدء تنفيذ إجراءاتها الفعلية، وهي المسألة التي تستدعي توضيحًا أكبر واصغاءًا واعيًا لنصائح الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد”، تناولت الدكتورة فريدة عياد – أستاذ متفرغ بقسم مقاومة الآفات للمبيدات بالمعمل المركزي للمبيدات – ملف المكافحة المتكاملة بالشرح والتحليل.
مراحل نمو الآفات الزراعية
الطور الضار
في البداية تحدثت الدكتورة فريدة عياد عن مراحل نمو الآفات، والتي تبدأ بالبيضة ثم اليرقات والتي تمر بست مراحل عمرية، قبل الوصول إلى مرحلة ما قبل التعذير، ثم العذارى، وانتهاءًا بالوصول لمرحلة الحشرة الكاملة.
وأوضحت “عياد” وجود عدة اختلافات فيما يخص الطور الضار لكل آفة، لافتةً إلى أن بعضها يكون طوره الضار في مرحلة اليرقات، مثل دودتي القطن والحشد، فيما يختلف الحال مع ديدان اللوز، والتي تتركز خطورتها في الفراشات، نظرًا لكونها هي المسؤولة عن وضع البيض.
وعزت أستاذ المعمل المركزي للمبيدات أهمية معرفة الطور الضار لكل آفة، بأنه يساعد في اختيار التوقيت الصحيح لبدء إجراءات المكافحة، والذي يحول دون انتشارها وتكاثرها، ومن ثم تقليل حد الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها.
الحد الاقتصادي الحرج
عرفت “عياد” مفهوم مصطلح “الحد الاقتصادي الحرج”، موضحةً أنه يقصد به عدد الآفات الموجودة على النبات، والذي يؤدي تجاوزه وإهمال مقاومته، لخسائر اقتصادية ضخمة لا يمكن تعويضها، ما يجعله حجر الأساس والمرجعية الأساسية لاختيار التوقيت الأمثل لبدء تنفيذ الفوري لإجراءات المكافحة.
وأكدت أستاذ المعمل المركزي للمبيدات أن مفهوم الحد الاقتصادي الحرج، يمثل الحد الفاصل بين منهجيتين، فما دونه يمكن التعامل معه وفق إجراءات المكافحة الزراعية والحيوية واليدوية، بينما يؤشر تجاوزه لضرورة اللجوء إلى سلاح المكافحة بالمبيدات الكيميائية، بوصفها أخر الوسائل المتاحة للتخلص من تلك الآفات.
المكافحة الكيميائية.. سلاح الردع الأخير
تطرقت “عياد” إلى طرق المكافحة المختلفة، والتي تبدأ عادة بالمعاملات الزراعية اليدوية المعتادة كالحرث والتشميس، ثم النقاوة اليدوية، فيما يمثل اللجوء إلى الطفيليات والمفترسات، أحد الوسائل المعتمدة المتعارف عليها، للتخلص من بعض الآفات الضارة.
ولفتت إلى سلاح المكافحة الكيميائية بوصفه الخيار الأخير، الذي يتوجب اللجوء إليه بعد استنفاذ كافة السبل المتاحة، للحد من انتشار الآفات والتخلص منها، استنادًا إلى الحد الاقتصادي الحرج لكل منها، والوارد بالتوصيات الفنية التي تم إقرارها من قِبل المعمل المركزي للمبيدات.
وحذرت الأستاذ المتفرغ بالمعمل المركزي للمبيدات من الاستخدام المبكر للمبيدات، مؤكدةً أنه سلاح ذو حدين، ما يحتم أن يكون المزارع فطنًا وعلى درجة كبيرة من الوعي والدراية بالتوقيت الأمثل لاستخدام مثل هذه المركبات الكيميائية “السامة”، نظرًا لتداعياتها السلبية على الأعداء الطبيعية، التي تشكل حجر الزاوية، وركيزة هامة من ركائز القضاء على الآفات الزراعية.
أبرز المعلومات الواجب توافرها قبل تطبيق إجراءات المكافحة
وأوصت “عياد” بضرورة الالتزام بالتعليمات الإرشادية الموجودة على عبوات المبيدات الكيميائية، والتي قسمتها إلى 3 أقسام:
الأول: منها يضم التوجيهات الخاصة بحماية القائمين على تنفيذ عمليات الرش
الثاني: يخص اشتراطات التنفيذ وطرق وأماكن الرش والتركيزات الموصى بها
الثالث: توقيت الرش ويستحسن أن يكون إما في الصباح الباكر أو وقت الغروب، لتفادي تطاير المادة الفعالة، وتحقيق أقصى نسبة إبادة ممكنة للآفات