تسبب الأزمة الروسية الأوكرانية قلق العديد من الدول العربية، نظراً إلى أن روسيا و اوكرانيا من أكبر الدول المصدرة للقمح لعديد من الدول ولا سيما العرب وفي غياب أي معلومات لتوقف الحرب بدأت الدول العربية تبحث عن بدائل آمنة للقمح الروسي و الأوكراني تجنباً لأزمة أمن غذائي.
لذلك فالدول العربية اليوم أمام ضرورة التعامل مع هذه الوقائع السائدة على الصعيد العالمي بحكمة ومسؤولية لتفادي أزمة القمح التى قد تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية.
وتعتبر مصر ثاني أكبر دولة استوردت القمح من أوكرانيا والأولى عربياً تليها المغرب، واليمن، تونس، ليبيا ولبنان، علما أن روسيا وأوكرانيا تساهمان بـ29% بالمئة من مجموع إمدادات القمح العالمي و19 % من السوق العالمي للذرة و80% من زيت عباد الشمس لذلك تتجه الحكومة المصرية الى تنويع مصادر القمح ومحاوله ايجاد بدائل للقمح والاعتماد على دول بديلة تستورد منها.
الحبوب الغذائية تضم الكثير من الأنواع مثل القمح والأرز والذرة والشعير والدخن
تشمل الحبوب الغذائية على عدد كبير من الأنواع؛ أهمها القمح والأرز والذرة والشعير والدخن (الذرة الرفيعة بأنواعها) والشوفان، ولبعض هذه الحبوب مناطق إنتاجية واضحة.
الشوفان ينتج في المناطق الباردة في كندا وشمال الولايات المتحدة، وفي وسط أوروبا وشرق أوروبا في روسيا.
ويتركز إنتاج الذرة في النطاق المعتدل الدافئ في وسط الولايات المتحدة وحوض البحر المتوسط، والبلقان، وجنوب أوكرانيا، وشمال الهند، وباكستان، وشمال الصين، وشمال تركيا، وجمهورية مصر العربية. كما ينمو في النصف الجنوبي في جنوب أفريقيا، وشرق أستراليا، وجنوب شرق أمريكا الجنوبية.
الدخن أحد الحبوب الغذائية فينمو في المناطق المدارية الحارة الفصلية المطر، ومعظمها في إقليم السفانا الأفريقية، وينمو الشعير في المناطق المُعتدلة الباردة والدافئة.
الأُرز أحد الحبوب الغذائية فهو ينمو أساسًا في المناطق المدارية الموسمية وبعض مناطق الإقليم المعتدل الدافئ في اليابان، وحوض البحر المتوسط، وأهم مناطق تركزه شرق وجنوب آسيا.
وأخيرًا، فالقمح يكاد أن يزرع في كل الأجواء، ولكن أحسن أنواعه وأكبر مناطق تركز إنتاجه في العروض المعتدلة الدافئة والباردة، وبذلك يشابه الشعير بعض الشيء.
وعلى أساس هذا التوزيع نجد أن الحبوب الغذائية في مجموعها واسعة الانتشار، وقد أدى وجودها إلى إمكانية عمل الخبز منها كلها في مناطق العالم المختلفة؛ ومن ثَم كان اختلاف الخُبز بين منطقة وأخرى مرجعه اختلاف نوع الحبوب السائدة.
ولقد نشأت زراعة القمح أساسًا في حوض البحر المتوسط، وعليه عاشت حضارات مصر الفرعونية، والعراق، وساحل البحر المتوسط الشرقي، واليونان القديمة، وروما. ثم انتشر في أوروبا وأصبح مصدر الخبز الأساسي لحضارة البحر المتوسط، وأوروبا. وانتقل مع الهجرات الأوروبية إلى أرجاء العالم الجديد في الأمريكتين.
وبذلك فقد ارتبط خبز القمح بالأوروبيين من ناحية، وارتبط بالتفوق الأوروبي على بقية العالم من ناحية ثانية، وخاصة على أوروبا الشرقية التي كانت تستخدم خبز الشيلم والشعير وأوروبا الجنوبية الشرقية التي انتشرت فيها زراعة الذرة (محصول أمريكي عُرف بعد كشف أمريكا وانتقل إلى العالم القديم
والحقيقة أن القيمة الغذائية للقمح أعلى من الذرة أو الشيلم أو الشعير، ولكن القمح أعلى سعرًا من أنواع الخبز الأخرى؛ ولذلك يقترن القمح بالثروة، أما الأنواع الأخرى تتسم بالفقر.
وهناك دراسات لاختيار أفضل الحبوب الغذائية التي يمكن إضافتها للقمح لإنتاج خليط من الدقيق لتصنيع الخبز يحافظ على نفس القيمة الغذائية والجودة ويساعد في تخفيض فاتورة استيراد القمح.
أن الدراسات التى تم إجراؤها على ثلاث أنواع من الحبوب الغذائية التي يتم زراعتها في مصر
– وهي الذرة الرفيعة التي يتم ذراعتها في الصعيد، بنسب خلط تصل إلى 20% الى رغيف الخبز ، – وأيضا الذرة الشامية التي يتم ذراعتها في محافظات الدلتا، بنسب نفس الخلط، كما تم إجراء اختبارات على خلط الشعير بنسب تترواح من 15 إلى 20%.
– و أن خلط الشعير بالقمح فكرة ممتازة وذات قيمة غذائية عالية وأنه في الماضي كان يعتمد البعض على الرغيف المصنع من الشعير فقط نظرا لقيمته لكن هذا يتطلب حصرا دقيقا للأراضي المنزرعة بالشعير، حيث أنه هناك مساحات كبيرة يتم زراعة الشعير بها لكنها خارج حيز والتوثيق.
ونظرا لاهميه القمـح فهو أكثر المحاصيل الغذائية أهمية في العالم. وتعتمد مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم يدخل في عمل كل الاغذية التي تصنع من حبوب نبات القمح. ويتم طحن هذه الحبوب فتصبح دقيقاً البسكويت والخبز، والكعك، والبسكويت الرقيق، والمكرونة، وأطعمة أخرى.
القمح، ويغطي القمح ـ في أجزاء من سطح الكرة األرضية ـ أكبر مساحة من أي محصول غذائي آخر. والدول الرئيسية المنتجة للقمح في العالم هي: كندا والصين وفرنسا والهند وروسيا وأوكرانيا و الولايات المتحده لذا كان من الاهميه تقليل الفاقد من القمح
تقليل الفاقد من القمح
تقدير نسبة الفاقد في كل مرحلة من المراحل الانتاجية يعتبر أصعب الأمور، لذا يمكن القول بصفة عامة أنه لا توجد تقديرات دقيقة عن مقدار الفاقد في محاصيل الحبوب إلا في عدد محدود من الدول، ومن المؤكد أن هذا الفاقد يقدر بالمليارات من الدولارات سنويا ، وأن نسبة كبيرة من الفاقد يمكن تجنبه .
وتكمن مشكلة الدراسة في أن الإنتاج المحلي من القمح يعجز عن الوفاء بالإحتياجات الإستهلاكية منه. ولقد ترتب علي ما سبق خلق وتفاقم حجم الفجوة القمحية.
مما يترتب عليه الحاجة لسد تلك الفجوة استيراد القمح من الخارج وتحميل الخزانة العامة للدولة بالمزيد من الأعباء المالية.ولهذا كان من الاهميه الإرتقاء بمستوي كفاءة الاداء الاقتصادي والفني للحد من الفاقد في محصول القمح بإعتباره المكون الرئيسي لرغيف الخبز البلدي.
تقليل الفاقد من القمح اثناء الحصاد
-ان فاقد حصاد القمح واحدة من المشاكل التي تواجه استخدام الحصاد الآلي والذي قدرت نسبته بـ5% من جملة الحصاد وتختلف أشكال فاقد الحصاد حسب ظروف ضبط الآلة وظروف التشغيل إلي سنابل غير مفرطة او حبوب كاملة أو حبوب غير نظيفة وكذلك حبوب مكسورة.
لذا يجب العمل على تقليل فاقد حصاد القمح عند استخدام الحاصدة المركبة، زيادة كفاءة الحصاد الالي، خفض تكلفة الحصاد من خلال توفير الجهد المبذول في عملية الحصاد. لذا يجب التأكد من الحالة العامة للحاصدة وكفاءتها الحقلية ، العمل على ضبط وتغيير اجهزة كافة الة الحصاد ، اتباع السرعات المناسبة اثناء الحصاد مما يتناسب مع كثافة المحصول وحالته العامة.
أهم العوامل التي تحد من الفاقد لمحصول القمح
دور التكنولوجي الميكانيكي في تقليل نسبة الفاقد لمحصول القمح
١ – التسوية بالتكنولوجي الميكانيكي الحديث (الليزر) بدلا من الجرار كطريقه تقليديه وكذلك الحصاد : يتم حصاد محصول القمح وذلك إما يدويا ( تقليدي) أو ميكانيكيا ( بالحصادات) التى تقلل من الفاقد .
2 . –النقل: فان استخدام التكنولوجي الحديث لنقل محصول القمح من الحقل الى المطحن يقلل كمية الفاقد من القمح ومما سبق يتضح أن فاقد استخدام النمط التقليدي في عمليات الخدمة الزراعية السابق الاشارة اليها(التسوية ، الزراعة، الحصاد، التجميع، دراس وتذرية، النقل وهذايعنى ان الفاقد والتالف في حالة استخدام التكنولوجي الحديث يمثل حوالى٥٣,٢٨ % من مثيلة في حالة استخدام الطرق التقليدية.
3- كما ان ترشيد الاستهلاك وتحسين جودة الخبز من شأنهما التأثير علي جانب الطلب وبالتالي نقص الكميات المستهلكة وتقليل واردات القمح
ومما سبق يتضح أهمية استخدام التكنولوجي الحديث في عمليات الخدمة الزراعية لمحصول القمح وذلك للحد من الفاقد والتالف منه في مرحلة الانتاج وبالتالي زيادة الكمية المنتجة من القمح.
هذا شأنه يؤدى الى زيادة الايراد الكلى وصافى العائد للفدان وتقليل حجم الفجوة الغذائية وزيادة معدل الاكتفاء الذاتي وتقليل الاستيراد من الخارج وتوفير العملات الصعبة اللازم تدبيرها
لذا من الاهميه
1- ضرورة التوسع بأستخدام التكنولوجي الميكانيكي لتقليل نسبة الفاقد من محصول القمح
2 – زيادة دور الجهاز الارشادي بالقري المصرية للحد من الفاقد لمحصول القمح
3– بناء صوامع جديدة بالمحافظة للحفاظ علي المخزون من حبوب القمح من الحشرات والقوارض.
ومن الحبوب التى تعمل على تقليل القمح المستخدم لانتاج رغيف الخبز.
إنتاج الشعير في مصر
أهم العوامل المحددة لإنتاج الشعير كأحد الحبوب الغذائية
الشعير محصول حبوب هام عالمياً ومحلياً.. ويحتل المركز الرابع من حيث الأهمية بعد القمح والذرة الشامية والأرز, ويستخدم كغذاء للإنسان والحيوان منذ أكثر من عشرة قرون قبل الميلاد ولهذا المحصول صفات ينفرد بها عن باقي محاصيل الحبوب أهمها الآتي:
1- صفات أقلمه واسعة بيئياً أكثر من أي محصول حبوب آخر.
2- يستخدم لتغذية الإنسان والحيوان.
تتميز الأصناف التي يوصي بها قسم بحوث الشعير بالمميزات الآتية:
1- عالية المحصول ولها قدرة مزاحمة الحشائش ومنافستها.
-2مبكرة النضج عن الأصناف البلدية وتتناسب مع الزراعة المطرية.
3 – تتحمل ظروف الجفاف فتصلح للزراعة المطرية والأراضي الجديدة.
4 – تتحمل الملوحة سواء كان مصدرها مياه الري أو التربة.
5 – المقاومة لأمراض الشعير الرئيسية مثل أمراض التبقع الشبكي والبياض الدقيقي وصدأ الأوراق.
6- الصفات الغذائية والتكنولوجية المرغوبة.
ثانياً: ميعاد الزراعة
يزرع في الأراضي المروية سواء الأراضي الجديدة أو القديمة ابتداء من 20نوفمبر حتي 15 ديسمبر بالوجه البحري وفي الوجه القبلي من 10 نوفمبر حتي أول ديسمبر وبالنسبة للزراعات المطرية.
يزرع الشعير مع أول سقوط للأمطار حيث تكفي الرطوبة الأرضية لإنبات التقاوي ويجب أن تتم الزراعة مع سقوط الأمطار مباشرة حتي لا تفقد الأراضي رطوبتها بالتأخير في الزراعة.
الذرة الشامية
أن حبوب الذرة الشامية أحد محصول الحبوب الغذئية تعتبر غذاء للإنسان، لاحتوائه على نسب منخفضة من الأحماض الأمينية الرئيسية وهي الليسين والتربتوفان.
يمكن الإستفادة من الذره فى صناعة رغيف الخبز من دقيق الذرة منفردا أو مخلوطا مع دقيق القمح كما فى الريف المصرى كما لأهمية الذرة الشامية في صناعة المخبوزات مثل (والبسكويت) والحلويات، فضلا عن إستخدام دقيق الذرة فى إعداد بعض الوجبات الخفيفة Snacks مثل رقائق الذرة Corn Flakes.
، إلي أن الاستخدامات الصناعية للذرة الرفيعة تتنوع بعدد المنتجات والأطعمة وخاصة في الدول الصناعية التي يدخل الذرة كمكون فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة كما ان استخراج الزيت من جنين الحبوب.
حيث يوجد 96% تقريبا من زيت حبوب الذرة بالجنين ، موضحة أن تحديد كمية الزيت الناتجه من جنين حبوب الذرة تتوقف علي عنصرين مهمين هما حجم الجنين ونسبة الزيت في الجنين، ويعتبر زيت الذرة من الزيوت الصحية من الناحية الغذائية نظرا لاحتوائه على نسب عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة.
إلي أن إنتاج مصر من زيت الذرة يتراوح ما بين 20-25 ألف طن سنويا
إن نواتج استخراج الزيت من الحبوب تستخدم فى صناعة علف الكسب، وهو غني فى قيمته الغذائية نظرا لإحتوائه على نسبة عالية من البروتين مقارنة ببعض الأعلاف الأخرى واستخراج سكر الذرة الدكستروز والعسل الأسود والمولاس ، وإستخراج الكحول والذي يدخل في صناعة المشروبات الكحولية والمشروبات الغازية والعطور ويدخل الدكسترين المستخلص من الحبوب وكذلك زيت الذرة في صناعة أنواع معينة من الصابون.
موعد الزراعة زراعة الذرة الصفراء
تزرع الذرة الصفراء – وهي إحدى الحبوب الغذائية – بعروتين ربيعي وخريفي ولكن الزراعة الربيعية منخفضة الإنتاجية وعليه تم التركيز على العودة الخريفية.
المراجع
-أحمد خورشيد ، رؤية غذائية القمح، المؤتمر الثاني عشر للإقتصاديين الزراعيين، الميزة التنافسية للزراعة المصرية ، ٢٩ – ٣٠ سبتمبر٢٠٠٤ ، نادي الزراعيين – الدقي
-ايمان مسعود المحاصيل الحقليه و انتاجها –كليه الهندسه الزراعيه –جامعه حماه
-ربيع علي علي يونس وآخرون : دراسة اقتصادية للحد من الفاقد من محصول القمح ومنتجاته بمحافظة الشرقية ، دراسة مقدمة لمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي ، ٢٠١٤
– رجب حسن أحمد وآخر، “التقييم الاقتصادى لفاقد القمح على مستوى المزرعة (مرحلة ما بعد الحصاد)”، المجلة المصرية للاقتصاد الزراعى ، المجلد (١٩ ،(العدد (٤ ،(ديسمبر ٢٠٠٩
– سعيد محمد فؤاد: رغيف الخبز بين الواقع والمأمول ، حلقة نقاشية بقسم الاقتصاد الزراعي ، كلية الزراعة ، جامعة الزقازيق ، ٢٠١٤ .
مقال
الحبوب الغذائيه
د/ هدى حسن ابوالسعود
باحث أول معهد بحوث تكنولوجيا الاغذيه – مركز البحوث الزراعيه
المصدر
عدد أكتوبر 2022 من الصحيفة الزراعية الصادرة عن إدارة الثقافة الزراعية بقطاع الإرشاد الزراعي
اقرأ أيضا
آفات الحبوب المخزونة.. أسبابها وأفضل طُرق حماية المحصول من أضرارها
د. ميادة عبد الغفار تكتب عن التمييز بين الحساسية الغذائية و عدم تحمل أغذية معينة
العسل الأبيض .. إليك القيمة الغذائية وفوائده للصحة
لا يفوتك
اهمية فحص واعتماد تقاوى وبذور الحاصلات الزراعية