الحبوب العطرية واحدة من المحاصيل الاقتصادية الهامة، التي تُمثل مصدر رزق لقطاع عريض من مُزارعينا، نظرًا لكونها أحد الركائز الأساسية لبعض الصناعات المُتخصصة، علاوة على تعدد أوجة الاستفادة منها بالنسبة لجمهور ومُستهلكي الأسواق المحلية، ما يُعزز التوجه نجو التوسع في زراعتها، ويحتم تسليط المزيد من الضوء عليها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة إيمان فاروق أبو الليل – الباحثة بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية – ملف زراعة الحبوب العطرية، ومزايا الاقتصادية والتوقيت الأمثل لزراعتها.
أفضل الأراضي لزراعة الحبوب العطرية
في البداية تحدثت الدكتورة إيمان فاروق عن نوع التربة والأراضي التي تجود فيها زراعة الحبوب العطرية، مؤكدًة أن الأراضي الرملية الجديدة هي الأفضل لمثل هذه النباتات، نظرًا لتلافيها العديد من عيوب وموانع الزراعة في الأراضي الطينية الثقيلة.
وأوضحت أن التوسع في زراعة النباتات العطرية بالأراضي الجديدة لا يعني وجود بعض الموانع والاشتراطات، التي تتطلب القيام بتنفيذ خطوات مُعينة قبل الشروع في بدء الموسم، وفي مُقدمتها التأكد من مصدر المياه وقياس نسبة الملوحة، وهي المسألة التي يتحدد على أساسها نوع المحصول الذي سيتم اختياره.
مزايا الحبوب العطرية
أشارت أستاذ معهد بحوث البساتين إلى مزايا الحبوب العطرية التي تُعد بمثابة الحافز الأكبر للتوسع فيها زراعتها، وفي مُقدمتها عدم اقتصار تسويقها على السوق المحلي، نظرًا لما تضمه من أنواع يتزايد الطلب عليها في الأسواق الخارجية، ما يجعلها مصدرًا للعملة الصعبة، ويرفع هامش الربحية الخاصة بها.
وتناولت جانبًا آخر من مزايا الحبوب العطرية، والمُتمثل في اعتماد الكثير من الصناعات على محاصيلها، وأبرزها الصناعات التجميلية والدوائية، علاوة على استخداماتها المنزلية والاستناد إليها في كثير من طرق العلاجات العشبية والشعبية.
جدول مواقيت زراعة الحبوب العطرية
سلطت”أبو الليل” الضوء على الموعد الأنسب لبدء زراعة محاصيل الحبوب العطرية، والتي تتركز خلال الفترة من نهاية شهر سبتمبر وطوال شهر أكتوبر، لتوافر الاحتياجات الحرارية الملائمة لمثل هذه النباتات خلالها.
وأكدت أن أغلب الحبوب العطرية تعتمد طريقة الزراعة عن طريق البذرة، ما يُحتم الالتزام باختيار التوقيت الأمثل لها، لتخطي مرحلة البادرة بسلام، واستكمال باقي مراحل نموها بشكل طبيعي، وصولًا لحجم الإنتاجية والحصاد المأمول منها.
قدمت أستاذ معهد بحوث البساتين شرحًا مُبسطًا لمواقيت زراعة الحبوب العطرية، لافتة إلى أن كل صنف منها له احتياجاته الحرارية الخاصة، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بموعد بدء الموسم الخاص به.
موضوعات قد تهمك
محصول القمح.. التوقيت الأمثل للزراعة وخسائر الزراعة “المبكرة والمتأخرة”
الصوب الزراعية وطرق استثمارها فوق أسطح المنازل.. 3 مكاسب اقتصادية وبيئية
الكسبرة
وبدأت “أبو الليل” بمحصول الكسبرة، مؤكدةً أنه من المحاصيل الحساسة ضد “الصقيع” وانخفاض درجات الحرارة، وبخاصة في مراحل نموه الأولى، ما يفرض على مُزارعيه بدء الموسم أواخر شهر سبتمبر، لضمان مرور مرحلة البادرة بسلام.
حبة البركة، الشمر، الكراوية، الينسون
تجود زراعتها خلال الفترة الواقعة من مطلع شهر أكتوبر وحتى النصف الأول من ذات الشهر.
الكمون
تبدأ زراعة محصول الكمون عادة مطلع شهر فبراير فيما يحب موعد حصاد المحصول بنهاية شهر مارس، ويتميز هذا النبات بقصر فترته العمرية داخل التربة، ولكنه يحتاج لمُعاملته بمطهرات فطرية قبل الزراعة، لمُكافحة الأمراض الفطرية وأشهرها “الفيروزريوم”.
مُعاملات الحبوب العطرية التسميدية
أكدت الدكتورة إيمان فاروق على عدم شراهة محاصيل الحبوب العطرية للمُعاملات التسميدية، مُشيرة إلى أنها تقتصر فقط على مرحلة بداية الزراعة والتي ترتفع فيها نسبة الاعتماد على الأسمدة النيتروجينية، فيما تحتاج باقي المراحل للفوسفور حال الزراعة بالأراضي القديمة، أو حمض الفسفوريك إذا ما كانت الزراعة بالأراضي الجديدة، لضمان تسليك نقاطات مياه الري.
إقرأ أيضًا
بنجر السكر.. “المالكي” يطالب المصانع بتحمل تكلفة تقنية مكافحة “النيماتودا” الجديدة
محصول القمح.. 7 خطوات لتجهيز التربة وفوائد الزراعة “الحراتي” لمكافحة الحشائش
لا تفوتك