الجهد الحراري واحد من أبرز المُشكلات التي تتعرض لها الماشية والمُجترات، ويتضرر قطاع الإنتاج الحيواني من تبعاتها السلبية بشكل عام، ما يفرض ضرورة التوعية بسُبل علاجها، والاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين لتقديم أفضل الحلول التي يُمكن الاعتماد عليها وتطبيقها، للحفاظ على هذه الصناعة الوطنية، وحماية الأمن الغذائي القومي.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد سليمان – أستاذ تغذية الحيوان بمعهد الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف انعكاسات التغيرات المناخية على الثروة الحيوانية بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على سُبل علاج الجهد الحراري، والمحافظة على أفضل مُعدلات الجودة ومعايير الإنتاجية.
مشروعات الإنتاج الحيواني وأسباب ظاهرة “الجهد الحراري”
سلط أستاذ تغذية الحيوان الضوء على أسباب ظاهرة “الجهد الحراري”، التي تُعاني منها قطاع الماشية والمجترات الصغيرة، والتي تُمثل القوام الأساسي لمشروعات الإنتاج الحيواني، مؤكدًا أنها تنقسم لشقين رئيسيين:
– تقلبات الطقس والارتفاع الشديد في درجات الحرارة
– عملية التغذية والتخمر وإنتاج الأحماض الدهنية الطيارة داخل الكرش.
وأكد “سليمان” أن الشق الثاني يُمثل أهم المُعاملات التي تحدث داخل جسم الحيوان، للحصول على مصدر سريع للطاقة، اللازمة لإتمام عمليات إنتاج الحليب، وتحويل اللحم بالمواصفات القياسية المعروفة، وهي العمليات التي تُمثل عبئًا حراريًا إضافيًا.
ولفت إلى أن الحيوان يكون واقعًا بين الجهد الحراري الخارجي – الناجم عن التغيرات البيئية وتقلبات الطقس الحادة – والعوامل الداخلية الناجمة عن العمليات التي تحدث داخل الكرش.
حلول سريعة لعلاج ظاهرة “الجهد الحراري”
طرح “سليمان” عدة حلول للمُربين، للاستعانة بها في تقليل الجهد الحراري الواقع على الحيوان، والتي أوجزها في النقاط التالية:
1. مُساعدة الحيوان على تناول المزيد من المياه
2. غسل جسمه الخارجي بالمياه بشكل سريع لتلطيف درجة الحرارة “من 2 إلى 3 مرات يوميًا”
3. تركيب رشاشات مائية لإطلاق رذاذ خفيف يسمح بتلطيف أجسام الحيوانات ويساعدها في التخلص من الحرارة الزائدة
الجهد الحراري.. فوائد التخلص منها وتأثيرها على حجم الإنتاجية
شدد الدكتور أحمد سليمان على ضرورة مُساعدة الحيوانات على التخلص من الجهد الحراري الزائد، مؤكدًا أن القيام بتنفيذ الخطوات السابقة يُسهم إلى حد كبير في مُضاعفة الإنتاجية وزيادة مُعدلات تحويل اللحم.
ودلل على صحة وجهة النظر تلك بأن الحيوان في ظل مُعاناته من الآثار السلبية الناجمة عن الجهد الحراري الزائد الواقع عليه بفعل التغيرات المناخية وعمليات الهضم والتخمر وإنتاج الأحماض الدهنية الطيارة، ما يجعله واقعًا بين خيارين لا ثالث لهما “إما التهام الطعام أو تناول المزيد من المياه للتغلب على العطش”.
وأوضح أن تناول المياه للتغلب على العطش، يُعد هو الخيار الأجدى بالنسبة للحيوان، ويأتي ذلك على حساب تقليل مُعدلات العليقة، وهو الأمر الذي ينعكس بالتبعية على إجمالي إنتاجية اللبن “في الحيوانات الحلابة” ومُعدلات تحويل اللحم.
وأكد أن توفير العوامل التي تُسهم في تخفيف الجهد الحراري الواقع على الحيوانات، وتلطيف الجسم والبيئة المُحيطة، يؤدي لزيادة حجم العليقة التي يتم التغذي عليها، ما ينعكس بشكل إيجابي على مُعدلات تحويل اللحم وإنتاج الألبان في الأصناف الحلابة.
موضوعات قد تهمك
التلقيح الصناعي ودوره في تحسين سلالات الماشية
التغيرات المناخية.. تأثيرها على حجم إنتاجية المحاصيل ونشاط التربة والآفات
البرسيم الفحل.. أسباب تفوقه على “العليقة المركزة” وطرق صناعة الدريس
إقرأ أيضًا
تغذية الإبل.. حجم العليقة وفوارق تحويل اللحم بين الجِمال والماشية
تغذية البقر الحلاب.. طريقة تحضير العليقة الصحية بـ”الورقة والقلم”
محصول القمح.. مزايا “الميكنة الزراعية” وحلول مشاكل “فاقد الحصاد”
لا يفوتك
المحاصيل الشتوية.. مخاطرها على الثروة الحيوانية وسُبل تجاوزها