الجراد والنطاطات مصطلحان شائعان عن طائفة معينة من الآفات الحشرية الخطيرة، التي يترجم ظهورها وانتشارها في بقعة ما، إلى خسائر اقتصادية فادحة، ما يحتم التعامل معها وفقًا لاستراتيجية علمية واضحة، للحد من الأضرار الناجمة عنها.
وخلال جولة كاميرا برنامج “مراكز وأبحاث”، داخل معهد بحوث وقاية النبات، التقى الإعلامي أحمد عبد الحميد مع رئيس قسم بحوث الجراد والنطاط، الدكتور جمال عبد اللطيف، للحديث عما يمكن اتخاذه من إجراءات وقائية لمكافحة تلك الآفة، والحد من الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها.
أبرز الفوارق بين الجراد والنطاطات
في البداية فرق الدكتور جمال عبد اللطيف بين “الجراد” و”النطاطات”، مؤكدًا أن الأخير يقصد به مجموعة من الحشرات لديها قدرة كبيرة على الانتقال من مكان لآخر، مستغلة الشكل البنائي المميز لأطرافها الخلفي، والذي يمكنها من قطع مسافات كبيرة.
وأوضح أن هذه بعض هذه الحشرات “النطاطات”، يتغير مظهرها وشكلها الخارجي وسلوكياتها تبعًا لأعدادها، والبيئة التي تعيش فيها، موضحًا أن تلك الفئة الأخيرة يصطلح على تسميتها بـ”الجراد”.
ولفت إلى أن الجراد لديه القدرة على تكوين أسراب، تظل في بيئة معينة حتى إتمام مرحلة تكاثرها، على أن تنتقل لمحل آخر بمجرد جفاف هذه البيئة، للتكاثر مرة أخرى وإتمام دورة حياتها بشكل طبيعي.
قدرات مذهلة
سلط “عبد اللطيف” الضوء على أبرز ملامح الخطورة في تلك الحشرة، موضحًا أن قدرتها الكبيرة على القفز والانتقال من مكان لآخر، تتيح لها إحداث قدر كبير من الدمار في المحاصيل الزراعية المختلفة، بعكس بعض الآفات التقليدية التي تمضي دورة حياتها كاملة على نبات واحد.
أضرارها على النبات
أضاف “عبد اللطيف” أن المشكلة الأكبر تتمثل في قدر الدمار الذي تحدثه في الأوراق والمجموع الخضري، نظرًا لشراهتها الشديدة في التغذي على الأوراق، ما يفقد النباتات القدرة على إنتاج غذائها الخاص، ومواصلة دورة حياتها بشكل طبيعي، وهي المسألة التي تترجم لخسائر اقتصادية فادحة، حال عدم التعامل معها على النحو الصحيح.
خسائر اقتصادية ضخمة
تطرق “عبد اللطيف” لواحدة من الإشكاليات التي تبرز مدى خطورة الجراد، موضحًا أن الحشرة الواحدة تلتهم ضعف وزنها يوميًا، ومع قدراتها الهائلة على التكاثر بأعداد ضخمة، والانتقال بشكل سريع من مكان لآخر، فإن النتيجة المؤكدة هي إلحاق خسائر ضخمة، بالعديد من المحاصيل التي تقع في نطاق تحرك أسرابها.