الجبرلين واحد من الهرمونات الطبيعية التي يخلقها النبات وأشجار الفاكهة، للقيام بدور فاعل وحيوي في اكتمال مرحلة العقد والتزهير والتلقيح والإخصاب بشكل سليم، ويترتب على انخفاض مُعدلاته أو اختفائه العديد من الأضرار والنتائج السلبية، التي تستدعي تسليط الضوء عليها وبيان مدى خطورتها، وسُبل الحد منها والتعامل معها بشكل صحيح.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد محمود – مدير معهد البساتين الأسبق، رئيس لجنة منظمات النمو بمركز البحوث الزراعية – ملف هرمون الجبرلين والآثار السلبية المُترتبة على انخفاضه عن المُعدلات المسموحة بالنسبة لأشجار ومحاصيل الفاكهة بالشرح والتحليل.
الجبرلين وقائمة منظمات النمو الرئيسية
في البداية قسم الدكتور محمد محمود ما يُعرف بـ”منظمات النمو” إلى خمس مجموعات رئيسية، يقوم كلٍ منها بدور ووظيفة مُحددة كالتالي:
1. الأوكسين: المسؤول عن حدوث الاستطالة وزيادة طول الخلايا والفروع
2. السايتوكاينين: المسؤول عن انقسام الخلايا وزيادة سُمك النبات والأفرع
3. الجبرلين: المسؤول عن تحسين خصائص النبات للتكيف مع الظروف المناخية المُحيطة
4. الإيثلين: المسؤول عن تسريع عمليات النضج
5. الهرمون المسؤول عن تساقط الأوراق أو الثمار والتي تحدث لأسباب “حيوية أو غير حيوية”
وأوضح أن الثلاث الأولى منها تدخل تحت مظلة “المُنشطات”، لافتًا لوجود العديد من منظمات النمو الأخرى التي جرى العمل عليها، في محاولة للتغلب على الآثار السلبية المُترتبة على التغيرات المناخية، والتطرف الحاد في درجات الحرارة، والتي هددت بقاء النبات واستمرار حياته، ما استدعى إيجاد بدائل مُخلقة “كيميائيًا” أو عن طريق الاستخلاص معمليًا، لرفع درجة مُقاومة النبات لهذه الظروف القاسية، وأشهرها “الجاسمونيك أسيد، السالسيليك أسيد، البارسينولويد”.
أهمية الجبرلين بالنسبة للنباتات وأشجار الفاكهة
سلط مدير معهد البساتين الأسبق الضوء على أهمية هرمون الجبرلين، ودوره الحيوي في الحفاظ على حياه النبات، وإتمام أهم مراحل نموه المتمثلة في العقد والتزهير، موضحًا أن أي خلل يحدث في مُعدلات ونسب وجوده، ينعكس سلبًا على المحصول وحجم الإنتاجية المُتوقعة.
علاقة الجبرلين بظاهرة “العقد البكري”
أكد أن نقص هرمون الجبرلين يؤدي لحدوث ما يُعرف بظاهرة “العقد البكري” دون تلقيح أو إخصاب، ما يؤدي لوجود “ثمار دون بذور”، وهو الأمر الذي يترتب عليه أضرار وخسائر اقتصادية، لا يدركها سوى المُتخصصين.
وقدم الدكتور محمد محمود شرحًا مُبسطًا لتبعات نقص هذا الهرمون، مؤكدًا أن هذا الخلل يؤدي لحدوث “العقد البكري”، والذي ينتج عنه ثمار دون “بذور”، لافتًا إلى أن البذرة هي المسؤولة عن إنتاج “الجبرلين”، الذي يُعد واحدًا من أهم الهرمونات المُنشطة، وعدم وجودخ بالحد المطلوب، يُقابله زيادة وارتفاع نسب المُثبطات ” abscisic acid”.
موضوعات قد تهمك
منظمات النمو والهرمونات.. أبرز الفوارق بينها ودورها في مقاومة التغيرات المناخية
زراعة محصول الطماطم.. 8 توصيات فنية لأعلى إنتاجية وأفضل ربحية للمُزارعين
النتائج المُترتبة على نقص الجبرلين
كشف مدير معهد البساتين الأسبق أبرز النتائج المترتبة على نقص أو اختفاء هذا الهرمون، وزيادة المُثبطات عن حدودها الطبيعية داخل الثمار، موضحًا أنه ينتج عنها عدم اكتمال العقد، وسقوط المحصول وفقدان النسبة الأكبر منه، وهي الظاهرة التي تُترجم إلى خسائر اقتصادية كبيرة، لا يُمكن تعويضها حال عدم وجود الوعي الكافي والمعلومة الصحيحة لدى المُزارعين.
أبرز النصائح والتوصيات الخاصة باستخدام مُنظمات النمو
أوصى الدكتور محمد محمود باتباع الإرشادات الفنية الواردة بشأن استخدام منظمات النمو ومنها الجبرلين، موضحًا أن لها نظامًا صارمًا، للحصول على النتائج المرجوة منها، وأهمها اختيار التوقيت السليم، ومراعاة الفوارق الزمنية المُنضبطة الفاصلة بين كل رشة.
وأكد أن الوقت الأمثل لاستخدام هذا الهرمون يكون مع بدء العقد وظهور الثمار، لتعويض أي نقص مُحتمل في مُعدلات ونسب هذا الهرمون داخل النبات، والذي قد يترتب عليه فقدان نسبة كبيرة من الثمار، حال عدم التدخل في التوقيت السليم.
إقرأ أيضًا
المعمل المركزي لبحوث الحشائش يكشف أبرز أخطاء المُزارعين خلال تطبيقات المكافحة
الأرز.. “أستاذ متفرغ” يكشف الجدوى الاقتصادية لزراعة عروتين خلال الموسم
محصول الأرز.. أفضل المبيدات لمقاومة اللفحة وتوصيات صنف “سخا 107”
محاذير وضوابط استخدام الجبرلين وأبرز فوائده لأشجار الفاكهة
حذر مدير معهد البساتين الأسبق من الإفراط في استخدام ورش منظمات النمو ومنها الجبرلين، مُشددًا على ضرورة اتباع التوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن، وفي مُقدمتها الالتزام بالفواصل الزمنية بين كل رشه لهذا المركب، والتي لا تقل عن 14 يومًا بأي حال من الأحوال.
وكشف أن عدم الالتزام بهذه الضوابط يؤدي لتحويل دوره من هرمون مُنشط إلى دائرة “المُثبطات” التي تحول دون اكتمال العقد بشكل صحيح، وتؤدي بالتبعية إلى حدوث ظاهرة تساقط الثمار وفقد المحصول.
وأوضح أن فوائد استخدام هذا الهرمون لا تتوقف عند حد مُساعدة أشجار الفاكهة على إتمام عملية العقد، وإنما تمتد لعلاج الآثار السلبية المُترتبة على الارتفاع المُتزايد في درجات الحرارة، ورفع قدرة النبات على التكيف معها بالشكل الذي يُساعده في إتمام دوره حياته بشكل طبيعي.
شاهد