الجاموس المصري أحد الحيوانات ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية، التي يعول عليها المستثمرين والمُربين على حد سواء، نظرًا لفوائده مميزاته في مشروعات الإنتاج الحيواني، والرباط الوثيق الذي يربطه بالفلاح المصري منذ آلاف السنين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “مصر كل يوم”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور كميل متياس، وكيل مركز البحوث الزراعية الأسبق، عن الجاموس المصري، موضحًا فوائده ومميزاته كأحد أضلاع منظومة الإنتاج الحيواني المصرية، ومزاياه بالنسبة لغالبية المُربين والمستثمرين.
الجاموس المصري وجذوره التاريخية
في البداية تحدث الدكتور كميل متياس عن الأصول التاريخية التي تكرس لقيمة الجاموس المصري في ثقافتنا الشعبية، مؤكدًا على وجود رباط وثيق تعود جذوره لعُمق التاريخ الفرعوني، وهو ما تجلى في العديد من البرديات القديمة، التي تبرز دورها في الحضارة المصرية القديمة.
مزايا الجاموس المصري الاقتصادية للفلاح
ألقى الدكتور كميل متياس الضوء على مزايا الجاموس المصري الاقتصادية والتي تُعزز وضعه على قمة هرم الإنتاج الحيواني، ما يفسر اهتمام الغالبية العظمى من المُربين والمستثمرين به دونًا عن سائر أنواع الماشية الأخرى على تنوعها وتعدد سلالاتها.
الجاموس المصري الحلاب.. مزايا لا حصر لها
وأوضح متياس أن نسبة البروتين الموجود في ألبان هذا النوع من الجاموس أعلى من كافة الحيوانات الحلابة الأخرى، مُشيرًا إلى أن مزاياه لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما تمتد إلى نسبة إنتاجية الدهن (السمن) لتبدأ من 7% وتصل في بعض الأحيان إلى 9%، فيما تتوقف باقي الأنواع الأخرى عند حدود الـ3.5% فقط، فيما ترتفع نسبة المادة الصلبة فيه، ما يجعله يدخل في العديد من الصناعات.
سر مذاق لبن الجاموس المصري المميز؟
وواصل وكيل مركز البحوث الزراعية الأسبق تعرضه لمزايا الجاموس المصري، مؤكدًا أنه يتفوق على باقي الأنواع الحلابة بميزة أخرى، ألا وهي ارتفاع نسبة اللاكتيلوز في اللبن المُستخرج من ضرعه، ما يجعل طعمه مستساغًا وذا طعام “سكري”.
موضوعات ذات صلة:
التهابات الضرع.. آثارها الصحية على الإنسان وكيفية التغلب عليها
انتقل الدكتور كميل متياس إلى الفوائد الصحية التي يتميز بها اللبن الجاموسي، مؤكدًا أنه يتميز عن سائر الحيوانات الحلابة والمُدرة للألبان، بميزه هامة جدًا بخلاف فوائدة الغذائية المتعددة، ألا وهي عدم وجود أي أضرار للدهون التي يحتويها، على عكس باقي الأصناف والسلالات الأخرى، ما يرفع ويعظم من قيمته الاقتصادية.
إقرأ أيضًا:
الحمى القلاعية.. أبرز أعراضها وأشهر الأخطاء المُسببة لانتشار العدوى
وأشار متياس إلى أكبر المشاكل التي كانت تواجه الاستثمار في هذا النوع، والتي تتلخص في عدم وجود دراسات وافية توضح المُدخلات والمُخرجات، لتكون بمثابة دراسة الجدوى بالنسبة لصغار المستثمرين والمُربين، موضحًا أن الأوضاع أصبحت أكثر مرونة في الوقت الحالي، بسبب اهتمام الجهات البحثية المتخصصة، وجهود الدولة في الارتقاء بهذا المشروع وتنميته بشكل علمي مدروس.
وأوضح أن الدراسات العلمية نجحت في الارتقاء بإنتاجيته لتصل بها إلى 15 كجم، وهو رقم قياسي نظرًا لارتفاع قيمته الغذائية، والتي تجعل هذا الرقم يتفوق على 25 كجم من إنتاج الأبقار العادية.
لا يفوتك.. التغيرات المناخية وآثارها على محصول القمح