الجاموس يمثل رقمًا فارقًا في معادلة الثروة الحيوانية المحلية، ما يستدعي اهتمامًا أكبر بطرائق تغذيتها، وشرحًا مستفيضًا بكافة التفاصيل الخاصة، باستراتيجيات تحسين الإنتاجية، واشتراطات نجاح عملية “التلقيح”، وهي المسألة التي تستدعي الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أسامة مصطفى المالكي – رئيس قسم بحوث تربية الجاموس بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني بمركز البحوث الزراعية – ملف تحسين إنتاجية رؤوس الجاموس واشتراطات نجاح عملية “التلقيح” بالشرح والتحليل.
الثروة الحيوانية
إسهامات الجاموس في معادلة الإنتاج
في البداية تحدث الدكتور أسامة المالكي عن رؤوس الجاموس، ودورها الفاعل في معادلة الثروة الحيوانية، وذلك طبقًا للظروف الحالية، ومستويات ومعدلات التغذية المعمول بها.
وكشف “المالكي” عدد روؤس الجاموس على مستوى الجمهورية، سواء في المزارع المتخصصة أو الحيازات الصغيرة، موضحًا أنها تصل إلى 3 مليون رأس تقريبًا، ومؤكدًا أنه عدد مُرضي تحت ظروف التغذية المعمول بها حاليًا.
الإنتاج الحيواني
علاقة معدلات الإنتاج بالعلائق المستخدمة
قسم “المالكي” ملف الإنتاج الحيواني إلى شقين أساسيين، الأول يتعلق بالإنتاج والثاني يختص بالتناسل، موضحًا أن متوسط إنتاجية الرأس الواحد يتراوح ما بين 12 إلى 13 كجم يوميًا، لافتًا إلى اختلاف طرائق التغذية المتبعة على مستوى الجمهورية، بسبب اختلاف الثقافة والوعي.
ولفت إلى أن تركيبة العلائق المقدمة لـ”رؤوس الجاموس” تختلف باختلاف مستوى المربين، فتقتصر على مخرجات الحقل لدى أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة، فيما يرتفع مستواها وقيمتها الغذائية في المزارع الكبيرة، وهي المسألة التي تنعكس بالتبعية على معدلات الإنتاجية، والتي تتخطى حاجز الـ20 كجم من اللبن يوميًا.
وتطرق “المالكي” إلى ملف الجهود العلمية المبذولة لتحسين مستوى رؤوس الجاموس، موضحًا أنها تعتمد على هجين الأنواع المحلية باستخدام الجينات الخاصة بالأصناف المشهورة بارتفاع إنتاجيتها، لرفع كفاءتها وقدراتها بالشكل الذي يسهم في تجاوز المتوسطات المتعارف عليها حاليًا.
الكفاءة التناسلية
فيما يخص الشق التناسلي أكد “المالكي” أنه يعد أحد العناصر المحددة لمدخلات مشروعات الإنتاج الحيواني، أو ما يعرف بـ”الكفاءة التناسلية للحيوان”، موضحًا أنها توضح العديد من الأشياء، وفي مقدمتها:
- اكتشاف الشيع داخل القطعان
- تحديد التوقيت الأمثل لإجراء عمليات التلقيح تبعًا للنوع والفصيلة
- تحديد الفترة المثالية ما بين الولادتين
- قصر الفترة التي يحتاجها كل حيوان ما بين الولادة وعملية التلقيح التالية
وأكد رئيس قسم بحوث تربية الجاموس أن الكفاءة التناسلية تضمن معرفة أكبر وأكثر بـ”البلوغ الجنسي”، والذي عرفه بأنه يمثل مدى قدرة الأعضاء التناسلية على إنتاج حيوانات منوية بالنسبة للذكور، وبويضات مستعدة للإخصاب بالنسبة للإناث.
مراحل الوصول للنضج الجنسي
اشتراطات إتمام عملية التلقيح
أشار “المالكي” إلى أن وصول ذكر الجاموس لحالة النضج الجنسي تمر بأربعة مراحل رئيسية:
- تكوين النطف عند 12 شهرًا
- تطور جزئي عند 15 شهرًا
- البلوغ الجنسي عند 20 شهر
- اكتمال النضج الجنسي عند 24 شهرًا ما يفسح المجال لاستخدام هذا الطالوق في إتمام عملية “التلقيح” بشكل سليم
وأوضح أن الأمر يختلف بالنسبة للإناث، والتي يتوقف فيها الوصول لمرحلة البلوغ الجنسي على عدة أشياء، بناءًا على نوع السلالة، والظروف البيئية المحيطة، مع عدم تعرضها للإصابة بالأمراض.
ولفت إلى أن توافر المعايير والاشتراطات السابقة، يتيح الفرصة لاستخدام إناث الجاموس في إتمام عملية “التلقيح”، عند الوصول لوزن 280 كجم، على عمر 18 شهرًا بنجاح تام.
لا يفوتك مشاهدة الفيديو..