أدت الزيادات المتتالية والمرتفعة في أسعار البترول والطاقة إلى عدد من الآثار السلبية على القطاعات الزراعية بصفة عامة وقطاع الغذاء بصفة خاصة، وخصوصًا في الدول عالية الاستيراد من السلع الغذائية، بعض هذه الآثار مباشر، وبعضها غير مباشر، لذا تم التفكير في وسائل مختلفة لتكون بديلة عن المواد البترولية ، فلجأت كثير من دول العالم لاستخراج الوقود الحيوي كمصدر بديل للطاقة والوقود ، ومن هنا جاء التفكير في زيت شجر ة الجاتروفا .
فما هي شجرة الجاتروفا ؟
الموطن الأصلي للجاتروفا هو أمريكا الجنوبية ومنها انتشرت الشجيرات إلى العديد من المناطق الجافة وشبه الجافة و الاستوائية في العالم و الجاتروفا شجيرة أو شجرة صغيرة يصل ارتفاعها 7 – 10 متراً القلف ورقي و الأفرع غليظة.
الأوراق بيضيه خماسية التفصيص غير مسننه طولها 8.5 سم وعريضة ولا يوجد عليها أهداب ، عنق الورقة طوله حوالي 11 سم أما الأزهار فهي صفراء مخضرة والاسدية ملتحمة وعددها ثمانية و الثمار كبسولة طولها 2.5سم تقريبا.
وتحتوي على ثلاثة بذور لونها اسود تشبه بذور الخروع لحد كبير وهي تنمو بسرعة عجيبة، و”الجاتروفا” من النباتات العشبية، ورقتها تشبه ورقة العنب وتعطى ثمرة على شكل جوزه لها حجم (كرة الجولف) تتضمن بذوراً ممتلئة بزيت مرّ الطعم يبدأ التزهير في ابريل ويتم الأثمار في مايو ,والتزهير مرتين في السنة بلغت نسبة الزيت في البذور 35-40 % وفق موسم النضج.
استخدام زيت الجاتروفا
يستخرج من شجر الجاتروفا زيت نقي لا يستخدم الزيت في الاستخدام الآدمي ولكنه يستعمل في إنتاج الزيت الحيوي كوقود وذلك يرجع لاشتعاله دون انبعاث أبخره ملوثة للبيئة لذا يطلق عليه الزيت الصديق للبيئة كما يستخدم للإضاءة و عدة أغراض صناعية أخرى.
ومن المؤكد أن هذا الزيت النباتي يعتبر جزءا أساسيا لتوفير الاحتياجات الواعدة التجارية إما مفرداً أو بعد خلطه مع زيت الديزل حيث يمكن استخدامه للسيارات دون تعديلات جوهرية في التصميم.
وتجدر الإشارة إلى أن الزيت الحيوي قد أصبح من الأهمية بمكان في دول الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية ، وتشترط الدول الأوروبية أن يخلط بنسبة 5 – 8 في المائة مع زيت الديزل في الاستخدام الصناعي و السيارات كأحد الشروط البيئية في تلك الدول مما أعطى أهمية كبيرة للتوسع في زراعة النباتات المنتجة لهذه النوعية من الزيوت ذات العائد الاقتصادي و التصديري المرتفع.
بعد أن عرفوا أن عملية معالجة كيميائية وفيزيائية لزيوتها تكفي لتحويلها إلى نوع من الديزل الحيوي المناسب لتشغيل محركات السيارات. ولا غرابة بعد ذلك في أن يعمد الهنود الذين كانوا يعتبرون هذه النبتة عدواً لدوداً، إلى إطلاق حملة لزراعتها على أوسع نطاق .
وقد وصف خبراء مؤسسة ”جولدن ساكس” للدراسات الاقتصادية الدولية بأن الجاتروفا هي المرشحة الأولى لإنتاج الديزل الحيوي المستقبلي النظيف والمناسب لدفع السيارات وتشغيل المحركات. حيث تبلغ نسبة الزيت في البذور 35-40 % وفق موسم النضج، وتصل نسبة الدهون المشبعة إلى 20% و الغير مشبعة 79%
ولا يستخدم الزيت في الاستخدام الآدمي ولكنه يستعمل في إنتاج الزيت الحيوي كوقود وذلك يرجع لاشتعاله دون انبعاث أبخره ملوثة للبيئة حيث أن الزيت الناتج عن بذرة الجاتروفا يطلق عند احتراقه خمس من ثاني اوكسيد الكربون بالمقارنة مع البترول.
أي انه يوفر من هذه الناحية ، أربعة أخماس أضرار وتكاليف ثاني اوكسيد الكربون وبقية الانبعاثات الأخرى لذا يطلق عليه الزيت الصديق للبيئة كما يستخدم للإضاءة و عدة أغراض صناعية أخرى.
استخدامات شجرة الجاتروفا
- الاستخدام الأساسي للبذور يتركز في استخلاص زيت الجاتروفا، وهو بديل جيد لزيت الديزل الاحفوري، ويعتبر جزءا أساسيا لتوفير الاحتياجات الواعدة التجارية سواء كان منفرداً أو بخلطه بالديزل، حيث يمكن استخدامه للسيارات دون تعديلات جوهرية في التصميم, وتجدر الإشارة إلى أن الزيت الحيوي ((Biodiesel قد أصبح من الأهمية بمكان في دول الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية.
- تشترط الدول الأوروبية أن يخلط زيت الجاتروفا بنسبة 5 – 8 % مع زيت الديزل ( زيت الذرة الايثانول أو زيت الجاتروفا ) في الاستخدام الصناعي و السيارات كأحد الشروط البيئية في تلك الدول على أن تتصاعد هذه النسبة إلى 20 % عام 2020. مما أعطى أهمية كبيرة للتوسع في زراعة النباتات المنتجة لهذه النوعية من الزيوت ذات العائد الاقتصادي و التصديري المرتفع.
- يستخدم زيتها في تشغيل الآلات الزراعية، وفي الإضاءة المنزلية. كصناعة الشموع والجلسرين والصابون ويعتبر الصابون الذي ينتج من زيت الجاتروفا من اغلي أنواع الصابون في العالم .
- تستخدم كسياج وسور للمزارع لحمايتها من اعتداءات الحيوانات على المحاصيل الحقلية.
- لها إمكانيات متميزة في مقاومة انجراف التربة بالرياح وتعمل على تثبيت الكثبان الرملية.
- ينتج منها بعض العقاقير والأدوية لعلاج كثير من الإمراض الجلدية وعلاج الروماتيزم وعلاج كثير من أمراض الأسنان .
- الجاتروفا بطبيعتها طاردة للحشرات، لذلك تزرع حول الحقول لتقليل الإصابة الحشرية.
- يستخدم كسب الجاتروفا كسماد عضوي غني بالنتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، كما يمكن استخدامه في إنتاج الغاز الحيوي ( الميثان).
مزايا زراعة الجاتروفا
وتكمن ميزتها في ” قوّتها الحيوية الخارقة ”، فهي قادرة على النمو والانتشار بسرعة عجيبة وفي كل البيئات الزراعية من دون استثناء. وهذا يعني أن نشر زراعتها على نطاق واسع أمر بالغ السهولة حتى في الصحارى الجافة.
ومن مميزات هذه النبتة أن زراعتها لا تحتاج إلا إلى قليل من الماء، ولا تتطلب استخدام الأسمدة. وهذا يعني أن التوسع في إنتاجها على أوسع نطاق لن يتم على حساب المصادر الزراعية المستخدمة في إنتاج المحاصيل الغذائية التقليدية. وتنطوي هذه الخصائص على أهمية كبرى عند البحث في هوامش الأمن والسلامة البيئية لأي مصدر جديد للطاقة.
يمكن أن تزرع على جوانب الطرق وفي الأراضي الحجرية والصحراوية التي لا تصلح للاستثمار في زراعة المحاصيل التقليدية. وبدأت ترتفع بعض الأصوات مؤخراً لانتقاد الأضرار البيئية والاجتماعية الكبيرة التي ينطوي عليها استزراع المساحات الهائلة من الأراضي لإنتاج المواد الأولية اللازمة لتحضير الإيثانول. وهذا يفسح المجال أكثر لنشر زراعة ”الجاتروفا”.
مناخ الزراعة وكيفية الزراعة
المناخ : الجاتروفا تنمو جيدا في المناخ شبه الاستوائي والمداري ويمكن أن تتحمل درجات الحرارة ولكن لا تتحمل الصقيع.
التربة: تزرع في مجموعة واسعة من أنواع التربة المختلفة ، ويفضل التربة ذات الخصوبة المعتدلة.
الزراعة : تتم الزراعة بواسطة البذور المحسنة والتي يتم غمرها في روث الأبقار لمدة 12 ساعة وتبقي البذور تحت أكياس خيش مبللة لمدة 12 ساعة وتزرع البذور النابتة في أكياس بولي إيثلين حجم 20×10 سم مليئة بالتربة الخصبة والرمل والمواد العضوية ، ويمكن زراعتها بالشتلات بواقع 1000 شتلة في الفدان الواحد
المسافة بين الشتلات يبلغ مترين داخل حفر مساحتها ( 30×30×30 سم ( ويجب وضع الأسمدة العضوية قبل الزراعة
وتكون عادة مواعيد الزراعة في (يونيو – يوليو ، أكتوبر – نوفمبر) . كما يمكن زراعتها بالعقلة. وهو المفضل، مع اختيار العقلة من أمهات من شجيرات عالية الإنتاج.
الري: الري أمر لا بد منه مباشرة بعد الزرع في حالة تحضير شتلات الجاتروفا في المشتل. وينبغي أن يكون في اليوم الثالث بعد الزراعة بواقع مرتين في الأسبوع خلال فصل الخريف و3 مرات في الأسبوع خلال فصل الصيف. بعد ذلك يروي كل أسبوعين وذلك لضمان إنتاج ناجح وكما ذكرنا فيمكن أن يكون الري بواسطة مياه الصرف الصحي.
النمو : يتم الإنبات خلال 6-10 أيام. وتنمو أشجار الجاتروفا خلال عامين من زراعتها وخلال هذين العامين يمكن بل يفضل الزراعة البينية وهي الزراعة بين أشجار الجاتروفا وكأنها غير موجودة ويمكن استغلال المسافة مترين من كل جانب بين الأشجار في زراعة الخضروات والفواكه وقصب السكر..الخ وذلك لتغطية جزء من تكاليف التأسيس.
الإنتاج :
يبدأ العائد الاقتصادي في السنة الثالثة وتشير تقديرات إنتاجية الفدان إلى أكثر من 3000 كجم من البذور حيث تبلغ إنتاجية الشجرة الواحدة حوالي 3 كجم . وتختلف إنتاجية الجاتروفا باختلاف البيئة الزراعية الخاصة بها، وما إذا كانت بالري أو بدون ري.
مزايا الجاتروفا
الجاتروفا لها القدرة علي النمو والانتشار بسرعة في كل البيئات الزراعية.
تتحمل أقصى أنواع الجفاف فهي تنمو في المناطق الجافة والتي يصل معدل الهطول المطري فيها إلى 250ملم مما يجعل نشر زراعتها على نطاق واسع أمرًا بالغ السهولة حتى في الصحاري الجافة، والأراضي القاحلة، وفي الأراضي الحجرية والرملية، وعلى جوانب الطرق، وكل الأراضي التي لاتصلح للاستثمار في زراعة المحاصيل التقليدية.
أشجار الجاتروفا يمكن زراعتها بمياه الصرف الصحي المعالج، وتشير الدراسات إلى إمكانية زراعتها بمياه الصرف الزراعي رغم ارتفاع نسبة الملوحة فيها. أشجار الجاتروفا أحتياجاتها محدودة من التسميد.
تعتبر أشجار الجاتروفا من الأشجار المعمرة التى يستمرإثمارها حوالي 50 عاما فهي تحافظ على حياتها عن طريق إسقاط أوراقها لتقليل فقدان الماء عن طريق النتح. كما إنها تعطي زيتاً بإنتاجية عالية مقارنة بمحاصيل الوقود الحيوي الأخرى. كما تسمح الشجرة للمزارعين بدمج صيانة التربة مع المحاصيل النقدية بزراعتها مع المحاصيل المختلفة كالخضروات والفواكه وقصب السكر.
أشجار الجاتروفا مقاومة للأمراض والحشرات وهو ما يوفر تكاليف أستخدام المبيدات الزراعية والمعالجات المختلفة الملوثة للبيئة .
تعتبر أشجار الجاتروفا من الأشجارالمعجزة حيث تعطي زيتاً بمقدار عشرة أضعاف ما تعطيه الذرة ولا تؤثر على أسعار الغذاء، هذا وتشير الدراسات والتقارير إلى أن الهكتار من فول الصويا يمكن أن يعطي 375 كيلو جرام من الوقود الحيوي في الولايات المتحدة الأمريكية، على حين يعطي الهكتار من محصول بذور اللفت 1000 كيلو جرام، أما الهكتار من الجاتروفا فيعطي 3000 كجم من الوقود الحيوي هذا في الهند، وهذه الكمية تعادل 300 % مما تنتجه بذور اللفت، ونحو 800 % مما يعطيه هكتار فول الصويا.
مشروع زراعة أشجار الجاتوفا فى الطرق السريعة بمحافظة قنا
المشروع يتلخص في زراعة جوانب الطرق السريعة في المحافظة
المسافة بين كل شجرة جاتروفا حوالي 3 متر
أولا :ـ زراعة طريق نجع حمادي الصحراوي الغربي طول هذا الطريق 50 كيلو متر = 50000 متر .
طول الطريق على الجانبين = 50000×2 =100000 متر.
عدد الأشجار المزروعة علي هذا الطريق = 100000 / 3 = 33000 شجرة
ثانياً :ـ زراعة طريق قنا ـ نقادة الصحراوي الغربي
يبلغ طول الطريق حوالي 30 كيلو متر = 30000 متر
طول الطريق على الجانبين = 30000 ×2 =60000 متر.
عدد الأشجار المزروعة 60000 / 3 = 20000 شجرة
ثالثاً :ـ زراعة طريق قنا ـ الأقصر الشرقي ماراً بقـفط وقوص ، طول الطريق حوالي 35 كيلو = 35000 متر .
طول الطريق على الجانبين = 35000 ×2 = 70000 متر.
عدد الأشجار المزروعة 70000 / 3 = 23000 شجرة
رابعاً :ـ طريق قنا ــ سفاجا زراعة طول 50 كيلو متر
طول الطريق على الجانبين = 50000 ×2 = 100000 متر.
عدد الأشجار المزروعة 100000 / 3 = 33000 شجرة
خامساً :ـ زراعة طريق قنا ــ القصير بطول 50 كيلو متر
طول الطريق على الجانبين = 50000 ×2 = 100000 متر.
عدد الأشجار المزروعة 100000 / 3 = 33000 شجرة
إجمالي عدد الأشجار المزروعة علي جوانب الطرق بمحافظة قنا
عدد أشجار الجاتروفا = 33000 + 20000 + 23000 + 33000 + 33000 = 142000 شجرة جتروفا
نسبة إنتاج الزيت
إنتاج الشجرة من البذور حوالي 4 ـ 5 كيلو
نسبة الزيت في البذرة 40 %
إنتاج الشجرة من الزيت 2 كيلو
إجمالي إنتاج الطرق السريعة في محافظة قنا
142000 شجرة x2 كيلو زيت x 2عدد الإثمار في السنة = 568000 كيلو سنوياً
إيرادات المشروع من بيع الزيت = 568000 x 6جنيهاً للكيلو = 3.4 مليون جنيهاً
مقال
دراسة جدوي إنتاج و زراعة الجاتروفا
إعداد
د/ نادر أحمد الشنهورى
باحث أول – معهد بحوث البساتين
مركز البحوث الزراعية
المصدر
عدد أغسطس من الصحيفة الزراعية الصادرة عن إدارة الثقافة الزراعية بقطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة
اقرأ أيضا
محصول القمح.. أفضل التقاوي المُستخدمة في زراعة الأراضي الملحية
محصول القمح.. التوقيت الأمثل للزراعة وخسائر الزراعة “المبكرة والمتأخرة”
محصول القمح.. السلالات الجديدة وأماكن توافرها ومخاطر تجاوز “السياسة الصنفية”
محصول القمح.. أفضل التقاوي المُستخدمة في زراعة الأراضي الملحية
لا يفوتك
طرح أصناف جديدة من تقاوى القمح والفول لأول مرة تتميز بإنتاجيتها العالية ومقاومة للصدأ وبسعر مخفض