الثوم واحد من المحاصيل التي تحتاج لتجهيزات خاصة وتحضيرات مُنضبطة، مع الالتزام بالتوصيات الفنية الواردة بشأن اختيار موعد الزراعة وتجهيز وتهيئة التربة، بالإضافة لشروط اختيار التقاوي والتربة المناسبة، والتي تؤثر جميعها سلبًا وإيجابًا على مستوى الجودة وحجم الإنتاجية المُتوقعة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور ياسر محمد عثمان – باحث أول بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف زراعة الثوم، بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أهم الشروط الفنية الخاصة باختيار نوع التربة المناسب، وتوقيت الزراعة ومواصفات التقاوي.
الأهمية الاقتصادية لمحصول الثوم
في البداية تحدث الدكتور ياسر محمد عثمان عن أهمية الثوم الاقتصادية موضحًا أن له العديد من الاستخدامات الطبية والتصنيعية، بعيدًا عن الشكل التقليدي المُتعارف عليه، والذي يحصره في الاستخدامات اليومية لربات المنزل أثناء عملية الطبخ، حيث يدخل كعنصر أساسي في صناعة “المكملات الغذائية، مُستحضرات التجميل، المُضادات الحيوية”.
عوامل نجاح زراعة الثوم
لفت الباحث بمعهد بحوث البساتين إلى أن أهم عوامل نجاح زراعة الثوم، تكمن في اختيار التربة والأرض المُناسبة، مؤكدًا أنها تجود في بعض أنواع الأراضي والتي وضع لها شروطًا يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. أن تكون التربة “طميية أو طينية”
2. أن تكون جيدة الخصوبة
3. أن تكون التربة خالية من الحشائش
محاذير زراعة الثوم بالأراضي القديمة وشروط التربة الرملية
وحذر “عثمان” من زراعة الثوم بالأراضي الطينية القديمة “الثقيلة”، للأسباب التالية:
1. صعوبة نمو “البصلة” فيها بشكل طبيعي
2. انخفاض إنتاجية المحصول
3. ارتفاع نسبة التشوهات في الثمار
وأوضح أن زراعة الثوم في الأراضي الرملية تتطلب الالتزام بتنفيذ بعض الإجراءات الخاصة، وفي مُقدمتها زيادة نسبة التسميد، عن المُقننات الطبيعية المسموحة، والتي يجري استخدامها في الظروف الاعتيادية بالتربة الطينية الخصبة.
موضوعات قد تهمك
زراعة محصول الطماطم.. 8 توصيات فنية لأعلى إنتاجية وأفضل ربحية للمُزارعين
ذبابة الخوخ.. أهم عوائلها وطرق تلافي انتشارها وأبرز الأخطاء الشائعة
تجهيز التربة لزراعة محصول الثوم
قدم الدكتور ياسر محمد عثمان روشتة التوصيات الفنية الواجب اتباعها عند الشروع في تجهيز التربة لزراعة الثوم، وهي الخطوة التالية لاختيار الأرض المناسبة لهذا المحصول الهام، والتي لخصها في النقاط التالية:
1. حرث الأرض حرثتين مُتعامدتين
2. إضافة السماد البلدي بين الحرثتين، بمعدل يتراوح ما بين 10 إلى 15 متر مُكعب، وذلك بالنسبة للأراضي القديمة، مع توافر عدة شروط:
– أن يكون كامل التحلل
– أن يكون خاليًا من الحشائش بنسبة 100%
– ألا يكون ناتجًا من مخلفات الأغنام أو الماعز “نظرًا لاحتوائها على بذور حشائش غير مهضومة”
3. ردم الأرض
4. تنفيذ الحرثة الثانية
5. فرم وتنعيم وتسوية التربة تمهيدًا للزراعة
6. تخطيط التربة بمعدل 14 خط للقصبتين “حال الزراعة على ريشة واحدة، أو 12 خط إذا ما كانت الزراعة على ريشتين
7. الالتزام بالزراعة بالاتجاه “البحري – القبلي” لضمان وجود ريشتين “غربية وشرقية”
8. اختيار التقاوي بعناية من مصادر موثوقة ومُعتمدة، مع الاهتمام بخلوها من العفن الأبيض
9. أن تكون الفصوص كبيرة وممتلئة
10. أن تكون فصوص التقاوي بيضاء نقية دون وجود أي من العلامات التالية:
– الاصفرار
– الإصابات مرضية
– الإصابات فطرية
– الإصابات حشرية
– الكسور
– التفريغ
– علامات أو مؤشرات التزريع
وحذر “عثمان” من تفصيص الفصوص قبل الزراعة بفترة كبيرة، نظرًا لتأثيراتها السلبية على حجم الإنبات وكمية الحصاد النهائي، لافتًا إلى أن التوقيت الأمثل لا ينبغي أن يتجاوز الـ48 ساعة على أقصى تقدير.
إقرأ أيضًا
فطام القطن وشكائر الأسمدة.. أبرز الأخطاء الشائعة قبل الجني وبعد الحصاد
خلط البوتاسيوم والمبيدات.. “باحث” يكشف مدى صحة هذا الإجراء وأثره على القطن
كمية التقاوي المُستخدمة لزراعة الثوم
أوضح الباحث بمعهد بحوث البساتين أن كمية التقاوي المُستخدمة لزراعة الثوم بالنسبة للأصناف البلدية والأراضي القديمة تترواح ما بين 200 إلى 250 كجم بـ”العِرش”، فيما ترتفع هذه النسبة حال استخدام أصناف “سدس 40، إجاسيد 1، إجاسيد 2″، لتكون ما بين 350 إلى 400 كجم بـ”العِرش”/ للفدان.
الموعد الأمثل لزراعة الثوم
حدد الدكتور ياسر محمد عثمان التوقيت والموعد الأمثل لزراعة الثوم، والذي يبدأ مطلع شهر سبتمبر، وذلك بالنسبة لأراضي الوجه البحري، على أن يبدأ الموسم بعدها بـ15 يومًا “منتصف سبتمبر” بالوجه القبلي للهروب من ارتفاع درجات الحرارة.
وفيما يخص زراعة الثوم “صنف سدس 40” فيفضل زراعته بدءًا من منتصف شهر سبتمبر بـ”أراضي الوجه البحري”، على أن يكون التوقيت الأمثل مطلع شهر أكتوبر بمناطق الوجه القبلي.
وأوضح أن الموعد الأنسب لزراعة الثوم يمتد حتى منتصف شهر أكتوبر، مُحذرًا من تبعات تجاوز هذا الحد، والتأخر في بداية الموسم، موضحًا أن تؤثر سلبًا على حجم الإنتاجية ومستوى الجودة المُتوقعة بالنسبة للمحصول، حيث تتجلى هذه السلبيات على عدم إتاحة الوقت الكافي لتكون “العِرش”، والذي يؤثر بالتبعية على حجم الثمرة النهائي، والتي تكون أقل من النسب المُتعارف عليها.
شاهد