الثروة الداجنة هي أحد أفضل البدائل المُتاحة للمواطن البسيط، للحصول على الحد الآمن من احتياجاته للبروتين الحيواني، وهو القطاع الذي شهد طفرة كبيرة، بالوصول لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ما وضع العديد من علامات الاستفهام على ظاهرة ارتفاع الأسعار غير المُبررة، وهو الأمر الذي يستدعي الاستماع لرأي المُتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي مُقدم برنامج “المُرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور عبد العزيز السيد عبد العزيز، رئيس شُعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، عن ملف صناعة الدواجن وأبرز التحديات التي تواجهها هذه الصناعة الوطنية في ظل الأزمات العالمية، التي تُطل برأسها من آن لآخر، وسُبل مواجهتها بما لا يضر بأطراف المنظومة.
الثروة الداجنة.. إجمالي الإنتاج ونصيب الفرد ومعدلات الاستهلاك
في البداية تحدث الدكتور عبد العزيز السيد عبد العزيز عن ملف الثروة الداجنة بوصفها أحد البدائل الرخيصة، التي توفر للمواطن البسيط 75% من احتياجاته للبروتين الحيواني، مؤكدًا أننا وصلنا لمرحلة الاكتفاء الذاتي فيها، بإنتاج ما يقرب من 1.5 مليون طائر.
وأوضح أن صناعة الدواجن ليست بمعزل عن المُتغيرات العالمية، حيث تتأثر كمثلها من الأنشطة الاقتصادية ببعض الأزمات التي تطرأ من آن لآخر، مثل الأمراض الوبائية، التي تؤدي لخروج بعض المُستثمرين خارج المنظومة، قبل إعادة ترتيب أوراقهم وعودتهم مرة أخرى، والتي غالبًا ما تكون مُرتبطة بالمواسم، التي تشهد إقبالًا مُتزايدًا على منتجاتهم، ما يعني أن مُعدل الاستقرار موجود في هذه الصناعة الوطنية إلى حد كبير.
وكشف عبد العزيز أن إجمالي مُعدل الاستهلاك الشهري يصل إلى 180 ألف طن، نصيب الفرد منها 21.5 كجم سنويًا، ترتفع إلى 30 كجم إذا ما تمت إضافة نصيبه من البيض، مُقابل 10 كجم من اللحوم الحمراء، ما يؤكد أن الثروة الداجنة توفر غالبية احتياجات المواطن من البروتين الحيواني.
موضوعات ذات صلة:
صناعة الإنتاج الداجني ما بين المنتج والتاجر.. أسباب الخلاف وأبرز الحلول
الثروة الداجنة ودور اللجنة العليا
ولفت إلى أن أهمية هذا القطاع تتجلى في اهتمام القيادة السياسية بهذا الملف، وتوجيهاته ومتابعته الدائمة وصولًا لإنشاء اللجنة العليا، المعنية بتذليل العقبات وحل كافة المُشكلات الخاصة بالثروة الداجنة، علاوة على تقديم الدعم الفني واللوجيستي اللازم لإنشاء المزيد من المشروعات، التي تُسهم في زيادة إنتاجية المنظومة ككل بما فيها صغار المُربين والمُنتجين، الذين يمثلون عصب هذه الصناعة وجزءًا أصيلًا من قاطرة التنمية.
وألقى الدكتور عبد العزيز السيد عبد العزيز الضوء على دور الغرفة التجارية، بوصفها أحد أضلاع مؤسسات المجتمع المدني، التي تباشر دراسة كافة المشاكل التي تواجه منظومة العمل، لرصدها وتحليلها ومعرفة أسبابها، مع اقتراح الحلول التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع، وتقديمها للجهات المعنية ومُتخذي القرار.
إقرأ أيضًا:
أسعار الدواجن.. “السيد” يعلن مفاجأة سارة للمواطنين قبل شهر رمضان
شدد الدكتور عبد العزيز السيد عبد العزيز على عدم وجود أي تداعيات للحرب “الروسية – الأوكرانية” على الثروة الداجنة، التي تشهد استقرارًا كبيرًا على صعيد الإنتاج، الذي وصلنا فيه لتحقيق الاكتفاء الذاتي، مُشيدًا بالرؤية الاستشرافية الثاقبة للقيادة السياسية، التي وجهت بزيادة المخزون السلعي الاستراتيجي إلى حضدود الستة أشهر، لتأمين احتياجات المواطن بعيدًا عن أصداء الأزمة العالمية القائمة حاليًا.
وأوضح أن القيادة السياسية وضعت كافة البدائل المُتاحة، بالشكل الذي يُعطيها الأريحية اللازمة، لاختيار أفضل الحلول، لضمان المزيد من الاستقرار، فيما يخص السلع الأساسية الاستراتيجية الهامة، مُطالبًا بالضرب بيد من حديد، على كل من تسول له نفسه العبث بقوت المواطنين، ومؤكدًا في الوقت عينه، عدم وجود سبب واقعي لارتفاع الأسعار، والتي عزاها بعض معدومي الضمير للأزمة “الروسية – الأوكرانية” على خلاف الحقيقة.
لا يفوتك.. دور المعمل المرجعي للرقابة البيطرية في النهوض بالقطاع الداجني
أسباب ارتفاع أسعار البيض والدواجن
نفى الدكتور عبد العزيز السيد عبد العزيز وجود أي علاقة للحرب “الروسية – الأوكرانية” وارتفاع أسعار الابيض، مُوضحًا الأسباب الحقيقية للأزمة، والتي تتعلق ببعض الأمراض، التي أدت لحدوث فجوة إنتاجية أدت لزيادة قيمة التداول عن الأسعار المُتعارف عليها.
وتوقع رئيس شُعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة، استمرار ظاهرة ارتفاع أسعار البيض لما بعد نهاية موسم عيد الفطر المُبارك.
وعزا السيد ارتفاع أسعار الدواجن إلى زيادة حجم الإنفاق على مُدخلات هذه الصناعة، والتي مرت بأصعب مواسمها خلال العام الحالي، بسبب التقلبات المُناخية وحالة الطقس، وزيادة موجات الصقيع، التي ترتب عليها تضاعُف كلفة عمليات التدفئة، موضحًا أنها أبرز أسباب الأزمة، متوقعًا انقشاعها بمجرد تحسن الأجواء.