الثروة الحيوانية وكيفية الحفاظ عليها، هي أحد المحاور التي تلقى اهتمامًا كبيرًا من الدولة وكافة الجهات المعنية والهيئات البحثية، والتي قدمت عددًا من الدراسات التي تكشف عن العلاقة الوثيقة، بين المعاملة برأفة مع هذه الكائنات، ومدى زيادة الإنتاج المُتوقع أو تراجعه.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج “مصر كل يوم”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور كميل متياس، وكيل مركز البحوث الزراعية الأسبق، دور الطب البيطري في النهوض والحفاظ على الثروة الحيوانية، علاوة على التعامل مع كافة المشاكل التي تواجه المُربين، والمتعلقة بملف الأمراض والأوبئة، وكيفية الوقاية والعلاج.
الثروة الحيوانية والعاطفة.. منهج علمي يُدرس داخل الكلية
في البداية تحدث الدكتور كميل متياس عن علاقة المُربي والحيوان، والتي تحتاج لتأهيل وإعداد خاص، حتى تؤتي ثمارها المأمولة والتي تنعكس بشكل مباشر على الثروة الحيوانية وجودة الإنتاج.
ولفت وكيل مركز البحوث الزراعية الأسبق إلى أهمية الحفاظ على الشعرة الفاصلة التي تربط بين المُربي والحيوان الذي يستثمر فيه، موضحًا أن التعامل مع هذه الكائنات يجب أن يتسم بالرأفة، علاوة على توفير البيئة المُناسبة التي تسمح لهذا المخلوق الضعيف بالشعور بالراحة والأُلفة.
وأوضح أن هذه الأخلاقيات يتم تدريسها للأطباء البيطريين داخل قاعات الكلية، للتعريف بأهمية التعامل مع الحيوانات بشكل يتسم بالرحمة، وهي قواعد أثبتت كافة الدراسات العلمية، مدى تأثيرها بالسلب والإيجاب على الثروة الحيوانية، وجودة المُنتج النهائي المُقدم للجمهور.
شاهد: منظمة الصحة العالمية تعلن خلو مصر من مرض أنيميا الخيول المُعدي
علاقة “الأُلفة” بين المُربي والحيوان وعلاقتها بالإنتاج
وكشف الدكتور كميل متياس عن حقيقة تأثير التعامل برأفة، على الإنتاج الحيواني، ضاربًا المثل بالحيوانات الحلابة، والتي يتأثر إنتاجها صعودًا وهبوطًا، تبعًا للحالة النفسية التي توجد فيها، علاوة على الشعور بالألفة الذي يربط بينها وبين مُربيها إذا ما تعامل بلين ورحمة، والتي تؤدي لزيادة إدرار اللبن.
وفسر هذه الظاهرة بشكل علمي، موضحًا أن التعامل برأفة، يؤدي لإفراز الحيوان لهرمون مُعين، يُسهم في اتساع بوابات اللبن في الضرع، ما يترتب عليه زيادة الإدرار والإنتاج، والعكس صحيح.
التعامل بقسوة وآثاره السلبية على الإنتاج
وأشار إلى أن التعامل بقسوة مُفرطة، ينتج عنه إفراز الحيوان الأدرينالين، والذي يعوق عمل الهرمون الخاص بإدرار اللبن، ويؤدي لقلة إنتاج الحيوان من الألبان، وهي النتائج التي أكدتها الدراسات العلمية، وقوفًا على أغلب الحيوانات، ما دعى لتوعية المُربين والدراسين بها على حد سواء، نظرًا لمردودها وأثرها المُباشر على الثروة الحيوانية، والصناعات القائمة عليها.
إقرأ أيضًا:
الأدوية والمكملات الغذائية.. “فخاخ قاتلة” احذر التعامل معها لهذه الأسباب