الثروة الحيوانية من الماشية والحيوانات الكبيرة، تحتاج لمزيد من الرعاية والاهتمام، لتحقيق الطفرة الإنتاجية المطلوبة، والتي توازي حجم الزيادة السكانية، بما يفي بمتطلبات السوق المحلي، ويقلل من حجم اللجوء إلى الاستيراد.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور نادر رشاد – مدير مركز التناسليات بمركز البحوث الزراعية – ملف سبل الارتقاء بمعدلات إنتاجية الثروة الحيوانية بالشرح والتحليل.
الثروة الحيوانية
مزايا السلالات المصرية
في البداية تحدث الدكتور نادر رشاد عن أهم المعوقات والأخطاء التي تحول دون تحقيق أفضل إنتاجية ممكنة من مشاريع الإنتاج الحيواني، وسبل الارتقاء بالسلالات المصرية والثروة الحيوانية، وتطويرها والحفاظ عليها، بما يفي بحجم احتياجاتنا، ويعزز سبل تقليل الفجوة الغذائية..
وأوضح “رشاد” أن السلالات المصرية تتميز بالعديد من المواصفات القياسية، سواء على صعيد الجودة والطعم للحومها، أو فيما يخص درجة مقاومتها للأمراض، وهي المسألة التي تستدعي العمل على إيجاد طرق واستراتيجيات علمية لتطويع هذه السمات وتعظيم الاستفادة منها.
استراتيجيات تحسين السلالات
أكد “رشاد” أن أساتذة وخبراء المراكز البحثية التابعة لوزارة الزراعة، بدأوا في العمل على تطوير وتحسين السلالات المصرية، وتحسين مستوى إنتاجيتها، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يولي اهتمامًا كبيرًا، بتحقيق الاكتفاء الذاتي والحفاظ على الأمن الغذائي القومي.
ولفت إلى أن تحميل السلالات المصرية بمهام العمل الحقلي، شكل عاملًا مؤثرًا في تدهور معدلات الإنتاجية، موضحًا أنه برغم التوجه صوب الاستعانة بنظم الميكنة الزراعية، إلا أن التبعات السلبية للأخطاء المتراكمة على مدار عقود سابقة لازالت تلقي بظلالها القاتمة على هذا الملف.
وأشار إلى الهدف الأسمى للمراكز البحثية في الوقت الحالي، موضحًا أنهم يسعون جاهدين لتطوير السلالات المصرية، وفق أحدث النظم العلمية المتاحة، وهي المسألة التي تتم وفق محورين رئيسيين، عن طريق “الانتخاب” أو “الانتقاء والتحسين الوراثي”.
أسباب الأمراض التناسلية
سلط “رشاد” الضوء على أبرز المشاكل والتحديات التي تواجه ملف تحسين السلالات المصرية والثروة الحيوانية، والتي تم رصدها من خلال القوافل البيطرية المجانية العلاجية، التي يقوم بها معهد التناسليات الحيوانية، التي تجوب القرى النائية بجميع المحافظات المصرية.
تطرق “رشاد” إلى ملف الأمراض التناسلية، موضحًا أن لها العديد من المسببات، منها ما ينتقل خلال عمليات التزاوج بين الحيوانات، أو كنتيجة لسوء التغذية، علاوة على الاختلالات الهرمونية والوظيفية للجهاز التناسلي، بالإضافة للعوامل الوراثية.
وأضاف أن قسمًا كبيرًا من الأمراض التناسلية له علاقة بالمسببات البكتيرية وأشهلا أمثلتها “البروسيلا”، أو حمى البحر الأبيض المتوسط، علاوة على المسببات الفيروسية والفطرية والطفيلية، ما يحتم ضرورة التعامل معها مبكرًا، من خلال البرامج الوقائية.
الطالوقة الدوارة
كشف “رشاد” عن أبرز مسببات الأمراض التناسلية، والتي عزاها لبعض الممارسات الخاطئة التي يرتكبها قطاع عريض من جموع المربين والمزارعين، وفي مقدمتها الطالوقة الدوارة، والتي تضاعف معدلات انتشار الإصابات الوبائية.
وأكد أن “التلقيح الصناعي” يعد الحل الأمثل الذي يحول دون حدوث المشاكل المترتبة على استخدام “الطالوقة الدوارة” في أغلب قرانا المصرية.
وأوضح أن “الطالوقة” نفسها غالبًا ما تصاب بالإجهاد، بسبب كثرة “الوثبات” على الإناث، والتي تحول دون نزول السائل المنوي الكافي لإتمام “التلقيح” على النحو المطلوب، علاوة على أنه أحد أبرز أسباب انتقال العدوى بـ”الأمراض التناسلية”.