التين الشوكي واحد من النباتات التي تنتشر في المناطق الصحراوية والجافة، دون وجود الوعي الكافي بسبل تحقيق أقصى استفادة اقتصادية منها، وحجم العوائد الاقتصادية المتوقعة من مخلفاتها ومستخلصاتها، وهي المسألة التي تحتاج لتسليط المزيد من الضوء عليها، والاستماع إلى رأي الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور خالد العجمي – رئيس بحوث بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية، معهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف زراعة وانتاج التين الشوكي بالشرح والتحليل.
فوائد التين الشوكي
في البداية تحدث الدكتور خالد العجمي عن الفائدة الاقتصادية من زراعة التين الشوكي، مؤكدًا أنه ضمن أبرز اهتمامات منظمة الفاو، نظرًا لكونه أحد المحاصيل التي تمهد وتعزز إنشاء حياة كاملة حولها، سواء كغذاء للإنسان أو الحيوان، بالإضافة لإمكانية الاستفادة منه في توليد الطاقة.
وأوضح أن التين الشوكي واحد من الحاصلات الشحيحة الاستهلاك للمياه والمقننات السمادية، ما يؤهل لانتشاره في المناطق الصحراوية، استغلالًا لقدرته على الزراعة بالأراضي الجافة وشبه الجافة، بالإضافة لعدم احتياجه للكثير من معاملات الخدمة، وهي الميزات التي تجعله ضمن اهتمامات قطاع عريض من المزارعين.
صناعات واقتصاد موازي
عدد “العجمي” المزايا الاقتصادية لـ”التين الشوكي”، مؤكدًا أن كل جزء في هذا النبات له استخدام هام، بدءًا من الثمرة الأساسية، ومرورًا بالبذور التي تحتوي عليها، والقشرة الخارجية التي يتم انتزاعها، وانتهاءًا بالأشواك والألواح.
وأوضح أن الأشواك الموجودة في القشرة الخارجية والألواح، يتم انتزاعها واستخدامها في بعض المنتجات التصنيعية باهظة الثمن، وأبرزها “الصنفرة”، التي تستخدم في أعمال التشطيبات وصناعة الأثاث والأخشاب.
ولفت إلى أن فوائد التين الشوكي لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما تمتد لاستغلال الزهور المتساقطة منه، مشيرًا إلى أنه يتم استغلالها في إنتاج وتصنيع بعض المستحضرات الطبية المتخصصة، ما يوضح مدى أهمية هذا المحصول وتعدد أوجه استخداماته الاقتصادية.
أكد أن اختلاف الثقافة والذوق العام، لا يزال يمثل أبرز العوائق أمام تحقيق الاستفادة المثلى منه، ضاربًا المثل بألواح هذا النبات، والتي تعتمد عليها بعض الشعوب كغذاء عالي القيمة، علاوة على دخولها في العديد من الصناعات الغذائية، كـ”العصائر والمربات” و”قمر الدين”.
زيت بذور التين الشوكي
منتج تصديري ومكاسب بالعملة الصعبة
كشف رئيس قسم بحوث الفاكهة الاستوائية عن واحدة من أبرز أوجه الاستفادة الاقتصادية من مستخلصات هذا النبات، مؤكدًا أن زيت بذور التين الشوكي، يعد أحد أغلى أنواع الزيوت على مستوى العالم، ويتراوح سعر اللتر الخام ما بين 1000 إلى 1200 يورو.
وسلط “العجمي” الضوء على مراحل إنتاج زيت بذور التين، موضحًا أنه يتم الاستعانة بـ1 طن من الثمار، لإنتاج ما يتراوح بين 40 إلى 50 كجم، قبل مرورها بعمليات التنقية والتكرير، للحصول على 1 لتر صافي.
وتناول رئيس قسم بحوث الفاكهة الاستوائية استخدامات زيت بذور التين، موضحًا أنه يدخل في صناعة أغلب مستحضرات التجميل، بالإضافة للاستعانة به في عمليات التجميل، لافتًا إلى أنه يستخدم على نطاق واسع بتونس والمغرب، علاوة على الشركات الإسبانية والفرنسية.
وأوضح أن العقبة الوحيدة أمام تصديرنا لزيت بذور التين، هو مطالبات واشتراطات الجهات والمنافذ الاستيرادية، أن يكون المنتج النهائي نتاج مزارع أورجانيك، مؤكدًا أننا مؤهلون لتطبيق هذه التجربة، نظرًا لعدم اعتمادنا على أي مواد كيميائية، حيث ينمو أغلب إنتاجنا بشكل طبيعي.