التيلينوماس “Telenomus remus” أحد الأعداء الحيوية التي أثبتت نجاحًا ساحقًا، كأحد الأسلحة الفتاكة التي تقضي على دودة الحشد الخريفية بنسب نجاح تتخطى حدود الـ80%، فيما تصل في بعض الأحيان لنسبة إبادة كاملة، متفوقًا على الترايكوجراما، الذي لم يحظى بنفس قوة النجاح، بسبب طبيعته التركيبية، رغم نجاحه في القضاء على العديد من المسببات المرضية الأخرى.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية دينا هاني، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور علي سليمان – رئيس اللجنة التنسيقية للصحة والصحة النباتية، عضو لجنة إدارة أزمة دودة الحشد الخريفية بوزارة الزراعة – ملف طفيل التيلينوماس بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبرز أسباب إجازة استخدامه من قِبل المُنظمات العالمية ومنها “الفاو”، وعوامل تفوقه على طفيل الترايكوجراما، مع التعريف بمصادر قوته ودورة حياته.
طفيل التيلينوماس.. توجه عالمي متزايد تجاه المكافحة الحيوية
في البداية تحدث رئيس اللجنة التنسيقية للصحة والصحة النباتية بشكل عام عن التوجه العالمي صوب الحد من الملوثات والانبعاثات، والتي تفرض النزول والتخلي التدريجي عن استخدام المبيدات والمُركبات الكيميائية، في برامج مُكافحة الآفات الزراعية، نظرًا لمآلاتها الصحية والبيئية الخطيرة، والتي تُسهم في تفاقم وزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري.
ولفت عضو لجنة إدارة أزمة دودة الحشد الخريفية إلى التطور العلمي والطفرة الكبيرة التي طرأت على ملف المكافحة الحيوية، والتي عززتها الدراسات والبرامج البحثية المُتخصصة في هذا المجال بالتحديد، موضحًا أنها ارتكزت على استخدام الأعداء الحيوية العامة، في مُكافحة الآفات الخطيرة والأكثر فتكًا بالمحاصيل الزراعية وأشهرها بالطبع دودة الحشد الخريفية.
أسباب تفوق طفيل التيلينوماس على الترايكوجراما
أوضح الدكتور علي سليمان أن الأبحاث والتجارب بدأت باستخدام الترايكوجراما ضمن برامج المكافحة الحيوية الأساسية المُستخدمة للقضاء على دودة الحشد الخريفية، والتي تُمثل مصدر الإزعاج الأول لغالبية مُزارعي المحاصيل الاستراتيجية.
وكشف عن الأسباب التي دعتهم لتحويل وجهتهم شطر طفيل التيلينوماس، موضحًا أن هذا القرار البحثي مرجوعه إلى فشل الترايكوجراما في تحقيق الهدف المرجو منه، وانحصار نسبة نجاحه في القضاء على دودة الحشد الخريفية ما بين 10 إلى 20 أو 30% على أقصى تقدير.
استراتيجيات طفيل التيلينوماس والترايكوجراما
سلط رئيس اللجنة التنسيقية للصحة والصحة النباتية الضوء على الاستراتيجية التي يعتمدها طفيل الترايكوجراما، والتي تعتمد على استخدام إبرته المنوية، لوضع البيض الخاص به داخل بيض دودة الحشد الخريفية، والتي تمثل بيئة حاضنة مميزة بالنسبة له، حيث يتغذى عليها طوال أطوار نموه الأساسية.
وأكد “سليمان” على فشل “الترايكوجراما – Trichogramma” في تحقيق الهدف المرجو منها، والتي عزاها إلى قصر إبرتها، والتي تحول دون قدرته على اختراق طبقة الزغب الكثيفة، التي تُغطي السطح الخارجي لـ”بيض دودة الحشد الخريفية”، ما يحد من نجاحه في القضاء عليها.
موضوعات قد تهمك:
دودة الحشد الخريفية.. “خبير”: احذروا التعامل مع الذرة في هذه الحالات
الندوة المبكرة والمتأخرة.. خسائر محصول البطاطس وضوابط بدء إجراءات المكافحة
مميزات طفيل التيلينوماس
في المُقابل أثبت طفيل “التيلينوماس” نجاحًا باهرًا في القضاء على ومكافحة دودة الحشد الخريفية، بنسبة تتراوح ما بين الـ80 إلى 100%، والتي يُمكن تبريرها بعدة أسباب:
1. يتفوق طفيل التيلينوماس في تعداد البيض “270 بيضة فردية”
2. نسبة تطفله تتراوح ما بين 80 إلى 100%
3. تتضاعف قدراته في التطفل على ثلاثة أنواع من “السبودبتيرا” ومنها دودة الحشد الخريفية
إقرأ أيضًا:
مكافحة آفات القطن.. قواعد اختيار التوقيت الأمثل باستخدام “المصائد” و”اللُطع”
الحشائش.. فوائد وجودها تحت أشجار الموالح ودور “الكمبوست” في التخلص منها
جهود منظمة الفاو
ووجه “التهامي” شكره إلى “منظمة الفاو”، مُثمنًا جهودها في دعم الدراسات العلمية والبحثية الخاصة بطرق المكافحة الحيوية، والهادفة لزيادة تعداد وإكثار ” طفيل التيلينوماس”، وإسهاماتها في تأسيس محطة مصرية خاصة بمنطقة شندويل، توجه كامل طاقتها لخدمة هذا الغرض على وجه التحديد.
شاهد: