محصول الكتان واحد من المحاصيل الاستراتيجية التي تسعى الدولة لتعظيم الاستفادة الاقتصادية المرجوة منها، وهي المسألة التي تقتضي، توفير المقومات الأساسية التي تساعد على تحقيق هذا الهدف، مع الارتقاء بخبرات المزارعين، وتقديم الدعم الفني والإرشادي والتوعوي، للوصول لأفضل النتائج المرجوة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج «المرشد الزراعي»، المذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور عبد الرحيم محمد السمواتي، رئيس بحوث بمعهد بحوث أمراض النبات، ورئيس قسم أمراض القطن ونباتات الألياف السابق، عن محصول الكتان، ومزاياه الاقتصادية والإنتاجية.
القيمة الاقتصادية لـ«محصول الكتان»
في البداية تحدث الدكتور عبد الرحيم محمد السمواتي، عن محصول الكتان بوصفه واحد من محاصيل الألياف التي تعامل معها الإنسان على مر التاريخ، وفي أغلب الحضارات الإنسانية.
وأوضح أن محصول الكتان واحد من المحاصيل التي يمكن استغلال كل جزء فيها، كونه يمثل قيمة اقتصادية متفردة ومنفصلة، وذات عائد مُجدي، يعود بالنفع على مزارعيه.
أماكن تمركز زراعات الكتان
وأكد “السمواتي” أن زراعة محصول الكتان تتركز في مناطق بعينها، وأبرزها بعض قرى محافظة الغربية، والتي يقوم اقتصادها بالكامل على زراعة وصناعة الكتان، فيما ينحصر كامل زراعاتها في مناطق الوجه البحري، وما أهلها لوجود ما يزيد عن 100 مصنع فيها.
فوائد التوسع في الزراعة
وناشد رئيس البحوث بمعهد أمراض النبات على ضرورة التوسع في زراعة محصول الكتان، بما يضاعف من قدرتنا على زيادة إجمالي العوائد الدولارية المتوقعة الناجمة عن تصدير الألياف الخاصة بها، مع تقليص نسبة ومعدلات استيرادنا للبذور.
ولفت “السمواتي” إلى إمكانية التوسع في زراعة محصول الكتان، بالأراضي المستصلحة ذات الملوحة المنخفضة، موضحًا أنه يتحمل معدلات ملوحة حتى 200 PPM، بما يعزز إنشاء المزيد من المجتمعات التصنيعية، التي لها القدرة على العمل طوال العام.
القواعد المنظمة لزراعة الكتان
وأشار رئيس البحوث بمعهد أمراض النبات إلى القواعد المنظمة لزراعة محصول الكتان، موضحًا أنه واحد من المحاصيل المجهدة للتربة، ما يحتم عدم تكرار زراعته في ذات الرقعة، إلا بعد مرور ما لا يقل عن 3 إلى 5 سنوات كاملة، لإتاحة الفرصة الكافية لاستعادتها لعافيتها وخصائصها.
وكشف عن واحدة من أبرز الخصائص التي تمثل تحديًا خاصًا للمزارعين غير المتمرسين، موضحًا أن الكثافة النباتية للكتان، تتراوح بين 1400 إلى 1600 نبات في المتر المربع الواحد، ما يحول دون ملاحظة أو رصد أي تغيرات ناجمة عن الإصابات المرضية إلا بعد استفحالها، وهي المسألة التي تفرض ضرورة المتابعة المستمرة للنباتات.
جهود قسم بحوث محاصيل الألياف
وأكد “السمواتي” على الدور التوعوي والإرشادي والفني، الذي تقوم به المراكز والأقسام البحثية التابعة لوزارة الزراعة، ومنها قسم بحوث محاصيل الألياف، موضحًا أنه يحمل على عاتقه مهمة إنتاج الأصناف الجديدة، والتعريف بأهم المعاملات الفنية النموذجية الواجبة، للوصول لأفضل معدلات الإنتاجية، علاوة على الدور الإرشادي بكافة محافظات وقرى الجمهورية، والتي تضاف إلى الخبرة التراكمية التي يتمتع بها مزارعي الكتان المتمرسين.
التوقيت الأمثل للزراعة
وتابع شرحه لأهم وأبرز التوصيات الفنية، وفي مقدمتها ضرورة الالتزام بالموعد الأمثل للزراعة، والذي لا ينبغي أن يتعدى النصف الأول من شهر نوفمبر، وقد يسمح بمدها إلى نهاية الأسبوع الثالث من ذات الشهر، لافتًا إلى تداعيات إهمال هذه التوصية، والتي تعود بالسلب على معدلات الإنتاجية المتوقعة، والتي تتناقص تدريجيًا وترتبط ارتباطًا وثيقًا بفترة التأخير.
تداعيات وتبعات عدم الالتزام بموعد الزراعة
وعزا رئيس البحوث بمعهد أمراض النبات تراجع معدلات الإنتاجية المترتبة على عدم الالتزام بالتوقيت الأمثل لزراعة الكتان إلى سببين، الأول دخول المحصول في طور الإزهار وتكوين الثمار قبل استكمال النمو الخضري، ما يؤدي لنقص الإنتاجية بمتوسط 30%.
وواصل شرحه لتداعيات عدم الالتزام بالتوقيت الأمثل لزراعة محصول الكتان، موضحًا أن الزراعات المتأخرة تضاعف من فرص واحتمالات الإصابة بالبياض الدقيقي، والتي يترتب عليها فقدان وخسارة غلة المحصول سواءًا كانت قش أو بذرة بمتوسط يتراوح بين 30 إلى 50%.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
أهم الأمراض التي تصيب محصول الكتان وكيفية علاجها
شاهد أيضًا..