سلط المهندس نبيل فتح الله، سكرتير عام الجمعية المصرية لمنتجي عيش الغراب، الضوء على أهمية ملف عيش الغراب كمصدر بروتين غني وبديل واعد، مؤكدًا أنه من الملفات الهامة والقادمة بقوة عالميًا، والتي بدأت العديد من الدول في الاعتماد عليها بشكل كبير، في إطار سعيهم الحثيث لاستخدام البدائل الغذائية المتاحة بشكل أكبر، لتجاوز تبعات التغيرات المناخية، وتداعياتها السلبية الملموسة على سلة الغذاء العالمي، وذلك خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج «المرشد الزراعي»، المذاع عبر شاشة قناة مصر المستقبل.
ديناميكية السوق وتقلبات الأسعار ودور صغار المنتجين
استطرد المهندس نبيل فتح الله في الحديث عن ديناميكية سوق عيش الغراب، موضحًا أن أعلى طلب عليه يكون خلال صيام الأخوة المسيحيين، مبينًا أنه مع انتهاء فترة الصيام، يقل الطلب على الفريش، مما يدفع المزارع، خاصة في نوع الأويستر مشروم، إلى تجفيف الإنتاج الزائد لموازنة العرض والطلب، مشيرًا إلى أن المجفف يمثل دورة رأس مال أبطأ من الفريش.
ولفت إلى أن الضغط على السوق يحدث عندما يرتفع حجم الإنتاج. واستعرض مثالًا لتقلبات الأسعار، حيث وصل سعر كرتونة الاجاريكس الفريش (2 كيلو، 10 أطباق) إلى حوالي 450 جنيهًا قبل رمضان وتزامن الصيام، بينما كانت قبل ذلك حوالي 200 جنيهًا في المتوسط.
وبين أنه مع زيادة المعروض عن المطلوب، يخرج المنتجون من سوق العبور ويتجهون إلى قنوات بيع أخرى مثل “السريحة” (الباعة المتجولون بعربات) الذين يبيعون المنتج بأسعار أقل (مثل طبق بـ 25 جنيهًا أو طبقين بـ 40 جنيهًا) على أبواب محطات المترو.
دعم صغار المنتجين وتنسيق الجهود
شدد المهندس نبيل فتح الله على أن بيع المنتج من خلال قنوات بديلة مثل محطات المترو يكسر احتكار تجار سوق العبور الذين قد يمتنعون عن الشراء من المزارع الصغيرة، مما يمنع صغار المنتجين من إلقاء إنتاجهم وإغلاق مزارعهم.
وأكد على ضرورة دعم صغار المنتجين “تعاطفًا” معهم، خاصة وأنهم يمثلون مجموع إنتاج كبير يوازي حوالي خمس مزارع كبيرة (حوالي 5 أطنان يوميًا)، مشيرًا إلى أن هدف الدعم هو ضمان إغلاق دورة رأس المال لدى المزارع الصغيرة (إنتاج، بيع، استلام الأموال).
وبين أن تنسيق جزء من المجهود، مثل تجميع طلبات التصدير من المزارع الصغيرة، يمكن أن يساعد في سحب جزء من المعروض من السوق، ولكن هذا يتطلب التزامًا شديدًا بالمواصفات التصديرية، مؤكدًا أن الاهتمام بصغار المنتجين يرفع القيمة المضافة للمشروع ككل.
التوزيع الجغرافي لمزارع عيش الغراب وفرص العمل
علل المهندس نبيل فتح الله تمركز معظم مزارع عيش الغراب من نوع الاجاريكس في محافظات مثل الشرقية والصالحية والبلبيس. موضحًا أن السبب الرئيسي هو قربها من مصدر قش الأرز ذي المواصفات المطلوبة (طويل، من النوبارية أو الشرقية).
وأشار إلى أن تكلفة نقل القش مرتفعة نظرًا لخفته. وأضاف أن وجود أكبر مزرعتين في مصر تاريخيًا في هذه المنطقة (البلبيس وفاقوس) في الثمانينات ساهم في اكتساب العمال خبرة وبدء مزارعهم الخاصة، مستفيدين من “الذكاء الاجتماعي” للفلاح المصري في تقليد المشاريع الناجحة.
وعدد فرص العمل التي يوفرها قطاع عيش الغراب، مشيرًا إلى وجود شباب يعملون في التسويق، وكيانات وشركات توريد البيتموس (تربة التغطية)، ومشرفين على المزارع، ومزارعين، ومنتجي كومبوست. مؤكدًا أنها منظومة كاملة تخدم بعضها البعض.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
عيش الغراب.. الأهمية الغذائية و6 فوائد تدعم وجوده على المائدة المصرية
عيش الغراب.. مخلفات الأجاركاس والأويستر واستخداماتها الزراعية والحيوانية