التلوث أحد الإشكاليات التي يسعى العالم للحد منها، بوصفها أبرز مُسببات التغيرات المناخية، التي تُعاني كافة الدول من تبعاتها السلبية القاتمة، على كافة أوجه الحياة والأنشطة الإنسانية وفي مُقدمتها الزراعة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية مها سميح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد محمد علي كردي – أستاذ كيمياء وسمية المُبيدات – ملف التلوث ومُسبباته بالشرح والتحليل.
التلوث.. تعريفه وأنماطه الرئيسية
في البداية تحدث الدكتور أحمد كردي عن التلوث مؤكدًا أن العلماء والباحثين هم أول من استشعروا بخطورته على مظاهر الحياة، ونبهوا لأضراره وانعكاساته السلبية على كافة الأنشطة الإنسانية، وفي مُقدمتها ما يؤمن احتياجات الإنسان الغذائية مُمثلًا في القطاع الزراعي ومشروعات الإنتاج الحيواني.
وأوضح أن مؤتمر كيوتو 1992 كان أول المؤتمرات التي أُطلقت لمناقشة تداعيات التلوث على كوكب الأرض ومظاهر الحياة الإنسانية، ومن بعده مؤتمر ريو دي جانيرو، لاتخاذ التوصيات المُلزمة بضرورة خفض مستوى الانبعاثات.
وقسم التلوث إلى ثلاثة أشكال رئيسية، مؤكدا على وجود رباط وثيق يربط بينها وهي:
1. التلوث الهوائي
2. التلوث المائي
3. تلوث التربة
علاقة متبادلة وتأثير متصل
قدم أستاذ كيمياء وسمية المُبيدات الرباط شرحًا مُبسطًا للرابط الذي يجمع بين أشكال التلوث الثلاث، موضحًا أن الأسطح المائية المُلوثة – تلوث الماء على سبيل المثال – تتعرض للبخر عن طريق الحرارة، للتصاعد إلى طبقات الجو العليا، إلى أن تتجمع وتتكثف على شكل سُحب، وتتساقط على الأرض فيما يُعرف علميًا بـ”الأمطار الحمضية”، والتي تؤثر بالسلب على مدى نجاح عمليات الزراعة، بسبب زيادة درجة حمضية التربة.
أبرز أسباب التلوث الزراعي
لفت إلى أن التلوث الزراعي ينجم عن أمرين، الأول هو الإفراط في استخدام الأسمدة والمُركبات المُخلقة، والثاني هو الاستخدام غير المُقنن للمبيدات ووسائل المُكافحة الكيميائية، والتي تعود بأضرار وخيمة على البيئة وكافة مظاهر الحياة الإنسانية.
موضوعات قد تهمك
التسميد النيتروجيني.. أضراره على المحاصيل الزراعية ومزايا تقنيات التسميد بـ”الرش”
محصول القمح.. أبرز التوصيات الفنية للأراضي التي سبق زراعتها بالأرز
“المُلوثات الأربعة” وعلاقتها بالدول الصناعية الكبرى
أكد أن إصلاح هذا الخلل يتطلب تدخلًا حاسمًا للحد من مُسببات التلوث، والتي تُحتم اتخاذ حزمة من التدابير للحد من الانبعاثات الضارة، ومنها تركيب الفلاتر على مصانع الكيماويات، لتقليل مُعدل تصاعد الغازات الأربعة الأخطر على الإطلاق وهي:
1. ثاني أكسيد الكربون
2. الميثان
3. الكلوروفلوركاربون
4. أكسيد النيتروز
وكشف “كردي” أن الغازات الأربعة المذكورة تعمل على زيادة مُعدلات الاحترار، بسبب حجبها للحرارة الزائدة داخل الغلاف الجوي، ما يؤثر بالتبعية وبنفس القدر من الخطورة على زيادة نسب امتصاص الأرض للأشعة تحت الحمراء.
وأشار إلى أن دول العالم الصناعية الكبرى كانت تقوم بإنتاج أغلب المبيدات والمواد الكيميائية الضارة في الدول النامية لتكون خارج حدود أراضيها، والتي تستخدمها في زراعة وإنتاج مواد غذائية تُعيد تصديرها مرة أخرى لتلك البلدان، اعتقادًا منها أنها ستكون بمنأى عن آثارها الضارة والخطيرة الناجمة على تلوث البيئة، قبل أن تتكشف حقيقة أننا نعيش في عالم واحد، يتأثر ويؤثر في الجميع بنفس القدر سلبًا وإيجابًا.
إقرأ أيضًا
محاصيل الخضر.. “9” اشتراطات لنجاح الزراعة بالأراضي الصحراوية
تخطيط التربة.. مزايا الزراعة على “الريشتين” ودورها في مُكافحة الآفات
حرث الأرض.. “أستاذ مُتفرغ” يكشف أضراره على البيئة والمحاصيل الزراعية
لا يفوتك
الاستخدام الأمثل للمبيدات وتقنيات المكافحة المتكاملة