التلقيح الصناعي أحد الطُرق المُتعارف عليها علميًا، كوسيلة لتحسين الثروة الحيوانية وتحسين ومُضاعفة الإنتاجية، وهي الطريقة المُثلى والحل الأكيد لخروج أجيال جديدة تحمل صفاتًا وراثية أفضل من سابقتها، ما دعا العديد من الدول الغربية لاتباعها منذ عقود، لتأمين السلة الغذائية الخاصة بالبروتين الحيواني.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “مصر كل يوم”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور كميل متياس، وكيل مركز البحوث الزراعية الأسبق، عن هذا الملف، موضحًا النتائج المُبهرة لاستخدام هذه تقنية التلقيح الصناعي في زيادة وتحسين الإنتاجية، سواء بالنسبة لتربية اللحم أو الحيوانات المُدرة للألبان.
القيادة السياسية وتعاملها الواعي مع ملف التلقيح الصناعي
في البداية أشاد الدكتور كميل متياس، بالتحرك الجاد والتناول الواعي للقيادة السياسية مُمثلة، مُؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع يده بالفعل على موطن الداء، في سبيل دفع عمليات الإصلاح والعلاج، لتأمين الثروة الحيوانية، والسلة الغذائية الهامة من البروتين الحيواني، مُوضحًا أنها خطوة طال انتظارها بالنسبة للمختصين والعاملين بهذا القطاع الحيوي الهام.
وأوضح أن أغلب الباحثين بحت أصواتهم لتفعيل واتخاذ تلك الخطوة منذ عقود، في سبيل إنقاذ الثروة الحيوانية، التي تدهورت على مدار سنوات بسبب إهمال التعامل الجاد مع ملف التلقيح الصناعي، والذي يُعد بمثابة الحل السحري لعلاج العديد من الأخطاء المتراكمة في هذا المجال.
الهدف من عملية التلقيح الصناعي
أكد الدكتور كميل متياس أن التعامل الجاد والدفعة التي منحها الرئيس للعاملين والمتخصصين في هذا المجال، تُعزز من سهولة تطبيق أبحاثهم ونظرياتهم على أرض الواقع، لإنقاذ الثروة الحيوانية، التي تدهورت بحكم الحال، والتي عزاها لوجود 80% منها بأيدي صغار المُربين والمُزارعين، ما يستدعي التحرك بسرعة للحد من هذا التدهور وتأمين غذاء المصريين.
وأوضح أن علاقة التلقيح الطبيعية بين الحيوانات، قد لا تؤتي ثمارها على الشكل الأمثل، نظرًا لضعف الذكر، ما يستدعي اللجوء لحيوان آخر أكثر قوة، لاستخدام حيواناته المنوية، في إتمام عملية التلقيح الصناعي، والحصول على سلالة هجين جديدة أكثر قوة وإنتاجية.
نسب مُتدنية لاستخدام تقنيات التلقيح الصناعي في مصر
كشف الدكتور كميل متياس عن تضاؤل نسب استخدام تقنية التلقيح الصناعي في مصر، والتي لا تتجاوز الـ10% من إجمالي الثروة الحيوانية التي يتم الاستثمار فيها داخل القطر، مؤكدًا الحاجة المُلحة لزيادة مُعدلات استخدامها بين جميع المُربين، حتى يتسنى تطبيق فكر القيادة السياسية، في سبيل الحفاظ على هذه الثروة، وتحسين السلالات ومُضاعفة إنتاجيتها خلال الفترة القادمة.
لا يفوتك.. أساسيات علم تربية وتقليم العنب
كيفية الاستفادة من التلقيح الصناعي في إنقاذ الثروة الحيوانية
لفت الدكتور كميل متياس إلى فوائد عملية التلقيح الصناعي وإسهاماتها في إنقاذ الثروة الحيوانية، مؤكدًا أن الحصول على الحيوانات المنوية الخاصة بمعاشرة ذكر واحد قوي، تكفي لتلقيح ما بين 100 إلى 150 أنثى، وهي العملية التي يمكن تكرارها وتوسيع نطاق استخدامها للحصول على سلالات أفضل وأكثر إنتاجية.
وأوضح أن هذه السلالات الهجينة سوف تنقل الجينات والصفات الوراثية الجديدة إلى إناثها، ما يؤدي لتسارع وتيرة تحسين النسل والإنتاجية، وهو الأمر الذي يترتب عليه العديد من النتائج الإيجابية، في سبيل الحفاظ على الثروة الحيوانية المصرية، تماشيًا مع اتجاه الدولة لتطبيق مفهوم التنمية المُستدامة بشكلها العلمي الصحيح.
إقرأ أيضًا:
تكعيبة العنب.. أهم الشروط الواجب توافرها وأبرز المحاذير اللازم تجنبها