التلقيح الصناعي هو العملية التي يمكن بها الحصول علي السائل المنوي بطريقة آلية ثم تخفيفه وحفظه مبرداً (علي نحو 5م) أو مجمداً (علي نحو 79 م أو 195م) لحين وضعه في أرحام الإناث حال شياعها فيحدث الإخصاب.
يعتير التلقيح الصناعي وسيلة تقنيه حديثة يمكن من خلالها توزيع الصفات الوراثية الجيدة علي أكبر عدد ممكن من الأناث مما يضمن سرعة التحسين الوراثي وزيادة الناتج من اللبن أو اللحم.
لذلك يعتبر التلقيح الصناعي أحد أهم التقنيات المبتكرة للتحسين الوراثى فى الحيوانات. حيث أن قليلاً من الذكور المنتخبة تنتج كميات كافية من الحيوانات المنوية لتلقيح آلاف من الإناث سنوياً. كما أنها إجريت بأتقان تجنب إنتقال الأمراض التناسلية في القطيع من أي أنثي مصابه بواسطه الذكر في التلقيح الطبيعي. ولنجاح التلقيح الصناعي لابد من الأهتمام بالطلائق لسد إحتياجاتها الغذائية وكذلك لضمان خلو السائل المنوي من الأمراض التناسلية.
ولا توجد مشاكل فى إستخدام التلقيح الصناعي وذلك عند إجرائه بدقة وتوفير أفراد مدربين تدريباً جيداً لإجرائه – كما يجب توفير ترتيبات مناسبة لتجميع الإناث للمعاملة الهرمونية أو الكشف عن الشياع والتلقيح خصوصاً تحت ظروف المراعى.
ومن الواجب الحصول على السائل المنوى عند عمر مبكر بقدر الإمكان من الذكور المختبرة لقيمتها الوراثية المرغوبة للإسراع فى تحديد الذكور المتفوقة.
شاهد| نهار جديد | نباتات الزينة لمسة جمالية تضيف البهجة للنفس
التلقيح الصناعي قد لاقى إهتماما كبيرا وطبق بصورة واسعة فى ماشية اللبن فى معظم الدول المتقدمة إلا انه لم يحظ بمثل هذا الاهتمام فى تربية الأغنام والماعز لإسباب تتعلق بالجدوى الإقتصادية منه وذلك من حيث التكلفة وهامش الربح الذي تحققه نظم تربية الأغنام والماعز والذى غالبا ما يكون محدودا؛ هذا فضلا عن أن تكلفة الاحتفاظ بذكور فى القطعان لاتشكل عبئا إقتصاديا كبيرا بالإضافة الى الإنخفاض النسبى فى الخصوبة بعد التلقيح فى حالة إستخدام سائل منوى مجمد.
إلا ان السنوات الأخيرة قد شهدت تحسنا ملحوظا فى كفاءة تلك التقنية وزيادة نسبته فى برامج الخلط التى تستهدف تحسين أداء القطعان خاصة تحت نظم الإنتاج المكثف.
مميزات التلقيح الصناعى في الإغنام والماعز
(1) التحسين الوراثى- يساعد على الإستخدام الواسع للطلائق المتميزة ذات القيمة الوراثية العالية للعمليات الإنتاجية ؛ كما يسهل إختبارات النسل تحت مدى واسع من ظروف البيئة والرعاية. مما يزيد الدقة فى الإنتخاب.
(2) يسمح بالتهجين لتغيير صفة إنتاجية ؛ يسرع بتقديم عوامل وراثية جديدة من ذكور تحتوى على خواص وراثية مرغوبة ؛ كما يساعد على توفير سجلات تناسلية دقيقة.
(3) إمكانية حفظ السائل المنوي مدة طويلة مما يساعد على إستخدام السائل المنوى المجمد بعد وفاة الكباش أو التيوس المانحة مما يساعد على حفظ سلاسل النسب المتميزة ؛ كما يسمح بإستخدام السائل المنوى من ذكور عاجزة أو عند نقص تركيز الحيوانات المنوية فى سائلها المنوى.
(4) يؤدى إلى تحسين أداء وكفاءة القطعان ؛ يقلل فرص نشر الأمراض المنقولة عن طريق الإتصال الجنسى؛ توفير الأمان للعاملين عن طريق إزالة الذكور الخطرة.
(5) ملائمة الإستخدام مع تقنيات تناسلية أخرى مثل إنتاج الأجنة بعد تنشيط المبايض لإنتاج عددا أكبر من البويضات والذى غالبا ما تكون نسبة الخصوبة قليلة فى حالة التلقيح الطبيعي حيث يتم التلقيح داخل الرحم، وكذلك عند الإخصاب خارج الرحم وأيضا لإختبار جدوى تقنيات تحديد الجنس.
(6) من اللازم إستخدام التلقيح الصناعى بعد إجراء تزامن حدوث الشبق فى مجموعات كبيرة من الحيوانات ؛ كما أنها لازمة عند إستخدام تقنيات التحكم فى جنس الجنين عـن طريـق فصل الحيوانات المنوية المحتوية على الكروموسومات (X) والكروموسومات (Y).
(7) إمكانية استخدام الذكور ذات التركيب الوراثي الجيدة والمرغوبة فى حالة عدم قدرتها على الوثب والتلقيح الطبيعي.
(8) إمكانية تنفيذ برامج التربية التى يتم فيها بعد إجراء تزامن حدوث الشبق لأعداد كبيرة من الإناث وأيضا إمكانية التلقيح خارج الموسم للإناث المعاملة هرمونياً خارج الموسم الطبيعي لها بقصد زيادة العائد من التربية.
(9) زيادة كفاءة عمليات التربية وكذلك المساعدة في حفظ السجلات وخاصة سجلات التلقيح والنسب.
(10) توفير مقادير من اللحوم نتيجه التخلص من فائض الطلائق المستعملة في التلقيح الطبيعي وكذلك تقليل الحاجة للاحتفاظ بالذكور فى القطعان.
وبالرغم من تلك المبررات ذات الأثر الإيجابي لإستخدام تقنيات التلقيح الصناعى فإن الآمر يتطلب أن تكون الممارسة على درجة كبيرة من الدقة وزيادة الوعى.
عيوب التلقيح الصناعي
أظهر إستخدام التلقيح الصناعي علي نطاق واسع بعض العيوب رغما عن مزياه العديدة وأهم عيوبه:
(1) عدم الأعتناء بإختيار الطلوقة المستعمل في التلقيح يشكل خطورة لنشر صفات يصعب تداركها.
(2) الأهمال في إجراء عملية التلقيح وخاصة إستخدام أدوات غير معقمة لغرض الأغنام والماعز لعدة أمراض كالتهاب المهبل وعنق الرحم.
(3) زيادة معدل التربية الداخلية مما يودي الي الآثار السلبية على خصوبة القطيع.
(4) زيادة معدل التكلفة العائد فى حالة إستخدام مدخلات مرتفعة الثمن مع قلة الكفاءة والعائد الفنى والإقتصادي.
العمليات الفنية التى يتضمنها برنامج التلقيح الصناعي
إختيار الطلائق
• الهدف الرئيسي من برامج التلقيح الإستخدام الواسع للطلائق المتميزة ذات القيمة الوراثية العالية للعمليات الإنتاجية ، ويعتمد ذلك على القيمة التربوية للطلائق المستخدمة فى التلقيح.
• يتطلب وجود خطة للتربية واضحة الأهداف ومنها الأهتمام بعمل سجلات للكباش والتيوس لضمان التعرف على الطلائق المستخدمة في التلقيح الصناعي إذا كان الهدف هو التحسين الوراثي من داخل السلالة او ضمان معرفة العائد بالنسبة للسائل المنوي المستورد.
• يجب الاهتمام بالناحية الصحية للكباش المختارة واللياقة البدنية لها وذلك قبل البدء فى عملية تقييم السائل المنوي.
• يجب التأكيد على سلامة أعضاء التناسل من الناحية الوظيفية والمورفولوجية والتي تتمثل في (حجم الخصيتين- ذيل البربخ لكل خصية- غلاف القضيب والزائدة الطرفية).
• يجب إختبار الرغبة الجنسية والقدرة على الوثب وإنتاج السائل المنوي ذات مواصفات ممتازة لدي الكبش والتيس.
ترتيبات إعداد وتدريب الكباش والتيوس
• يجب إختيار الوقت المناسب لتنفيذ برامج التلقيح الصناعي حيث أن مواصفات السائل المنوي تكون فى أفضل مستوى لها فى موسم التناسل خاصة فى السلالات ذات الموسمية الواضحة ويشكل هذا أنسب وقت لجمع السائل المنوي وحفظه. وقد يتطلب الأمر إستخدام الإضاءة الصناعية أو المعاملة الهرمونية أو كلاهما لإطالة موسم التناسل.
• يفضل البدء فى التلقيح الصناعي أثناء الموسم الطبيعي للتناسل. حيث تكون الرغبة الجنسية فى أفضل مستوى كما أن هذا يتضمن أيضاً توافر إناث فى مرحلة الشياع للإستخدام فى التدريب، مما يسهل عملية جمع السائل المنوي.
• يجب البدء بفترة كافية علي تدريب الطلائق على الوثب والقذف بإستخدام المهبل الصناعى قبل بداية موسم التلقيح أو جمع السائل المنوي المستخدم في التلقيح الصناعى.
• تشكل التغذية عاملاً هاماً يؤثر فى حيوية الكباش وصفات السائل المنوي خاصة نسبة البروتين والفيتامينات والمعادن الضرورية فى العلائق.
• الحفاظ على الطلائق فى حالة صحية جيدة ، ويتضمن ذلك الوقاية من الطفيليات الخارجية.
• جز الصوف أثناء موسم التلقيح الصناعى وتقليم الأظلاف والحفاظ عليها فى حالة جيدة.
جمع السائل المنوى
التغذية والرعاية الجيدة للكباش والتيوس تسمح بجمع السائل المنوى بنجاح عند عمر 6-8 شهور ، وأهم الإعتبارات فى برامج التلقيح الصناعي هو جمع السائل المنوى بطريقة صحيحة .
إستخدام الإناث أو ذكر آخر أو ذكر مخصى) للإثـارة وتعتبر ذلك من أكثر التقنيات نجاحاً لجمع السائل المنوى روتينياً.
طرق جمع السائل المنوى
توجد طريقتان لجمع السائل المنوى من الكباش والتيوس وهى إستخدام القذف بالتنبيه الكهربائى أو إستخدام المهبل الصناعى.
الطريقة الأولي: القذف بالتنبيه الكهربائى
تجرى هذه الطريقة بإدخال قطب كهربائى ثنائى الأقطاب فى مستقيم الكبش. ثم يعطى تنبيه كهربائى منخفض الفولت لمدة 2-4 ثوانى على فترات 10-20 ثانية حتى تحدث عملية القذف . القذفات الناتجة بواسطة القذف بالتنبيه الكهربائى تتباين كثيراً فى كل من تركيز الحيوانات المنوية وحجم السائل المنوى.
كما أن هناك مشاكل تلوث السائل المنوى بالبول عند الجمع بهذه الطريقة. والجمع بالتنبيه الكهربائى يسبب إجهاد للكبش لذا فيجب عدم إستخدامه إلا فى حالات الضرورة القصوى فقط.
الطريقة الثانية: إستخدام المهبل الصناعى
ويفضل إستخدام المهبل الصناعى لجمع السائل المنوى فى الكباش. ويجب تدريب الكباش على إستخدام المهبل الصناعى حيث يمكن تدريب معظم الكباش فى ظرف أسبوع واحد. ويفضل جمع السائل المنوى أثناء ذروة موسم التناسل. ويتكون المهبل الصناعى من خرطوم طوله 20-25 سم وقطره 5-7 سم ويحتوى على بطانة مطاطية. ومن الضرورى إستخدام مادة لزجة لتخفيف الإحتكاك فى بطانة المهبل الصناعى ، وأن تكون حرارة المهبل الصناعى بين 42-46م. وعند إعتلاء الكبش للنعجة يُوجَّه قضيبه بلطف إلى داخل المهبل الصناعى.
ويختلف مقدار الضغط المطلوب داخل المهبل الصناعى بإختلاف الكباش.
ويجب أن تكون أنبوبة الجمع الزجاجية دافئة (37م) لتحاشى صدمة البرد.
وبعد أن يقوم الكبش بالقذف تزال الأنبوبة الزجاجية المحتوية على السائل المنوى وتوضع فى حمام مائى على درجة حرارة 30م حتى يصل السائل المنوى إلى تلك الدرجة.
يتم الجمع من الكباش عدة مرات يومياً لعدة أسابيع قبل إستنزاف مخازن البربخ من الحيوانات المنوية – والتيوس يتم الجمع منها بتكرار أقل عن الكباش . وفيما يلي الخواص العامة لقذفات السائل المنوى فى الكباش والتيوس : الحجم ( 0.75 – 1.2 مل)
والحركة (60-80%) والتركيز (2.500-5.000 حيوان منوى/ مل × 10 6)
تجهيز السائل المنوى والتلقيح الصناعى
1- الكبش :
حركة الحيوانات المنوية وتركيزاتها تحدد نسبة تخفيف السائل المنوى – والتى تتراوح بين (4 : 1) إلى (2 : 1). ويمكن إستعمال المخففات الطبيعية أو المصنَّعة . “لبن البقر” هو أكثر المخففات الطبيعية المستعملة – وعند إستعمال اللبن الكلى أو الفرز أو المجفف فيجب تسخينه على حمام مائى عند درجة 92-95م لمدة 8-10 دقائق.
المخفِّف والسائل المنوى يجب أن يكونا على درجة حرارة متماثلة (30م) عند إجراء التخفيف – إضافة المخفف إلى السائل المنوى يقلل صدمة الحيوانات المنوية الناتجة من التخفيف “ويجب عدم إضافة السائل المنوى إلى المخفف”. كما يجب خلط المكوِّنات بلطف مع تقييم السائل المنوى بعد التخفيف للتأكد من حيوية الحيوانات المنوية.
2- الجدى
السائل المنوى فى الجدى يكون أقل تركيزاً عن السائل المنوى فى الكبش، لذا فإن نسبة التخفيف تكون أقل. وعند إستخدام صفار البيض فى المخفف فإن الكمية المضافة تكون أقل كثيراً عنها فى حالة مخفف الكبش (2.5 مل بدلاً من 14 مل) . وتزال البلازما من السائل المنوى للجدى بواسطة الطرد المركزى – كما تتطلب هذه الطريقة تقدير تركيز الحيوانات المنوية فى العينة التى يتم طردها وذلك قبل عملية التخفيف.
طرق التلقيح الصناعي للأغنام
توجد أربعة طرق لتلقيح النعاج صناعياً: فى المهبل ؛ فى عنق الرحم؛ عبر عنق الرحم ؛ وبإستخدام منظار البطن أو داخل الرحم. وكل طريقة لها مميزاتها وعيوبها. وفيما يلي بعض خواص طرق التلقيح الصناعي للأغنام.
الطريقة الأولي : التلقيح الصناعي .. فى المهبل
تتميز هذه الطريقة بأنها سهلة تتطلب تدريب قليل ؛ يستخدم فقط السائل المنوى الطازج أو السائل المنوى الطازج المخفف (0.2 مل) ؛ يستخدم 200 × 10 6 إلى 400 × 10 6 حيوان منوى ؛ تلقح النعجة وهى واقفة ؛ تدخل قسطرة التلقيح بمقدار 13 سم ؛ معدل الحمل بين 40-65%.
الطريقة الثانية: التلقيح الصناعي فى عنق الرحم
يتطلب خبرة أكثر عن التلقيح في المهبل ويتطلب سائل منوى أقل ؛ يمكن إستخدام سائل منوى مبرد ؛ يستخدم 100 × 10 6 إلى 200 × 10 6 حيوان منوى ؛ يستخدم فاتح مهبلى للوصول إلى عنق الرحم ويدخل فى المهبل 10-14 سم ؛ يوضع السائل المنوى بعد فتحة عنق الرحم بمقدار 1-3 سم ؛ معدل الحمل أعلى (60-70%).
الطريقة الثالثة لـ التلقيح الصناعي عبر عنق الرحم
يمكن إستخدام السائل المنوى المجمد ؛ نحصل على 90% معدل حمل بإستخدام سائل منوى طازج و22-51% معدل حمل بإستخدام سائل منوى مجمد ؛ تتطلب هذه التقنية إستخدام منظار المهبل ؛ يتم إختراق عنق الرحم فى 70-90% من النعاج ؛ ينصح بإستعمالها فى النعاج متعددة الأغراض بعد الولادة بأربعة شهور ؛ تقيد النعجة وهى على ظهرها لإجراء التلقيح الصناعى ؛ يتطلب حجم 0.5 مل من السائل المنوى.
مقال
” تقنية التلقيح الصناعي في الأغنام والماعز”
د/ تامر عوض رمضان عويضه
باحث أول- قسم بحوث الأغنام والماعز
معهد بحوث الإنتاج الحيواني
المصدر
عدد فبراير 2022 من الصحيفة الزراعية الصادرة عن إدارة الثقافة الزراعية الصادرة عن قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة
اقرأ أيضا
أنواع الأغنام .. “الأقنص” يوضح تقسيماتها المختلفة