التكثيف المحصولي واحدة من أهم الاستراتيجيات العلمية التي اعتمدتها المراكز والمعاهد البحثية المتخصصة التابعة لوزارة الزراعة، لسد الفجوة الغذائية، ومضاعفة حجم الإنتاجية المتوقعة لأغلب المحاصيل، ما يعود بالنفع والفائدة على عموم المزارعين.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة سحر طلعت عزمي – الأستاذ بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، رئيس قسم بحوث التكثيف المحصولي السابق – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
التكثيف المحصولي
التعريف وأبرز المحاور
في البداية عرفت الدكتورة سحر طلعت عزمي مفهوم التكثيف المحصولي بأنه عبارة عن استراتيجية علمية غير تقليدية، تستهدف زيادة ومضاعفة الإنتاجية، موضحةً أن هذا المفهوم ينضوي على خمسة محاور رئيسية.
أوضحت أن مفهوم التكثيف المحصولي يشمل “التحميل، الدورة الزراعية، التعاقب المحصولي، الطرق غير تقليدية في الزراعة، استحداث محاصيل جديدة”، بوصفها المحاور الخمسة الرئيسية التي يتم الاستناد إليها لتحقيق الأهداف المأمولة.
تقنية التحميل
أشارت “عزمي” إلى مبادئ “التحميل” بوصفها المحور الأكثر شيوعًا وانتشارًا بين جموع المزارعين، موضحةً أنه يشمل طريقتين أساسيتين، الأولى يزرع فيها المحصول الأول قبل الثاني بـ10 أو 15 يومًا على أقصى تقدير، ومن أمثلته “الفول الصويا والذرة، والتحميل على الطماطم”، وفي الطريقة الثانية يتم زراعة المحصول الثاني في نهاية عمر المحصول الأول، كما يحدث في البصل والقطن.
وأضافت الأستاذ بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، أن هذه الاستراتيجية تضم أيضًا ما يعرف بـ”التحميل بالخلط”، ويتم فيها خلط البذور كما يحدث في الأعلاف، بالإضافة للزراعة على خطوط أو مصاطب أو في شرائح.
الدورة الزراعية
فوائدها لأراضي الاستصلاح وعوائق تطبيقها بالأراضي القديمة
انتقلت “عزمي” إلى المحور الثاني من محاور استراتيجية الزراعة بـ”التحميل”، ألا وهو “الدورة الزراعية”، مشددةً على ضرورة اتباعها في أراضي الاستصلاح الجديدة، لتعظيم الفائدة الاقتصادية والإنتاجية.
وعزت تعذر تطبيق “الدورة الزراعية” في الأراضي الطينية القديمة إلى “تفتت الحيازات”، ما شكل عائقًا أساسيًا أمام الاستفادة من مزاياها، وحتم ضرورة اللجوء إلى “التحميل”، لتعظيم ومضاعفة حجم إنتاجية صغار المزارعين.
التعاقب المحصولي
زيادة الإنتاجية وترشيد للنفقات
أكدت “عزمي” أن استراتيجية “التعاقب المحصولي” تعد أفضل بدائل “الدورة الزراعية” المتاحة لمزارعي الأراضي القديمة، وفيها يتم خلط المحاصيل النجيلية مع البقولية، مع التحميل بمحصول آخر، بهدف الوصول إلى 3 محاصيل على الأقل خلال الموسم الواحد.
وقدمت الأستاذ بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، نموذجًا استرشاديًا لتطبيق تقنية التعاقب المحصولي لتعظيم إنتاجية الأراضي القديمة، موضحًة أنه يمكن الاستفادة من الأصناف المبكرة للذرة أو الأرز، على أن يعقبهما زراعة البرسيم الفحل، للاستفادة من مزاياه في تحسين خصوبة وخواص التربة، قبل زراعة القمح.
وسلطت “عزمي” الضوء على مزايا تطبيق تقنية التعاقب المحصولي وزراعة البرسيم الفحل قبل القمح، موضحةً أنه يضاعف حجم الإنتاجية المتوقعة للذهب الأصفر بما يعادل 2 إلى 3 إردبًا، علاوة على توفير 1 شيكارة نترات على الأقل، وهي المسألة التي تصب في تعظيم حجم المكاسب الاقتصادية للمزارعين.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
محصول القمح.. الأصناف المقاومة لـ”الملوحة” وأحدث 3 تقاوي تنضم للخدمة
محصول البطاطس.. مخاطر “التغيرات المناخية” على مراحل النمو وحجم الإنتاجية
الثروة الحيوانية.. الأمراض التناسلية ومشاكل “الطالوقة الدوارة”