محصول القطن وأهميته الاقتصادية وعلاقته بحياة المصريين، وسبل الحفاظ على مكانته المرموقة وتعزيز ومضاعفة معدلات الإنتاجية، من خلال التعاون المشترك مع دول الجوار، كانت من أهم المحاور التي تناولها الدكتور وليد يحيى، وكيل معهد بحوث القطن للإنتاج، ورجل الأعمال السوداني عادل كوباني، خلال حلولهما كضيفين على الإعلامي سعيد فؤاد، مقدم برنامج “الصالون الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
أهمية محصول القطن
في البداية تحدث مقدم البرنامج عن أهمية محصول القطن وارتباطه بحياة المصريين وتراثهم، واحتفالاتهم وعاداتهم خلال موسم الجني والحصاد، وأهميته الاقتصادية نظرًا لاحتلالنا موقع الصدارة في إنتاج القطن طويل التيلة، والمرتبة الثانية في معدلات الإنتاجية، والتي بررها بتقلص إجمالي المساحات المنزرعة بالذهب الأبيض.
وتطرق “فؤاد” إلى إمكانية إعادة استثمار الأراضي الخصبة والمساحات الزراعية الشاسعة المتوافرة بالسوادن، التي تمثل العمق الاستراتيجي المصري، لزراعة الذهب الأبيض، مع استغلال الموارد الطبيعية المتاحة هناك، وإدارتها تحت إشراف الكفاءات العلمية والعقول والكوادر المصرية، لصناعة تكتل اقتصادي ينافس كبريات الدول والكيانات الصناعية.
موقع مصر على الساحة العالمية.. “أرقام ودلالات”
من جانبه، تحدث الدكتور وليد يحيى عن مكانة الذهب الأبيض المصري، موضحًا أن جملة إنتاج العالم تصل إلى 25 مليون طن سنويًا، يمثل القطن طويل التيلة منها 500 ألف طن فقط، تنتجها 11 دولة على مستوى العالم، تتصدرها مصر.
وأوضح أن إنتاج مصر من الأصناف طويلة التيلة، تمثل 25% من إجمالي الناتج العالمي، الذي يضم 10 دول أخرى، أبرزها “الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا، أسبانيا، الهند، باكستان، الصين، وبيرو”
ولفت “يحيى” إلى أن مصر تمثل الدولة الرائدة والأولى على مستوى العالم من حيث معدلات الجودة، بشكل لا يضاهيه أي إنتاج آخر، على مستوى المتانة والنعومة، والثانية في إمداد السوق العالمي من القطن طويل التيلة والطويل الممتاز.
وكشف أن الأصناف الستة المعتمدة بالخريطة الصنفية في مصر، تحتل صدارة ترتيب التقسيم العالمي، يليها الأصناف الأمريكية، ثم الأقطان الاسترالية، ثم تركيا وإسبانيا واليونان، ثم الأقطان المصرية متوسطة التيلة “جيزة 95 و98″، والتي تسبق الأقطان قصيرة التيلة العالمية.
وأضاف أن مصر كانت تمد الأسواق العالمية بما يعادل 60% من إجمالي احتياجاتها لأصناف القطن طويل التيلة حتى عام 2014، قبل أن تتراجع هذه المعدلات تدريجيا، بسبب انحسار إجمالي المساحات المنزرعة على مستوى الجمهورية، وعزوف المزارعين عنه نتيجة تدني أسعاره، وعدم وجود منظومة تسويقية منضبطة تسمح بحصوله على عائد مادي يوازي حجم المجهود المبذول على مدار الموسم.
الأصناف السودانية قصيرة التيلة وصناعات “الزغب”
في المقابل، أعطى رجل الأعمال السوداني عادل كوباني نبذة تاريخية عن زراعة الذهب الأبيض في بلاده، موضحًا أنها تقوم على طريقتين “مطرية” تنخفض فيها تكاليف الإنتاج لحدودها الدنيا بسبب اعتمادها على مياه الأمطار، و”مروية”، وتضاهي نظم الري المستخدمة في أراضي الجزيرة بمصر، سواء السطحي أو الرش والتنقيط.
وأوضح أن الأصناف القصيرة التيلة المنزرعة بأراضي السوادن، تتميز بانتشار الزغب على البذرة بالكامل، ما يؤهلها لدعم الصناعات القائمة على عمليات استخلاصه، وأبرزها صناعة السيلوز، الذي يدخل في الصناعات الحربية واللحام والدهانات وأوراق البنكنوت، بالإضافة لدخوله في صناعة المعلبات والمنتجات الغذائية، ومستحضرات التجميل والأفلام المستخدمة في السينما، والمحاليل المستخدمة في وحدات الغسيل الكلوي.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
مكافحة دودة اللوز الشوكية على محصول القطن
المعاملات الزراعية الموصى بها لمكافحة التربس على محصول القطن