التقاوي المعتمدة واحدة من أهم مكتسبات هذه المرحلة، بفضل توجيهات ودعم القيادة السياسية لهذا الملف الاستراتيجي، والرؤية الواعية لوزارة الزراعة، وجهود أساتذة وعلماء مراكزها البحثية التابعة، لما لها من تبعات إيجابية على القطاع الزراعي بأكمله.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعة، تناول الدكتور محمد فهيم – مستشار وزير الزراعة، رئيس مركز معلومات المناخ – ملف التقاوي المعتمدة وانعكاسات توفيرها للمزارعين بالشرح والتحليل.
مفهوم التنمية الزراعية
في البداية سلط الدكتور محمد فهيم مفهوم التنمية الزراعية المستدامة وفق ما أكدته منظمة الأمم المتحدة بأنه “تحويل الإنتاج الزراعي إلى استثمار زراعي يستهدف الربح”، وهي أهم مطالب أهالينا المزارعين، لتحقيق دخل اقتصادي يمكن الاعتماد عليه في شؤون حياتهم وإعالة أسرهم.
وأشاد “فهيم” بدور أهالينا المزارعين وثباتهم وإيمانهم بأهمية دورهم الفاعل والمؤثر في بناء مصر الحديثة، تماشيًا مع خطط وطموحات الدولة المصرية وقيادتها السياسية، التي ترنو لمستقبل أكثر إشراقًا لبلادنا وشعبها.
وأوضح أن المزارع المصري ضرب أروع أمثلة الإخلاص والوطنية، ما قبل 2011 وحتى هذه اللحظة، لإيمانه بأن نتاج عمله يؤثر على عموم الشعب المصري، وأنه أحد ركائز منظومة الأمن الغذائي القومي، دون النظر لأي مطالب فئوية أو مصالح خاصة.
وتطرق مستشار وزير الزراعة إلى أهم مطالب أهالينا المزارعين، والتي أوجزها في عدة محاور رئيسية، أبرزها التقاوي المعتمدة، مؤكدًا أن لها انعكاسات هامة ومؤثرة على الدولة واستراتيجياتها فيما يخص ملف القمح، علاوة على مردودها الإيجابي على اقتصاديات المزارعين.
التقاوي المعتمدة
أكد الدكتور محمد فهيم أن ملف إنتاج التقاوي والسلالات المعتمدة عالية الإنتاجية والجودة، واحدة من أهم الملفات التي أولتها الدولة والقيادة السياسية جل اهتمامها، لإصلاح أخطاء الماضي وعقود من الإهمال.
وكشف أن إصرار وزارة الزراعة والدعم اللا محدود المقدم من القيادة السياسية، وجهود علماء مصر الأجلاء أثمر عن طفرة ملموسة في هذا الملف، بتوفير البذور اللازمة لزراعة محصول القمح خلال الموسم الجديد، بمعدل 250 ألف طن من التقاوي المعتمدة عالية الإنتاجية والمقاومة للظروف غير المواتية للزراعة.
ولفت “فهيم” إلى المردود الاقتصادي العائد على عموم المزارعين من توفير التقاوي المعتمدة قبل بدء الموسم، ما يوفر لهم هامش من المحصول الذي كانوا يعتمدون عليه في هذا الملف، والذي يترجم بالتبعية لربح يضاف إلى حجم العوائد المتوقعة.
وأكد أن التقاوي المعتمدة تحقق وفرًا وضمانًا اقتصاديًا، موضحًا أن الاعتماد على حصاد الموسم السابق، غير المطابق للمواصفات، نتيجة سوء التخزين والعوامل الجوية، كان يضطر معه المزارع لاستخدام ما بين 75 إلى 100 كجم من البذور للفدان، وهي المسألة التي تغيرت حال استخدام التقاوي المعتمدة، والتي لا تزيد عن 50 كجم للفدان.
وتابع شرحه للمكاسب الإيجابية المتحققة حال الاعتماد على التقاوي المعتمدة للقمح، بدلًا من بواقي حصاد الموسم السابق، موضحًا أنها تضاعف حجم الإنتاجية المتوقعة بمعدل 3 إردب للفدان، وهو رقم لا يمكن الاستهانة به بأي حال من الأحوال، سواء بالنسبة للدولة أو المزارع، بالإضافة لكون هذه الزيادة غير مرتبطة بتطبيق أي معاملات إضافية كـ”التسميد”.
ولفت مستشار وزير الزراعة أن هذا الإصرار والدعم، والطفرة التي تم تحقيقها في ملف إنتاج التقاوي المعتمدة، وتوفير الكمية المطلوبة لزراعة المساحات المخصصة للموسم الجديد، أسفرت أيضًا عن تخفيض سعر الشيكارة زنة الـ30 كجم بمعدل 100 جنيه، وهو أحد أشكال الدعم والمساندة التي تقدمها الدولة ممثلة في وزارة الزراعة لجموع المزارعين.
السياسة الصنفية
شدد الدكتور محمد فهيم على ضرورة الالتزام بالسياسة الصنفية المعتمدة، بعد الجهود الجبارة التي بذلتها وزارة الزراعة لتوفير التقاوي المعتمدة لعموم المزارعين، للحيلولة دون الإصابة بأي من الأمراض الوبائية، محذرًا من التبعات السلبية الناجمة عن الاعتماد على كسر المحصول، والتي اعتاد البعض استخدامها، مؤكدًا أن الوقوع في مثل هذا الخطأ يمثل هدرًا لوقت ومجهود ومكسب المزارع.
الدورة الزراعية
كشف “فهيم” عن واحدة من أبرز مكاسب الاعتماد على التقاوي المعتمدة لمحصول القمح، مؤكدًا أنها تتيح إمكانية نسبية لتطبيق الدورة الزراعية، و”التجميعات الزراعية” في عموم محافظات الجمهورية.
وأوضح أن استخدام التقاوي المعتمدة يضمن توافر مساحات شاسعة منزرعة بالقمح في ذات التوقيت، وهي المسألة التي تفرض ضرورة اتباع الدورة الزراعية، وغالبًا ما يكون الخيار التالي للغلة هو المحاصيل الصيفية.
لا تفوت مشاهدة الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
البصل.. كمية التقاوي اللازمة لتجهيز “المشتل” وأبرز التوصيات الفنية
معهد المحاصيل السكرية.. “أمهات التقاوي” و”محطات الشتل” وأسباب استيراد بذور البنجر