التغيرات المناخية والاحترار العالمي واحدة من أخطر الإشكاليات التي تهدد شكل الحياة على وجه الأرض، ما دعى أغلب حكومات العالم، لبحث سبل مجابهتها والحد منها، بما يضمن بقاء الإنسان واستدامة موارده الغذائية والطبيعية.
ولا تتوقف فاتورة التغيرات المناخية الباهظة، عند حدود خسارة الغطاء النباتي وزيادة معدلات التصحر والجفاف وندرة الموارد الطبيعية، وإنما تمتد لما هو أبعد، بتأثيراتها السلبية على الكائنات النافعة ومنها نحل العسل.
التغيرات المناخية
التأثيرات المباشرة على نحل العسل
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد فتح الله – رئيس بحوث النحل، بمعهد بحوث وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية، زميل كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر – ملف أثر التغيرات المناخية على الثروة النحلية ونحل العسل.
في البداية تحدث الدكتور محمد فتح الله عن أثر التغيرات المناخية على الثروة النحلية ونحل العسل، موضحًا أنه ينقسم لقسمين الأول يخص بتأثيره المباشر على النحل، فيما يعكس الشق الثاني التداعيات السلبية على المحاصيل والنباتات التي تمثل مصدر الرعي والغذاء الأساسي لها.
وأوضح “فتح الله” أن التغيرات المناخية تؤثر على سلوكيات نحل العسل، علاوة على عدم تزامن نشاط النحل مع مواسم تزهير النباتات ومحاصيل الرعي الأساسية.
ولفت إلى أن التغيرات المناخية تضاعف من درجة شراسة نحل العسل، بسبب ارتفاع درجات الحرارة عن المعدلات التقليدية التي اعتادت عليها تلك الكائنات.
وواصل “فتح الله” شرحه لتبعات التغيرات المناخية، مُشيرًا إلى أنه يؤثر على العمليات الفسيولوجية لـ”نحل العسل”، علاوة على ظهور وانتشار العديد من الأمراض، ما يؤثر سلبًا على أفراد القطيع.
وتطرق أستاذ معهد بحوث وقاية النباتات إلى أحد تأثيرات التغيرات المناخية السلبية الأخرى، والمتمثلة في فوران بعض الأعداء الحيوية، التي لم تكن موجودة من قبل، ما يضعف قدرات الخلية وطواف نحل العسل.
التغيرات المناخية
الأضرار “غير المباشرة”
تناول الدكتور محمد فتح الله الشق الثاني – التأثير غير المباشر – والمتمثل في التداعيات السلبية للتغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية، ما أدى لجفاف الزهر ونضوب الرحيق،الذي يشكل مصدر التغذية الأساسي لـ”نحل العسل”.
وأفرد أستاذ معهد بحوث وقاية النباتات المساحة للحديث عن التأثيرات غير المباشرة، والتي أدت لظهور بعض الأمراض والآفات التي تهدد سلامة المحاصيل الزراعية – المراعي الطبيعية – ما استدعى اللجوء إلى المكافحة الكيميائية، وهي الإشكالية التي تلقي بظلالها القاتمة على نحل العسل، وتهدد بقاء أغلب الكائنات المفيدة والنافعة.
وبرغم هذه المشاكل والتحديات التي تجابه قطاع النحالة والثروة النحلية، إلا أن الأخير – نحل العسل – يمد أياديه البيضاء ويقدم بعض الإسهامات الإيجابية، التي تقلل من حجم التداعيات السلبية للتغيرات المناخية.
وكشف “فتح الله” عن دور نحل العسل الفاعل في عمليات “التلقيح”، والذي يعزز كفاءة وجودة البذور، وبالتبعية الوصول لنباتات قوية وقادرة على مجابهة تقلبات الطقس المتطرفة وغير المواتية.
وأضاف “فتح الله” أن نحل العسل يؤدي دور محوري في الحفاظ على تنوع “الغطاء النباتي”، بسبب عمليات “التلقيح الخلطي” التي يقوم بها، ما يؤدي لتقليل حدة ظاهرتي “الاحترار العالمي” و”التصحر”.
إقرأ أيضًا..
النحالة المصرية.. أسباب التفوق والريادة وأبرز 4 تحديات
التغيرات المناخية.. بحيري يوضح طريقة تعديل الخلايا لمواجهة التقلبات الجوية
خلايا النحل.. أبسط الطرق لوقاية القطيع من ارتفاع درجات الحرارة
المضادات الحيوية.. آثارها على خلية النحل وإنتاج العسل وعلاقتها بالتقلبات المناخية
كيف يساهم النحل في زيادة إنتاجية فدان الطماطم بمعدل 4 أطنان
لا يفوتك..