التغيرات المناخية واحدة من النتائج الوخيمة للتعديات المتسمرة على النظام البيئي الصارم والمتزن، الذي كفله الله لتوفير البيئة الملائمة للإنسان على وجه الأرض، والتي تم تخريبها بشكل متسارع، بسبب الإفراط في استخدام مصادر الطاقة غير النظيفة، وزيادة معدل الانبعاثات الكربونية، وهي المسألة التي ألقت بتبعاتها السلبية على كافة مناحي الحياة.
وخلال حلولها ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، تناولت الدكتورة منال محمد عطية – رئيس قسم بحوث تداول الخضر بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف التغيرات المناخية وتجربة المباني الخضراء بالشرح والتحليل.
تعريف التغيرات المناخية
في البداية عرفت الدكتورة منال محمد عطية مفهوم ومصطلح “التغيرات المناخية” بأنها عبارة عن تحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، والتي يستشعرها الإنسان والنبات وكل كائن حي.
وفرقت “عطية” بين مفهومي “الطقس” والذي تحدث فيه هذه التحولات على مدى زمني قصير “ساعة أو يوم أو أسبوع”، و”المناخ” الذي تحدث فيه هذه التغيرات على نطاق أو مدى زمني طويل، قد يظل مستمرًا لمئات السنين.
أسباب التغيرات المناخية
قسمت رئيس قسم بحوث تداول الخضر بمعهد بحوث البساتين أسباب التغيرات المناخية والتحولات الملحوظة التي شهدها إلى شقين أساسيين:
طبيعية
حركة ونشاط الشمس، والانفجارات البركانية التي تحدث على مستوى العالم.
بشرية
الإفراط في استخدام الوقود الأحفوري ومشتقاته، والتي ينتج عنها نسبة كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة لـ”الميثان” الذي يستهلك بكثافة في أنشطة التعدين والبترول.
ظاهرة الاحتباس الحراري
أكدت “عطية” أن غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون، هما السبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري، موضحة أنه في الحالات الطبيعية، تقوم الأرض بعكس أشعة الشمس للغلاف الجوي، لكن هذا الأمر لا يحدث حال وجود غازات الاحتباس الحراري، التي تقوم بامتصاص هذه الحرارة وتمنع نفاذها لتعود إلى الأرض مرة أخرى.
تداعيات ظاهرة “التطرف المناخي”
سلطت رئيس قسم بحوث تداول الخضر بمعهد بحوث البساتين الضوء على بعض الانعكاسات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، مشيرةً إلى سلسلة الفيضانات التي ضربت الصين خلال الفترة الأخيرة، علاوة على سلسلة الأعاصير التي تضرب الساحل الأمريكي من وقت لآخر.
ولفتت رئيس قسم بحوث تداول الخضر بمعهد بحوث البساتين إلى بعض تبعات هذه التحولات الشديدة، والتي تؤدي لما يعرف بـ”التطرف المناخي”، والذي يشمل الانخفاض والارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وأشارت “عطية” إلى أن هذا التطرف المناخي، يؤدي بالتبعية لزيادة معدلات ذوبان جليد القطبين، وهي المسألة التي يترتب عليها ارتفاع سطح مياه البحار بمعدل قد يصل إلى 6 أمتار، ما ينعكس على نسبة المياه الصالحة للشرب، بالإضافة لزيادة ملوحة التربة، ما دفع كافة دول العالم للتحرك في سبيل إيجاد حلول عملية لهذه الأزمة، التي تهدد شكل الحياة على وجه الأرض.
أبرز الحلول التطبيقية
شددت رئيس قسم بحوث تداول الخضر بمعهد بحوث البساتين على ضرورة الاتجاه صوب الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة “صديقة البيئية”، واستثمار العطايا الربانية التي تسهم في توليد الطاقة اللازمة للحياة من مصادرها طبيعية عبر الألواح الشمسية والرياح.
وأكدت “عطية” أنه يتوجب الاتجاه بشكل أكبر إلى التوسع في “المباني الخضراء”، التي تستهلك أنظمة الإنارة والتدفئة والتبريد فيها معدلات أقل من مثيلتها التقليدية بـ38%، ما يقلل من نسبة الانبعاثات الناجمة عنها، مشيرةً إلى التجربة الرائدة التي تم الاشتراك في تطبيقها بمدينة شرم الشيخ بتوجيهات رئاسية، لإنشاء فنادق تعتمد على هذه التقنية.
لا يفوتك مشاهدة هذا الفيديو..