قال الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن التغيرات المناخية تعني تغير الحالة الجوية المعهودة في فترات العام، مشيرا إلى ان المزارع يسعى دائما إلى مواكبة هذه التغيرات ولكنه أبطأ كثيرا من التغيرات الجوية التي نشهدها.
وأضاف فهيم خلال لقاءه في برنامج الأرض المذاع على قناة مصر الزراعية، أن الفلاح المصري لديه خبرات كثيرة ممتدة لألاف السنين، ولكن هذه الخبرات تقف عاجزة أمام التغيرات المناخية التي نشهدها حاليا، لأن هذه التغيرات تعني تغير فسيولوجيا الشجرة واستجابتها، مستشهدا بما حدث العام الحالي لمزارع المانجو، التي تأثرت بالتغيرات المناخية، مما أدى إلى تدهور المحصول.
دور مركز معلومات تغير المناخ في التحذير من التغيرات المناخية
وأشار فهيم إلى دور مركز معلومات تغير المناخ، حيث يسعى دائما إلى التنبيه بخطورة الفجوات البحثية في مجال الزراعة، مستشهدا بما حدث لمحصول المانجو هذا العام، وكيف أنه تسقط الثمرة من شجرة في حين أن الأخرى ما زالت محتفظة بثمرتها، فهذا لا يعتمد على الخبرة، وإنما على أبحاث علمية دقيقة تتم على عنق الثمرة للتأكد من اكتمال كافة العناصر بداخلها وبنسبها الطبيعية.
ونوه فهيم إلى التقلبات المناخية التي شهدتها البلاد، حيث أن الأشجار المتساقطة كان بها معدل تزهير عالي، ولكنها لم تحصل على كافة احتياجاتها من البرودة، الأمر الذي أدى إلى حدوث شتاء متأخر في شهر مارس مما دفع الأشجار إلى التزهير، وهذا الأمر أدى بالضغط على عناصر الكربوهيدرات، التي من المفترض استمراره حتى نهاية النضج، وبالتالي أصبح مخزون الشجرة خاوي.
وطالب فهيم من المزارعين ضرورة المعرفة الجيدة بـ”جغرافية الشجرة”، حيث أن الموسم الشتوي يبدأ من منتصف أكتوبر لكافة المحاصيل، مطالبا الفلاحين باللجوء إلى الخبراء لمعرفة احتياجات التربة خاصة بعد الموسم السابق، والتعامل على هذا الأساس.
وحذر فهيم من التزهير المبكر لمحصول المانجو، خاصة وأن الشجرة لم تبذل المجهود المطلوب للحصول على الثمرة، مما يعني أن هذا سيؤدي إلى عملية تزهير مبكر، وكذلك أشجار الزيتون، حيث يجب وضع هذه الاعتبار في الحسبان للحصول على إنتاجية العام المقبل.
أقرأ أيضا: «القصير» يبحث مع المدير الإقليمي بالبنك الدولي تأثير التغيرات المناخية على قطاع الزراعة