التغيرات المناخية وفاتورة وكلفة التعامل معها ومواجهة تداعياتها تستدعي التزامًا أخلاقيًا أكبر من الدول الصناعية، تجاه المناطق المتضررة والبلدان النامية، التي تعاني من تبعات هذه الظاهرة العالمية، وهو الملف الذي تعاملت معه القيادة السياسية ووزارة الزراعة بوعي تام، تجلت ثماره في مخرجات مؤتمر قمة المناخ “cop27”.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، الدكتور شاكر أبو المعاطي – أستاذ بالمعمل المركزى للمناخ الزراعي – ملف التغيرات المناخية وتأثيرها على القطاع الزراعي بالشرح والتحليل.
التغيرات المناخية وانعكاساتها على الزراعة
في البداية تحدث الدكتور شاكر أبو المعاطي عن التداعيات السلبية المباشرة للتغيرات المناخية على المنظومة والعملية الزراعية بالكامل، والتي تبدأ بالإنسان مرورًا بالنباتات والتربة والبيئة المحيطة بالكامل.
وأوضح أن التغيرات المناخية عملية معقدة بالكامل، مسلطًا الضوء على أبرز أضرارها بشكل مبسط، موضحًا أنها تؤدي لبعض الإشكاليات، وفي مقدمتها:
- زيادة معدلات البخر في المسطحات والمجاري المائية
- زيادة عمليات “البخر – نتح” وفقد المياه في النباتات
- إضافة الأسمدة والمركبات النيتروجينية لمساعدة النباتات يضاعف من حجم الانبعاثات الدفيئة كـ”ثاني أكسيد النيتروز”
- زيادة المقننات المائية الموجهة للنباتات يؤدي لزيادة نسبة الانبعاثات الملوثة “آلات الري أغلبها يعمل بالسولار”
ظاهرة عالمية
أكد “أبو المعاطي” أن التغيرات المناخية باتت ظاهرة عالمية غير محدودة التأثير، مدللًا على صحة وجهة نظره بالفيضانات التي ضربت الصين، والفيضانات التي تعرضت لها ليبيا، ومحيت بسببها مناطق كاملة من على وجه الأرض.
المسؤولية الأخلاقية للدول الصناعية
لفت أستاذ المعمل المركزى للمناخ الزراعي إلى أن الدول الصناعية الكبرى تقديم الدعم اللازم وتحمل مسؤوليتها الأخلاقية تجاه كلفة تجاوز الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، والتي تتحملها وتدفع فاتورتها الدول النامية، سواء عن طريق توفير البرامج الحديثة أو تقديم الدعم التمويلي اللازم، بما يؤهلها للتكيف مع الظروف المتطرفة التي باتت أمرًا واقعًا لا فرار منه.
جهود وزارة الزراعة
سلط “أبو المعاطي” الضوء على جهود الدولة ووزارة الزراعة، للتعامل مع انعكاسات وتداعيات التغيرات المناخية، موضحًا أن مشروع وبرنامج “إنتاج الخضر تحت الظروف البيئية المصرية”، يعد أحد أبرز هذه النماذج لإنتاج أصناف وهجن مقاومة للإجهادات الحرارية.
وقدم نموذجًا آخر لتداعيات التغيرات المناخية، ضاربًا المثل بتأخير زراعة درنات البطاطس حتى هذه اللحظة، بسبب درجات الحرارة العالية التي اكتسبتها التربة، والتي تحول دون بدء الموسم، مؤكدًا أن نفس التوقيت من العام الماضي كان يسمح بهذا الإجراء، ما يوضح حجم التغيرات التي طرأت على هذا الملف.