التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية المباشرة على القطاع الزراعي، وكيفية الحد من تأثيرها على انتشار الأمراض والآفات وتقليص معدلات الإنتاجية، وأهم الممارسات والإجراءات الوقائية الواجب اتباعها، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور شاكر أبو المعاطي – أستاذ المناخ بمركز البحوث الزراعية، وسفير المناخ لمشروع تعزيز التكيف مع تغيير المناخ في الدلتا والنيل والساحل الشمالي – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
التغيرات المناخية وتأثيرها على القطاع الزراعي
في البداية تحدث الدكتور شاكر أبو المعاطي عن التغيرات المناخية موضحًا أنها تضرب بقوة، مدللًا على ذلك بالتغير الواضح والملموس، في موعد بداية ونهاية الفصول، ضاربًا المثل بفصل الشتاء، الذي يبدأ في المعتاد من 21 ديسمبر، ولكن الواقع يقول أننا دخلنا فعليًا في أجواء هذا الفصل.
وأوضح أنه في الظروف العادية كان لكل فصل توصيف ودرجات حرارة ورطوبة متعارف عليها لكافة المتخصصين، مع وجود فواصل زمنية بين كل فصل، وهي الأمور التي تغيرت إلى حد بعيد في الوقت الحالي، كأحد تداعيات التغيرات المناخية.
ظاهرة الطقس المتطرف
وأشار إلى التقلبات التي تحدث على مدار اليوم الواحد، موضحًا أننا نعيش حاليًا فيما يعرف بـ”الطقس المتطرف – Extreme Weather Events”، حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة خلال النهار، شديدة البرودة أثناء ساعات الليل، وهي المسألة التي تلقي بظلالها على النباتات وكافة الكائنات الحية بما فيها الإنسان.
وضرب المثل بما حدث مع بعض محاصيل الخضر كـ”البقدونس والشبت والكسبرة”، والتي كانت تزرع على مدار السنة، فيما شهدت تدهورًا شديدًا في معدلات نموها وحجمها، خلال صيف العام الجاري – كأحد التأثيرات الملموسة التي استشعرها المواطن بسبب التغيرات المناخية – والذي أثبتت الدراسات أنه واحد من أسخن فصول الصيف التي شهدتها البلاد خلال السنوات الـ20 الأخيرة.
وأكد “أبو المعاطي” أن ملف التغيرات المناخية وتداعياته بات قضية وجودية، تؤثر تأثيرًا مباشرًا على منظومة الأمن الغذائي القومي، سواء على معدلات إنتاجية المحاصيل المختلفة أو قدرة النبات على استكمال مراحل نموه المختلفة، وكذا على صعيد فرصة التسويقية وأسعار تداوله بالأسواق.
وأضاف ن أنه لكل ما سبق باتت هناك آلية عالمية لعقد قمة خاصة بالمناخ بشكل دوري، لمناقشة استراتيجيات الحد من تزايد معدلات الاحترار العالمي، وسبل وخطط تجاوزها والحفاظ على الموارد الطبيعية، وأساليب التكيف التي يمكن اتباعها، وكيفية تدبير الأموال اللازمة، لدعم الدول النامية في مواجهة هذه الظاهرة.
تداعيات التغيرات المناخية
وكشف “أبو المعاطي” أن لكل نبات أو محصول حدود “دنيا ومتوسطة وقصوى” لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، نظرًا للتداعيات السلبية الناجمة عن مخالفة هذه الظروف للطبيعة الفسيولوجية الخاصة بكل نبات، والتي تعوق استكماله لدورة حياته ومراحل نموه على النحو الصحيح.
وتابع شرحه لتداعيات التغيرات المناخية بما يخالف طبيعة وظائف النبات الفسيولوجية والحيوية، والتي تحول دون قدرته على امتصاص المياه والغذاء، وتؤدي لزيادة معدلات تساقط أزهاره، وعدم تفتحها أو تزهيرها في التوقيتات الطبيعية، وهي التغيرات التي تنعكس سلبًا بالتبعية على إجمالي الحصاد المتوقع بحلول نهاية الموسم.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
«زراعة الفيوم» توصي بأهمية مواجهة التغيرات المناخية ومكافحة الحشائش لمحصول القمح
د.عصام شوقى: 6 توصيات للزراعة الذكية لمواجهة التغيرات المناخية