التغيرات المناخية وتقلبات الطقس وسبل تخفيف تداعياتها السلبية على البساتين كانت واحدة من اهم المحاور التي تطرق اليها الدكتور احمد محمود العناني- الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين، مركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية دينا هاني، مقدمة برنامج «نهار جديد»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
التغيرات المناخية وتداعياتها على القطاع الزراعي
في البداية عزا الدكتور احمد محمود العناني ظاهرة التغيرات المناخية الى الاحتباس الحراري الناجم عن الاستخدام المفرط للوقود الأحفوري وزيادة حجم الانبعاثات الغازية بالدول الصناعية الكبرى.
الدول الصناعية ومساهمتها في زيادة الانبعاثات الغازية
كشف «العناني» عن معدلات التلوث والانبعاثات الغازية التي تساهم فيها الدول الصناعية الكبرى، والتي تتصدرها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 24.5٪، فيما تحتل الصين المرتبة الثانية بـ13.9٪، يليها روسيا بـ6.8٪، ثم المانيا بـ4.5٪ والمملكة المتحدة بـ4.6٪، وصولا للمكسيك بـ1.2 وايران 1.1٪.
ولفت الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين إلى أبرز التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، مؤكدا أن تأثيرها لا يتوقف عند حدود الدول المسببة لها، وإنما يمتد لإفساد لمنظومة البيئية بالعالم اجمع، لتبتدى آثاره على عدة صور كـ«الأعاصير وذوبان جليد القطبين وحرائق الغابات والجفاف وتملح الأراضي الزراعية وتدهور التنوع البيولوجي».
وضرب «العناني» المثل بما تفعله فرنسا، والتي تقوم بعمل نقاط تجميع للتخلص من الملابس المستعملة، عبر ارسال 15 مليون قطعة الى غانا كل اسبوع، لافتًا الى ان 40٪ منها لا يصلح للاستخدام الادمي، ما يدفع الى حرقها عدد 6 مليون قطعة منها، وهي المسالة التي تنعكس بالسلب على مضاعفة الانبعاثات الغازية وزيادة حدة التلوث البيئي.
تداعيات التغيرات المناخية على الوطن العربي
تناول الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين عددًا من التداعيات السلبية الناجمة عن ارتفاع معدلات الانبعاثات الغازية والاحتباس الحراري على البيئة الزراعية المصرية، مؤكدًا انها تهدد بإغراق المناطق الشمالية وارتفاع مستوى الماء الأرضي بالإضافة لتقليص المساحات الصالحة للزراعة بسبب ارتفاع مستوى الملوحة.
وكشف «العناني» عن تداعيات زيادة مستوى الانبعاثات ااغازية على المنطقة العربية، مؤكدًا ان اليمن وعمان مهددان بالدخول ضمن حزام الاعاصير، فيما ستعاني سوريا والاردن من زيادة معدلات التصحر.
تطرق «العناني» الى تاثير التغيرات المناخية على البساتين مؤكدًا انها تضاعف من مستوى الاضطراب الفسيولوجي الذي يعاني منه النبات بسبب عدم ملائمة الأجواء والبيئة الخارجية المحيطة، كارتفاع وانخفاض درجات الحرارة واتساع الفوارق البينية بين حرارة الليل والنّهار، ما يؤدي لضعف معدلات النمو، وزيادة فرصة الإصابة بالأمراض والآفات الحشرية.
وسلط الضوء على التأثيرات المباشرة الواقعة على النباتات، وفي مقدمتها تحجيم قدرة النبات على استكمال مراحل نموه المختلفة على النحو المطلوب، سواء في مرحلة البذور او البادرة او التزهير، والتي تمتد تداعياتها السلبية الى مرحلة التلقيح والاخصاب وتكوين الثمار.
درجات الحرارة وعلاقتها بالنبات
قسم الاستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين درجات الحرارة الى ثلاث اقسام، مؤكدا ان تجاوزها صعوظا وهبوطا ياتي بنتائج وخيمة:
– الصغرى: وهي اقل درجة حرارة يتحملها النبات ويحدث فيها ادنى درجات النمو
– المثلى: وفيها يصل النبات لاعلى درجات النمو
– العظمى: وهي اقصى درجة حرارة يتحملها النبات ويقوم فيها باقل معدلات النمو
وأشار «العناني» الى واحدة من التداعيات المباشرة الناجمة عن الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة، والتي تؤدي الى زيادة معدلات النتح، والتي يقابلها حدوث غلق جزئي للثغور، والتي تقوم بها الخلايا الحارسة للحفاظ على حياة النبات، وهي المسالة التي تنعكس بالسلب على عملية البناء الضوئي.
وواصل شرحه لتبعات وتداعيات التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، والتي تدفع النبات لزيادة معدلات التنفس، وبالتبعية مضاعفة عمليات الهدم، والتي تحول دون وجود أي فائض في النبات.
وكشف «العناني» ان استمرار ظاهرة التغيرات المناخية يدفع النيات لتعجيل عملية الإخصاب والتلقيح على حساب النمو الخضري، ما يؤدي لخروج ثمار ضعيفة ومتقزمة، في محاولة النبات للتكيف مع الظروف البيئية الخارجية غير الملائمة.
توصيات خاصة بمعاملات الري
نصح الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين بضرورة اتباع القاعدة الحاكمة لنجاح معاملات الري، والتي حصرها في ثلاث كلمات، مشددًا على ان تكون مناوبات الري «خفيفة وسريعة ومتقاربة»، لضمان الوصول على افضل النتائج، وتقليص معدلات الضرر الناجمة عن التغيرات المناخية.
تداعيات الشتل خلال فصل الصيف
حذر «العناني» من مخاطر الشتل خلال موجات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، مؤكدًا أنها تضاعف من فرص تساقط الشتلات، بالاضافة لتوفير البيئة الملائمة للاصابة باعفان الجذور، بسبب ارتفاع معدلات الحرارة والرطوبة.
محاذير استخدام اليوريا وافضل البدائل المتاحة
شدد على خطورة التسميد بـ«اليوريا» خلال فصل الصيف والارتفاع الشديد في درجات الحرارة، نظرًا لاحتوائها على مادة البيوريت السامة، مؤكدًا أنها تؤدي لاحتراق النبات حال تجاوزها لحدود الـ1 الى 1.5٪.
توصيات خاصة لمزارعي الأراضي الصحراوية
أوصى الاستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين باستخدام النترات كافضل البدائل المتاحة، فيما نصح بضرورة تغطية سطح الأراضي الصحراوية بـ«نشارة الخشب أو المواد العضوية»، للحفاظ على مستوى الماء الأرضي ومعدلات الرطوبة الملائمة، مؤكدًا ان هذا الاجراء يحقق وفرًا مائيا يتراوح بين 25 إلى 30٪، علاوة على تقليل فرص نمو الحشائش.
نصائح خاصة لمزارعي الصوب
قدم «العناني» عددًا من النصائح لمزارعي الصوب، مشددًا على ضرورة فتح البوابات القبلية والبحرية، لتسهيل عملية التبادل الغازي، وتوفير البيئة الحرارية الملائمة لنمو، وتقليل فرص الاصابة بالاجهادات الحرارية والضغوط الواقعة على النبات.
وبالنسبة للصوب المكشوفة والشفافة نصح الاستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين بضرورة تغطيتها بشباك التغطية او الأجريل بنسبة 60 الى 70٪، لتقليل فرص تعرضها للاصابة بلسعة الشمس.
توصيات حصاد المحاصيل الدرنية
انتقل الاستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين الى أبرز التوصيات التي يتوجب مراعاتها عند إتمام معاملات حصاد المحاصيل الدرنية، خلال موجات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، مشددا على ضرورة إعداد وتجهيز صالات الفرز والتعبئة، ونقل المحصول إليها بمجرد الانتهاء من معاملات الحصاد.
توصيات حصاد المحاصيل الورقية
نصح العناني بتنفيذ معاملات حصاد المحاصيل الورقية في ساعات الصباح الباكر، مع تعبئتها داخل عبوات خاصة لاخيلولة دون تعرضها لخطر الإصابة بـ«الذبول»، مع تنفيذ إجراءات المكافحة الوقائية والرش بالمييدات الحشرية المعتمدة للوقاية من أخطار الاصابة بالعناكب والتوتا ابسيلوتا التي تنشط خلال فترات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الكاملة..
التغيرات المناخية وتداعياتها على البساتين
موضوعات ذات صلة..
التغيرات المناخية ومزايا التوسع في تطبيق تجربة “المباني الخضراء”
“التعريق المتوازي في الموز”.. الطريقة المثلى للتعامل مع النباتات المصابة