التغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية على قطاع الإنتاج الداجني، كانت أحد أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور معتز بدوي – أستاذ مساعد بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية مها سميح، مقدمة برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الفرق بين “المناخ” و”الطقس”
في البداية فرق الدكتور معتز بدوي بين المناخ والطقس، موضحًا أن الأول يقصد به التغيرات التي تطرأ على فترات زمنية طويلة تتراوح بين 10 إلى 15 عامًا، لافتًا إلى أن كل نصف درجة زائدة في المناخ، يقابلها ارتفاع يصل إلى 10 درجات مئوية في الطقس.
التغيرات المناخية على مصر والقارة الإفريقية
أوضح “بدوي” أن القارة الإفريقية تستحوذ على نصيب الأسد من التغيرات المناخية، بسبب موقعها الجغرافي الذي يتوسط قارات العالم، وهي المسألة التي تنعكس بالتبعية على ارتفاع درجات حرارة ومناخ جمهورية مصر العربية، بسبب وجودها بين سلسلة كبيرة من الصحاري، دون وجود أي الغطاء الشجري الأخضر، الذي يحد من سخونة الجو.
التغيرات المناخية وعلاقتها بانتشار الأمراض الفيروسية
لفت الأستاذ المساعد بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني إلى الانعكاسات السلبية المترتبة على الانحرافات الحادة للطقس والمناخ، والتي ساهمت في زيادة معدلات انتشار الأوبئة الفيروسية، سواء التي تصيب الإنسان كـ”فيروس كوفيد” أو التي تصيب الحيوان، كـ”أنفلونزا الطيور والخنازير”، مع إمكانية انتقال العدوى بين الإنسان والحيوان.
الأضرار الواقعة على قطاع الإنتاج الحيواني
تطرق “بدوي” إلى واحدة من الانعكاسات الخطيرة المترتبة على التغيرات المناخية، وأبرزها زيادة معدلات الجفاف، وانخفاض مستويات ومنسوب مياه الأمطار، ما أدى لتقليص رقعة ومساحة المراعي الطبيعية، التي كان يتم الاعتماد عليها في منطقة الساحل الشمالي، لمشروعات الإنتاج الحيواني وتربية الجمال بشكل خاص.
وأكد الأستاذ المساعد بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني أن التغيرات المناخية الحادة، ضاعفت من الإجهاد الحراري الواقع على الحيوانات، وهي المسألة التي ساهمت في ارتفاع معدلات النفوق والإجهاض، علاوة على انخفاض معايير الجودة وحجم الإنتاجية، سواء بالنسبة للأبقار أو الجاموس أو الدواجن.
تداعيات التغيرات المناخية على قطاع الإنتاج الداجني
أوضح “بدوي” أن الدواجن تتأثر بشكل أكبر، عن غيرها من حيوانات المزرعة، نظرًا لعدم وجود الغدد العرقية، الموجودة في الأبقار والجاموس، بالإضافة لطبقة “الريش”، التي تحول دون قدرة الطيور على التخلص من درجات الحرارة الزائدة.
وقدم الأستاذ المساعد بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني شرحًا مبسطًا لتداعيات التغيرات المناخية على قطاع الإنتاج الداجني، موضحًا أنها تؤدي لزيادة معدلات التنفس عند الدواجن، لافتًا إلى أن هذا الأمر يترتب عليه تقليص رغبة الطيور في تناول الغذاء والأعلاف، مع انخفاض عام في معدلات الحركة، وهي المسألة التي تؤدي لانخفاض أوزانها.
مشاكل الخلل الهرموني
عزا “بدوي” حدوث ظاهرة “الخلل الهرموني” التي تصيب قطعان الدواجن، لدى غالبية المربين في نظم العنابر المفتوحة، بسبب تباين درجات الحرارة، التي لا يمكن التحكم بها في مثل هذا النمط من العنابر.
وأكد الأستاذ المساعد بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني أن الخلل الهرموني الذي يصيب قطعان الدواجن، يؤدي لظهور العديد من التشوهات التي تطرأ على المنتج النهائي، وفي مقدمتها الهبوط الحاد في وزن منطقة الصدر، وزيادة وزن الكتلة العضلية الموجودة في منطقة الأفخاد، والأمر عينه بالنسبة لمعدلات إنتاج البيض التي تنخفض إلى أقل معدلاتها.
وواصل “بدوي” شرحه لتداعيات التغيرات المناخية على قطاع الإنتاج الداجني، موضحًا أن عملية الخلل الهرموني التي تصيب الطيور، وتؤدي لإحجامها عن تناول الأعلاف، والوصول لمعدلات التغذية المطلوبة، يترتب عليها قلة دخول عنصر الكالسيوم إلى الجسم، وبالتبعية تقلص نسبتها في قشرة البيض ما يؤدي لزيادة درجة هشاشتها، بشكل يضاعف معدلات الفقد خلال عمليات النقل من المزارع إلى محال البيع بالتجزئة، وهي المسألة التي تترجم إلى خسائر اقتصادية لا يمكن تعويضها.
وكشف الأستاذ المساعد بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني أن تداعيات التغيرات المناخية على قطاع الإنتاج الداجني لا تتوقف عند هذا الحد، حيث تمتد آثارها السلبية إلى عملية التكاثر، والتي تنخفض إلى أدنى مستوياتها بسبب إصابة الذكور بحالة من الخمول الشديد، كأحد انعكاسات حالة الخلل الهرموني، علاوة على ضعف إنتاجية البيض، وهشاشة القشرة الخارجية، التي تضاعف من معدلات نفوق الكتاكيت.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
إضافات الأعلاف.. فوائد “الخميرة” ودورها في تحسين إنتاجية حيوانات “التسمين والحلاب”
“المورينجا”.. بديل ناجح في صناعة العلائق وإضافات الأعلاف